كان التعليم في بداية عهد الإمارة محدودا؛ وذلك بسبب الفقر وقلة الموارد، الأمر الذي جعل الآباء يرسلون أبناءهم للعمل، ويعتمدون عليهم في أعمال الزراعة والرعي؛ حتى تتمكن العائلات من تأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة.
أولا: المدارس
جاء التعليم مواكبا للتطور الذي مر به المجتمع الأردني بعد تأسيس النظام السياسي في الأردن، فأصبح من المألوف أن ينظر للعلم والتعليم نظرة إيجابية؛ لما لهما من مردود اقتصادي، ودور سياسي، ومكانة اجتماعية.
كان عدد المدارس الحكومية (44) مدرسة في عام ١٩٢٢-۱۹۲۳م، وارتفع ليصل إلى (٥٣) مدرسة عام ١٩٢٩-۱۹۳۰م، ولمعرفة تطور التعليم في الأردن، تأمل الجدول الآتي،
السنة الدراسية |
عدد المدارس |
عدد المعلمين والمعلمات |
||||
|
مدارس البنين |
مدارس البنات |
المجموع |
المعلمون |
المعلمات |
المجموع |
1922-1923م |
38 |
6 |
44 |
69 |
2 |
71 |
1926-م 1927م |
46 |
5 |
51 |
100 |
18 |
118 |
1933-1934م |
59 |
10 |
69 |
118 |
30 |
148 |
1936-1937م |
58 |
10 |
68 |
122 |
32 |
154 |
1942-1943م |
64 |
10 |
74 |
152 |
34 |
186 |
1945-1946م |
60 |
9 |
69 |
161 |
40 |
201 |
اقرأ النص الآتي:
أنشئت مدرسة السلط الثانوية عام ١٩١٨م، وابتدأ التدريس فيها عام ١٩١٩م، وتعد من أولى المدارس التي أنشئت في الأردن، وكان التدريس فيها يتم في بناء مستأجر. إذ بدأ بناء الطابق الأرضي في مدرسة السلط عام ١٩٢١م، واكتمل بناء المدرسة المكونة من طابقين عام ١٩٢٣م. وقد افتتحها سمو الأمير عبد الله بن الحسين في ٢٨ كانون أول ١٩٢٣م، وبواقع 17 غرفة للإدارة والتدريس، وهي أولى المدارس الثانوية الحكومية التي شيدت في إمارة شرق الأردن آنذاك.
كان عدد خريجي أول فوج في العام ١٩٢٥-١٩٢٦م أربعة طلاب، وهم: أحمد الظاهر، داوود عبد الرحمن تفاحة، عبد الرحيم الواكد، علي محمد عبد الله مسمار. وقد تولى خريجي مدرسة السلط مناصب رفيعة في الدولة.
نشأت أول وزارة للمعارف في شرق الأردن عام 1940م، الأمر الذي يظهر زيادة اهتمام القيادة السياسية في الأردن بالتعليم وشؤونه، وارتفع عدد المدارس والمعلمين بعد الاستقلال، إذ بلغ عدد خريجي المدارس الابتدائية عام ۱۹۲۲- ۱۹۲۳م (٢٥)، تلميذا. وفي عام ١٩٢٩-۱۹۳۰م، بلغ المدارس الثانوية العامة (٢٥) والمتوسطة (٥٧)، والصناعية (3)، والابتدائية (٩٥)، وفي عام ١٩٤٦ - ١٩٤٧م بلغ عدد الذين حصلوا على شهادة الدراسة الثانوية (46) تلميذاء والدراسة الابتدائية (195)، والثانوية العامة (37)، والثانوية المتوسطة (77).
ثانيا: المناهج وواقع التعليم
إن المعارف التي كانت تدرس بوصفها مواد إجبارية، هي: اللغة العربية، وتاريخ العرب، وجغرافية البلاد العربية، إضافة إلى التربية الإسلامية والحساب، وقد أصبحت اللغة الإنجليزية لغة ثانية في البلاد، وحلت محل اللغة التركية.
ولتعرف واقع التعليم في عهد الإمارة، اقرأ النص الآتي:
أعد وزير المعارف مذكرة عن وضع التعليم في عام ١٩٤٣م، يقول فيها: إن الإقبال على التعليم في البلاد كان ضعيفا حتى عام ١٩٣٠م، حتى أن بعض المدارس كانت تلجأ في كثير من الأحيان إلى تغريم أولياء أمور بعض الطلاب؛ لتخلفهم عن إرسال أولادهم إليها، لكن هذا الوضع لم يلبث أن أخذ يتبدل بعد ذلك بصورة ملحوظة، ففي عام ١٩٣١ تقدم في مدينة عمان ما يقرب من 100 طالب للانتساب إلى المدارس، فلم يقبل منهم إلا نصفهم أو أقل. وقد عزا الوزير النقص في المدارس والمعلمين إلى الظروف المالية. إذ قدرت المذكرة عدد الطلاب الذين لا تستطيع المدارس استيعابهم بأكثر من ستة آلاف طالب وطالبة، وذكرت أن مدرسة السلط الثانوية لم تستطع أن تستوعب خريجي المدارس الثانوية المتوسطة الثلاثة جميعهم، ولذلك كان أكثر من 50٪ من خريجي المدارس محرومين من التعليم الثانوي الكامل.
شهد عام 1943م تخرج أول فج من الفتيات اللواتي أتممن الدراسة الثانوية وكان ذلك في مدرسة خاصة (المدرسة الأهلية) في عمان، علما بأن أول فوج من الإناث تخرج من المدار الحكومية عام ١٩٥٢م في مدرسة الملكة زين الشرف في عمان.
أما ميزانية دائرة المعارف وبعدها وزارة التربية والتعليم، فقد ارتفعت من ۱۱.۸۲۰ - في عام ١٩٢٤ إلى ۲۸٫٨٥٠ جنيها عام ١٩٤٠م، وإلى ۳۷,۷۱۹ جنيها عام 1946م
ثالثا: التعليم العالي والمؤسسات العلمية
أرسلت مديرية المعارف أعدادا محدودة من خريجي المدارس الثانوية إلى الجامعات في البلاد العربية المجاورة، وأوفدت أيضا عددا من خريجات المدارس الثانوية إلى دار المعلمات الابتدائية في القدس، فكانوا نواة الفئة المتعلمة والمثقفة من أبناء الإمارة، الذين عملوا في أجهزة الدولة، وأسهموا في تكوين الرأي العام السياسي في البلاد.
تأسس أول مجمع علمي في الأردن عام ١٩٢٣م، بهدف:
1- إحياء اللغة العربية.
۲- توحيد المصطلحات العلمية والإدارية والعسكرية.
3- توثيق الصلات العلمية والثقافية مع البلاد العربية الشقيقة، ونشر المعرفة.
4- إنشاء مكتبة عامة.
رابعا: الطباعة والصحافة
أنشئت أول مطبعة في شرق الأردن في عام ١٩٢٢م، وهي مطبعة جريدة «الأردن»، وبعدها مطبعة «الشرق العربي» الجريدة الرسمية للإمارة، وبعد ذلك بسنة واحدة أنشئت المطبعة الوطنية، ثم أنشئت مطبعة الاستقلال العربي عام ١٩٣٢م. وكانت هذه المطبعات تتولى طباعة الصحف المحلية، والجريدة الرسمية للإمارة، وبعض الكتب والمؤلفات المحلية.
صدر عدد من الصحف في شرق الأردن ما بين عامي(١٩٢٠-١٩٤٦م)، ولتعرف هذه الصحف، تأمل الشكل الآتي،
اسم الصحيفة |
سنة التأسيس |
المؤسس |
ملاحظات |
الحق يعلو |
۱۹۲۰ م
|
محمـد الأنسي، وعبـد اللطيف شاكر |
صدر منها أربعة أعداد في معان، وعدد خامس في عمان |
الشرق العربي
|
۱۹۲۳ م
|
محمد الشريقي.
|
وكانت تنشر المقالات السياسية والأدبية والعلمية والأنباء المحلية والعالمية بالإضافة إلى البلاغات الرسمية والقوانين، تحولت في حزيران ١٩٢٦ إلى (الجريدة الرسمية الحكومة شرقي الأردن)، فاقتصرت على نشر القوانين والأنظمة والبلاغات والإعلانات الرسمية |
جزيرة العرب |
1927م |
حسام الدين الخطيب |
صدرت في عمان، وهي ذات اهتمام العلماء بالقضايا العربية والسياسية. |
الشريعة |
1927م |
كمال عباس ومحمود الكرمي |
صدر منها عشرة أعداد، ثم توقفت. |
الأنباء |
1926م |
مصطفى وهبي التل |
صدر منها عدد واحد. |
الأردن
|
1927م |
خليل نصر
|
الجريدة الوحيدة التي ظلت تصـدر بانتظام، مرة كل أسبوع، طوال عهد الإمارة |
الميثاق
|
1933م |
عادل العظمة، وصبحي أبو غنيمة |
لم يصدر منها سوى بضعة أعداد. |
الوفاء |
1938م |
صبحي زيد الكيلاني. |
ظلت تصدر حتى عام 1947م. |
الجزيرة |
صدر العدد الأول من عمان 1939م |
| تيسير ظبيان.
|
كانت تصدر يومية أحيانا وأحيانا أسبوعية، وتوقفت عام 1954م. |
ومن المجلات التي صدرت في عهد الإمارة، الحكمة والمجلة الفضائية، ومجلة الجيش العربي والرائد.
لم يكن القارئ الأردني يعتمد كليا على هذه الصحف والمجلات، بل كانت صحف الأقطار العربية المجاورة ومجلاتها تصل إلى الأردن، ويتداولها القراء، ومنها: الأهرام والمقطم والمقتطف والهلال من مصر، وفلسطين والدفاع والجامعة العربية والكرمل من فلسطين، وألف باء والأيام من سورية .