التربية الإسلامية فصل أول

الحادي عشر خطة جديدة

icon

أوَّلًا: التكريم والتقدير والرعاية

كرَّم الإسلام المرأة أُمًّا، وزوجةً، وأُختًا، وبنتًا، وجعل احترامها ورعايتها والإحسان إليها من أجلِّ الطاعات، وجعل الأُمَّ أَوْلى الناس بالمعاملة الحَسَنة؛ فَقَدْ جاءَ رَجُلٌ إلِى رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: مَنْ أَحَقُّ النّاسِ بحُِسْنِ صَحابَتي؟ قالَ: «أُمُّكَ ،» قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ »، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ ،» قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «ثمَُّ أبَوُكَ ».

وتأكيدًا لِعِظَم منزلة الأُمِّ؛ عَدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِرَّها أعظم درجةً من الجهاد في سبيل الله تعالى؛ فَقَدْ جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إِنّ أُريدُ الِْهادَ في سَبيلِ اللهِ تَعالى، فَقالَ: «أُمُّكَ حَيَّةٌ؟ »، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقالَ: «الْزَمْ رِجْلَيْها؛ فَثَمَّ الَْنَّةُ ».

وقد عظَّم الإسلام أجر مَنْ يُحسِن إلى بناته، ويعتني بهنَّ. قال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ كانَ لَهُ ثَلاثُ بَناتٍ، فَصَبََ علَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ، وَسَقاهُنَّ، وَكَساهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجابًا مِنَ النّارِ يَوْمَ الْقِيامَةِ »(جِدَتِهِ: وُسْعِهِ وطاقتهِِ).

 وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ يقوم على رعاية زوجته وأهل بيته بأنَّه من خير الناس؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لَِهْلهِِ، وَأَنا خَيْرُكُمْ لَِهْلي »، وكان من آخر ما أوصى به صلى الله عليه وسلم في خُطبة حَجَّة الوداع، الإحسانُ إلى النساء. 

ثانيًا: التعلُّم

فرض الإسلام طلب العلم على كلِّ مسلم ذَكَرًا كان أو أُنثى، وخاطب المرأة مثل الرجل في ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسْلمٍِ ».

وقد خصَّص النبي صلى الله عليه وسلم للصحابيات وقتًا يجتمع فيه بهنَّ؛ ليُعلِّمهنَّ أمور دينهنَّ.

وبرز في العلم من الصحابيات نساء كثيرات، مثل أُمِّ المؤمنين السيِّدة عائشة رضي الله عنها التي كانت مرجعًا في أحكام الدين.
واليوم، تُمارِس المرأة المسلمة حقَّها في التعلُّم والتعليم بصورة كبيرة؛ ما أدّى إلى نبوغ كثير من النساء المُتخصِّصات في معظم حقول المعرفة الإنسانية والعلمية.

ثالثًا: اختيار الزوج

أقرَّ الإسلام حقَّ المرأة في قبول الخاطب أو رفضه؛ فلا تُجبَر فتاة أو امرأة على الزواج.

اشترط الإسلام وجود الولي في عَقْد الزواج؛ لنُصْح المرأة، وتوجيهها إلى حُسْن الاختيار، والتأكُّد أنَّ الرجل أَهْلٌ لها.

رابعًا: المشاركة في بناء الأُسرة وتربية الأبناء

من حقِّ المرأة أنْ تُشارِك زوجها في بناء الأُسرة وتربية الأبناء على الأخلاق الحميدة، والقِيَم الإسلامية الحَسَنة؛ ليكونوا نافعين لأنفسهم وأوطانهم وأُمَّتهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَ بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مسَْؤُولةٌَ عَنهُْمْ »  (بَعْلِهَا: زَوْجِها)

خامسًا: الحضانة

- أعطى الإسلام الأُمَّ حقَّ حضانة طفلها عند الطلاق؛ لكي تتولّى رعايته، وتربيته، وتغذيته، والحنو عليه.

- جعل الإسلام الأُمَّ أَوْلى الأشخاص بحضانة طفلها؛ لِما يُوفِّره ذلك من حاجة نفسية مُلِحَّة للأُمِّ وطفلها؛ ولأنَّها أكثر عطفًا وشفقةً عليه.

- نصَّ قانون الأحوال الشخصية الأردني في المادة (170) على أنَّ الأُمَّ أحقُّ بحضانة ولدها وتربيته حال الزوجية وبعد الفُرْقة. 

سادسًا: إبداء الرأي والمشاركة في بناء المجتمع
أ . موقف السيِّدة أُمِّ سلمة رضي الله عنها يوم الحديبية.
ب. موقف المرأة التي خالفت سيِّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في تحديده المَهْر. 

سابعًا: المحافظة على عِرضها وسُمعتها

- أوجب عليها اللباس الشرعي الساتر.

- طالبها بعدم الخضوع بالقول؛ حفاظًا عليها.

- واجه اتهام النساء الطاهرات العفيفات في أعراضهنَّ بعقوبة رادعة وعادلة.

- وصف مَنْ يفعلون ذلك بأنَّم فاسقون، ولا تُقبَل شهاداتهم.

قال تعالى:﴿والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا وأولئك هم الفاسقون﴾.

ثامنًا: أداء العبادات الجماعية

كلَّف الله تعالى المرأة بالعبادة مثل الرجل.

راعى ظروفها الخاصَّة، وخفَّف عنها في بعض التكاليف؛ فلم يوجِب عليها حضور الجمعة والجماعات، وأعفاها من الصوم والصلاة في حالتي النَّفاس والحيض؛ على أنْ تقضي الصوم بعد ذلك، وفي هذا مراعاة لحالتها الصحية.

أباح لها أيضًا الذهاب إلى المسجد. قال رسول صلى الله عليه وسلم: «إذِا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتهُُ إلِى الْمَسْجِدِ فَلا يَمْنَعْها»، وقد استحبَّ النبي صلى الله عليه وسلم أنْ تخرج النساء إلى المُصلّ يوم العيد؛ فقد قالت أُمُّ عطية نسيبة الأنصارية رضي الله عنها: « أَمَرَنا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ نَخْرُجَ في الْعيدَيْنِ».

أَرْبِطُ مَعَ التَّرْبِيَةِ الْإِعْلامِيَّةِ

أُقِرَّ قانون الجرائم الإلكترونية الأردني عام 2023 م

صور مشرقة:

كلَّف النبي صلى الله عليه وسلم رفيدة الأسلمية رضي الله عنها: (أوَّل مُرِّضة في الإسلام) بتمريض سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي أُصيب بجروح بليغة في غزوة الخندق.

خالة جابر بن عبد الله رضي الله عنهم وتُدعى أسماء كان لها نشاط في عهد سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الزراعة والتجارة.

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

أنزل الله تعالى واحدة من السور الطِّوال، سُمِّيتَْ سورة النساء.

وفي أوَّل آية من هذه السورة، جاء الحُكْم الإلهي بالمساواة بين الرجال والنساء، وتأكيد أنَّ الناس جميعًا متساوون في أصل خِلْقتهم. قال تعالى: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجا لًًا كثيرًا ونساءً﴾.