المقدمة :
تُُعدُّ الحضارة الصينية واحدة من أقدم الحضارات في العالم، وتتّّسم بتنوّّعها وإسهاماتها الكبيرة في مختلف المجالات، وفي ما يأتي أبرز مظاهر الحضارة الصينية:
أوّّلا: نظام الحكم
قام النظام السياسي في الصين على
- الملكية الوراثية، ويُُعدّّ الإمبراطور الحاكم الأعلى وصاحب السلطات المطلقة في الدولة
- الوزراء والمستشارون وكبار موظّّفي الدولة، الذين كانوا يُُشرفون على مختلف الشؤون مثل المالية والدفاع والزراعة وغيرها
- الحكام المحلّّيون الذين عملوا في الأقاليم والمقاطعات تحت إشراف الحكومة المركزية.
- الجيش:اهتمّّ الامبراطور بالجيش وزوّّده بالأسلحة والمعدّّات الحربية، واستعان به في حروبه وحماية دولته من الاعتداءات الخارجية.
الجيش الطيني أو جيش (تيراكوتا)
الجيش الطيني أو جيش (تيراكوتا) اكتُُشف في الصين جيش كامل بمعدّّاته الحربية وخيوله وعرباته مصنوع من الفخّّار في عام 1974 م، ويقف الجنود بشكل منتظم يحرسون قبر الإمبراطور الصيني(تشين شي هوانغ). وقد أُُدرج هذا الموقع على لائحة التراث العالمي في عام 1987 م.
ثانيًا: اللغة والكتابة
تُُعدّّ اللغة الصينية واحدة من أقدم اللغات المكتوبة في العالم، ويعتمد نظام الكتابة الخاصّّ بها على الرموز للمقاطع الصوتية. وتطوّّر نظام الكتابة منذ العصور القديمة، وما زال يُُستخدم في الصين إلى اليوم. لا تحتوي اللغة الصينية على أبجدية، وإنما تحتوي على مقاطع صوتية. واللغة الصينية من أكثر اللغات انتشارًًا وتحدّّثًًا في العالم، وقد اعتُُمدت لغة رسمية في هيئة الأمم المتّّحدة منذ عام 1949 م.
ثالثًا: المعتقدات الدينية
المعتقدات الدينية في الصين خليط من الدين والأخلاق والفلسفة، وتقوم على تبجيل قوى الطبيعة والأسلاف، والإيمان بالنظام العقلاني للطبيعة الذي يُُمكن أن يتأثّّر بالبشر وحكامهم، وكذلك الأرواح والآلهة، والقصص المتعلّّقة بهذه الآلهة مجموعة في الأساطير الصينية. ومن أشهر الديانات في الصين (الكونفوشية، والبوذية، والطاوية، والإسلام، والمسيحية).
- الكونفوشية
إحدى ديانات الصين، وتعود إلى الفيلسوف (كونفوشيوس) الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، وتتضمّّن الدعوة إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيّّون عن أجدادهم، بالإضافة إلى فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم. كما تقوم على عبادة إله السماء أو الإله الأعظم، وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح الآباء والأجداد. - الطاوية
هي إحدى أكبر الديانات الصينية القديمة؛ إذ ترجع إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتقوم فكرتها على العودة إلى الحياة الطبيعية، والوقوف موقفًًا سلبيًًّا من الحضارة والمدنية. وصاحب هذا المذهب هو لاو تسي (Laotse ) الذي وضع كتابه المسمى (طاو - تي- تشينغ) أي كتاب طريق القوة.
انتشار الإسلام في الصين
دخل الإسلام إلى الصين عن طريقين، هما:
- طريق الحرير البرّّي والبحري، حيث تشير المصادر إلى أنّّ أول اتّّصال كان في نهاية القرن الأوّّل الهجري عن طريق التجّّار المسلمين الذين وصلوا إلى شواطئ الصين.
- في عهد الدولة الأموية أقام المسلمون علاقات تجارية مع الصين وبخاصّّة عبر طريق الحرير البري المارّّ بالدولة الأموية، بالإضافة إلى العلاقات السياسية والتجارية التي ازدهرت في زمن الدولة العباسية.
مسجد (شيان) الكبير
تأسّّس في عام 742 م في حكم أسرة (تانغ) ، ويقع في مدينة (شيان)، ويُُعدّّ من أقدم مساجد الصين. يعتقد الصينيّّون أنه بُُني في عهد الخليفة عثمان بن عفان بوصفه هدية من الإمبراطور الصيني للتجّّار المسلمين.
أتحقّّق من تعلّّمي
- أُُفسّر : اهتمام الإمبراطور الصيني بالجيش.
بنى أول إمبراطور للصين( تشين شي هوانغ ) جيش التيراكوتا لحماية قبره وضمان سيطرته في الحياة الآخرة . ضم هذا الجيش الضخم آلاف التماثيل الحجرية لجنود ومشاة وعلماء ورماة .
- أُُناقش: أهمّّية تعليم اللغة الصينية في الأردنّّ والبلاد العربية.
تتعاظم أهمية تعلم اللغة الصينية في الأردن والعالم العربي نظراً لتزايد قوة الصين الاقتصادية والسياسية، ممايفتح أفاقًا واسعة في مجالات العمل والتجارة والدراسة والثقافة . فاللغة الصينية تُمكّن من تعزيز العلاقات التجارية، وفتح فرص عمل جديدة في قطاعات متنوعة، وتسهيل التواصل المباشر مع الشعب الصيني. كما تتيح للطلاب فرصة الدراسة في الصين وتعزيز التبادل الثقافي مع حضارة عريقة.
مع نمو العلاقات التجارية والاستثمارية بين الأردن والصين، تزداد الحاجة إلى متعلمين يتقنون اللغة الصينية لفهم التعاملات الرسمية والتجارية، وتسهيل المفاوضات وعمليات الشحن.
وتعلم اللغة الصينية يفتح أبواباً جديدة للعمل في مجالات متعددة حيث يزداد الطلب على هذه المهارة اللغوية، مما يوفر ميزة تنافسية في سوق العمل.
وتو فر اللغة الصينية جسراً للتواصل مع ثقافة الصين الغنية، وفهم عاداتها وتقاليدها، كما تتيح فرصاً للدراسة في جامعات صينية مرموقة.والاستفادة من من الشراكة الاستراتيجية كون الصين شريك استراتيجي هام للأردن والعديد من الدول العربية، ومعرفة اللغة الصينية تعزز هذه الشراكة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
- أستخدم أحد محر حّكات البحث الإلكتروني الموثوقة، وأتتبع انتشار الإسلام في الصين،
إنتشار الإسلام في الصين
بدأ انتشار الإسلام في الصين خلال القرن السابع الميلادي عبر :
- التجار المسلمين الذين سافروا عبر طريق الحرير، ووصل الإسلام إلى الصين في عهد أسرة تانغ عبر التجار المسلمين المسافرين على طول طريق الحرير، مما ساهم في انتشاره من خلال التجارة والتبادل الثقافي
- وصل الإسلام إلى الصين من خلال البعثات التجارية والدبلوماسية
- لاحقًا أدى حكام أسرة يوان من المغول إلى زيادة تدفق المسلمين إلى الصين، وخاصةً من مناطق آسيا الوسطى وبلاد فارس، مما ساهم في ترسيخ وجوده في البلاد ولا يزال موجودًا حتى اليوم.
- خلال فترة الخلفاء الراشدين، أرسلت بعثات دبلوماسية وتجارية إلى الصين، بدأت ببعثة بقيادة سعد بن أبي وقاص في عام 651 م خلال عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفانرضي الله عنه ، حيث لعب الطريق البحري لعبت طرق التجارة البحرية دورًا في نشر الإسلام في شرق الصين، حيث شكل العرب والعمانيون والفرس جاليات مسلمة في المدن الساحلية.
رابعا: الحياة الاجتماعية
كان المجتمع في الصين القديمة منظّّمًا بشكل هرمي، ومتأثّّرًًا بالمعتقدات الثقافية والفلسفية التي شكّّلت نسيجه الاجتماعي، واستندت البنية الاجتماعية إلى قِِيََم مثل الاحترام والطاعة؛ ما ساعد على تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي عبر قرون طويلة. انقسم المجتمع الصيني إلى طبقات وفقًًا للوضع الاجتماعي والمهنة، وكان هذا التقسيم يعكس النظام الاقتصادي والثقافي، وهذه الطبقات هي:
- الإمبراطور والعائلة الحاكمة، الذين يُقيمون في المدينة المحرّمة في العاصمة بكين.
- النبلاء والموظّفون.
- الفلّّاحون ويُشكّلون غالبية السكان، وكان يُنظر إليهم باحترام بسبب دورهم في دعم الاقتصاد.
- الحرفيّون والتجّار.
- العبيد والخدم وكانوا في أسفل الهرم الاجتماعي وعاشوا تحت ظروف قاسية، وكانوا يعملون غالبًا في المنازل أو الزراعة.
كانت الأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع الصيني، وتستند إلى القِِيََم الكونفوشيوسية مثل البرّّ بالوالدين والولاء لهما، وتمتّّع الأب بالسلطة المطلقة داخل الأسرة. أمّّا المرأة فقد اقتصر دورها على إدارة المنزل وتربية الأطفال، حيث عزّّزت الفلسفة الكونفوشية الأدوار التقليدية لها، وشُُجّّعتها على الطاعة والولاء لزوجها. كما لعبت المرأة دورًًا كبيرًًا في تطوير فنون مثل النسيج والتطريز، وشاركت في الأعمال الزراعية جنبًًا إلى جنب مع الرجال. أمّّا التعليم فقد كان مفتاح الترقّّي الاجتماعي عن طريق اجتياز الاختبارات الإمبراطورية. كما كان التركيز على دراسة الكونفوشيوسية والفلسفة، إلى جانب الأدب والرياضيات. وقد اقتصر التعليم على الطبقة العليا التي كانت تستطيع تحمل تكاليفه.
المدينة المُُحرّّمة
تقع المدينة في وسط العاصمة بكين، وهي مُُجمّّع معماري ضخم، بني في عهد أسرة (مينغ)، ويُُحيط بها سور يبلغ ارتفاعه 10) ( أمتار، ويُُحيط بالسور نهر اصطناعي، ويوجد فيها القصر الإمبراطوري. سُُمّّيت المدينة الُُمحرّّمة لأنّّه لا يمكن لأحد الدخول إليها دون إذن الإمبراطور. وتُُعدّّ المدينة اليوم متحفًًا شاملًا يجمع بين الفنون المعمارية القديمة والآثار الإمبراطورية، وأُُدرجت المدينة على لائحة التراث العالمي في عام 1987 م.
خامسًًا: الحياة الاقتصادية
كانت الزراعة هي مصدر العيش الرئيس للسكان، وتطوّّرت أساليبها،
- طبّّق الصينيون نظام زراعة المحاصيل بالتناوب للحفاظ على خصوبة التربة،
- وشُُقّّت الأقنية للريّّ من مياه الأنهار، وبُُنيت السدود لمواجهة خطر الفيضان.
- زرعوا الحبوب كالقمح والذرة والأرز وغيرها
- واهتمّّوا بتربية الحيوانات لمساعدتهم على الأعمال الزراعية والنقل.
الصناعات الصينية
تطوّّر النشاط الصناعي في الصين القديمة، ومن أبرز الصناعات:
- صناعة النسيج كالحرير الذي يتميّّز بشهرة عالمية بفضل جودته، وكان يُُصدّّر عبر طريق الحرير، وصناعة الخزف (البورسلان) والفخّّار.
- اشتُُهِِر الصينيّّون باستخراج المعادن وتعدينها؛ فصنعوا أدواتهم من البرونز والنحاس، واستخدموا دولاب صناعة الخزف،
- اهتمّّوا بصناعة التحف والمجوهرات من العاج والمعادن الثمينة والحجارة الكريمة.
- اخترع الصينيّّون الورق في القرن الثاني قبل الميلاد؛ ما أحدث ثورة في الكتابة والتعليم، وطوّّروا الطباعة باستخدام القوالب الخشبية.
- صنعوا السفن لنقل بضائعهم؛ ما أسهم في تطوّّر التجارة البحرية.
التجارة الصينية
نشطت التجارة الخارجية في الصين، فقد وصل التجّّار الصينيّّون إلى شواطئ البحر الأسود وحوض البحر المتوسّّط، وحملوا بضائعهم ومنتجاتهم إلى أوروبّّا ومصر وبلاد الرافدين. وكان للتجارة الخارجية تأثير كبير في الحضارة الصينية، فاحتكاك الصينيين بالبلدان الأخرى أدخل إلى حضارتهم عناصر حضارية جديدة. ومن هذه التأثيرات، دخول الديانة البوذية إلى الصين التي أصبحت إحدى الديانات الرئيسة فيها.
الطرق التجارية
يُُعدّّ طريق الحرير البري شبكة من الطرق التجارية القديمة، التي تربط الصين بغرب آسيا وأوروبّّا، وتعود تسمية هذه الشبكة من الطرق هذا الاسم إلى الجغرافي الألماني والرحّّالة (فرديناند فون ريشتهوفن) في عام 1877 م.
صدّّرت الصين عبره الحرير والشاي والأصباغ والأواني الصينية (من صحون وأكواب وجرار) والأرزّّ والورق والبارود وغيرها، واستوردت الخيول والعنب والجلود والعسل والفواكه والسجاد والأقمشة والذهب والفضّّة وغيرها.
أمّّا طريق الحرير البحري، فقد أنشأ الصينيّّون شبكة تجارية بحرية عالمية، تبدأ من مناطق جنوب شرق الصين، وتمرّّ بشبه جزيرة الهند الصينية (فيتنام، ولاوس، وكمبوديا) وشبه الجزيرة الهندية، وتعبر المحيط الهندي وصو الًا إلى بلاد الرافدين عبر الخليج العربي، أو عُُمان واليمن وشرقي أفريقيا. وأصبح ميناء (كوانشو) من أكبر موانئ الصين ومركزًًا لصناعة السفن.
الحرير الطبيعي
ألياف بروتينية طبيعية قابلة للنسج على شكل منسوجات، ويجري الحصول عليه من شرانق دودة القز التي تتغذّّى على أوراق شجرة التوت.
اكتشاف البارود
يعود الفضل في اكتشاف البارود إلى الصينين في القرن الحادي عشر الميلادي، حيث وجدوا أنّّ خلط بعض الخامات بوجود ارتفاع في درجة الحرارة سيحدث انفجارًًا كبيرًًا، واستُُخدِِم في القتال وكان من أهمّّ التقنيّّات التي استُُخدِِمت في المجال العسكري.
صناعة الورق
اخترع الصينيّّون الورق عن طريق ضغط الألياف النباتيّّة بعد تجفيفها في صحائف على إطارات أو غرابيل خشبية، ومع مرور الوقت تحسّّنت نوعيته فاستُُخدمت ألياف الخيزران كأحد أكثر المواد الأوّّلية شيوعًًا، ثمّّ اللحاء المغلي لشجرة التوت،
وأخيرًًا استُُخدم الأرزّّ وقشّّ القمح وغيرها. وانتقلت صناعة الورق إلى العرب بعد انتصارهم على الصينيّّين في معركة نهر طلاس.
مبادرة طريق الحرير الجديد أو الحزام والطريق
مشروع ضخم أطلقته جمهورية الصين الشعبية في عام 2013 م، بهدف
- تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارة الدولية،
- تنمية البنى التحتية التي تشمل مشاريع بناء الموانئ والسكك الحديدية والطرق السريعة ومحطّّات الطاقة وغيرها
- زيادة النفوذالسياسي والاقتصادي للصين على الساحة العالمية، وتعزيز الاستثمارات الصينية الخارجية.
ويشمل هذا المشروع:
- طريق الحرير البرّّي الذي يشمل شبكة من السكك الحديدية والطرق التي تربط الصين بآسيا الوسطى وأوروبّّا والدول المجاورة
- طريق الحرير البحري الذي يمتدّّ عبر المحيطات ويربط بين الصين وإفريقيا وأوروبّّا عبر الموانئ البحرية، مع التركيز على إنشاء مرافق بحرية في مناطق إستراتيجية. اشتركت في هذه المبادرة أكثر من ( 140 )دولة على مستوى العالم، من بينها دول في آسيا وإفريقيا وأوروبّّا وأمريكا اللاتينية.
►ويواجه هذا المشروع عدّّة تحديات، أهمّّها:
- ديون بعض الدول المشاركة،
- المخاوف من أنّّ المبادرة قد تكون وسيلة للصين لفرض هيمنتها الاقتصادية والسياسية على الدول الأخرى
- المنافسة مع القوى الكبرى وبخاصّّة الولايات المتحدة الأمريكية.
نشاط : تاريخ طريق الحرير
بدأ الطريق رسميًا مع سلالة هان الصينية التي رغبت في توسيع تجارة الحرير مع المناطق الغربية، اومتدت الشبكة لتشمل مدنًا رئيسية مثل سمرقند وبخارى وأصبحت مراكز تجارية وثقافية هامة وغيرها.
و هو شبكة طرق تاريخية، نشأت في القرن الثاني قبل الميلاد في الصين ، وامتدت لربط الشرق بالغرب عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط، وشهدت ذروة ازدهارها من القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الرابع عشر الميلادي . سمي بهذا الاسم لتجارة الحرير، لكنه شهد أيضًا تطورات عديدة عبر التاريخ منها
- تبادل بضائع أخرى كالتوابل والعطور والمعادن
- انتقال الثقافات والأديان كالبوذية وانتشار الاختراعات كالأ ورق والبارود
- نشر الفنون والعلوم
- شهد الطريق تراجعًا مع اكتشاف طرق بحرية جديدة وانتهاء الإمبراطورية العثمانية للتجارة مع الغرب
- الصين الحديثة أطلقت مبادرة الحزام والطريق في 2013 لمحاولة إحياء شبكة الطرق هذه واستخدامها في التجارة الدولية .
- وقد كان جانبًا سلبيًا إذ نقل الطريق الأمراض أيضًا مثل الطاعون، مما أدى إلى انتشار الأوبئة في أنحاء مختلفة من العالم.
- أُُفسر ما يأتي:
- اهتمام الصينييّن بإنشاء السدود : أهتم الصينيون قديمًا ببناء السدود، وتُظهر الاكتشافات الأثرية نظام هندسي معقد يتضمن سدودًا وحواجز يعود تاريخها إلى 5000 عام، مما يجعلها من أقدم وأكبر أنظمة الهندسة المعروفة في العالم. كما أن هناك سدودًا أخرى قديمة في الصين مثل نظام الري في دوجيانغيان الذي يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وهو لا يزال يستخدم لتوزيع المياه . من أغراض بناء السدود في الصين
-
التحكم في الفيضانات: كانت السدود وسيلة رئيسية للتحكم في الفيضانات النهرية وحماية المدن والأراضي الزراعية من أضرارها .
-
تُستخدم السدود القديمة لتخزين المياه وتوزيعها، مما يضمن توفير مياه الري للأراضي الزراعية ويحسن الإنتاج الزراعي.
-
توفير مياه الشرب
- أثر التجارة الخارجية في الحضارة الصينية.
وكان للتجارة الخارجية تأثير كبير في الحضارة الصينية، فاحتكاك الصينيين بالبلدان الأخرى أدخل إلى حضارتهم عناصر حضارية جديدة. ومن هذه التأثيرات:
- دخول الديانة البوذية إلى الصين التي أصبحت إحدى الديانات الرئيسة فيها.
- يُُعدّّ طريق الحرير البري شبكة من الطرق التجارية القديمة، التي تربط الصين بغرب آسيا وأوروبّّا، صدّّرت الصين عبره الحرير والشاي والأصباغ والأواني الصينية )من صحون وأكواب وجرار( والأرزّّ والورق والبارود) وغيرها، واستوردت الخيول والعنب والجلود والعسل والفواكه والسجاد والأقمشة والذهب والفضّّة وغيرها.
- التدخل الأجنبي في الصين الهيمنة الاستعمارية الأوروبية، التي أدت إلى انخفاض مكانتها الاقتصادية لفترة طويلة.
⇔ أُُحلّّل التحدّّيات التي تواجه مبادرة طريق الحرير الجديد أو مبادرة الحزام والطريق.
تواجه مبادرة الحزام والطريق تحديات تتعلق بـ استدامة الديون والشفافية والاستدامة البيئية والحوكمة، بالإضافة إلى انتقادات بشأن احتمالية ظهور الاستعمار الجديد والمخاوف الجيوسياسية والاقتصادية من الدول الغربية والمنافسين. كما توجد تحديات عملية في تنفيذ المشاريع بسبب اختلاف المعايير التنظيمية والمالية والهندسية بين الدول المشاركة، والمخاطر المرتبطة بالاقتصاد العالمي المعقد والتحديات الداخلية للصين نفسها.
ويواجه هذا المشروع عدة تحديات منها :
- مخاوف الديون: اتُهمت الصين بأنها تضع الدول الشريكة في ديون غير قابلة للسداد من خلال مشاريع البنية التحتية، مما يفتح الباب أمام ما يُعرف بـ "دبلوماسية فخ الديون" والاستعمار الجديد.
- المنافسة الجيوسياسية : ترى الدول الغربية، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، أن المبادرة تمثل تحديًا للنظام العالمي الليبرالي وتدافع عن أهدافها الاقتصادية دون الكشف عن طبيعتها السياسية الحقيقية، مما أدى إلى تراجع حماس بعض الدول الأوروبية.
- حقوق الإنسان: وجهت انتقادات لمبادرة الحزام والطريق فيما يتعلق بانتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في الدول المشاركة.
- الاستدامة البيئية: تُعد الآثار البيئية للمشاريع الضخمة التي تنفذها المبادرة مصدر قلق كبير، وتتطلب معالجة لضمان استدامتها.
⇔ أبين أوجه الشبه والاختلاف بين طريق الحرير القديم ومبادرة طريق الحرير الجديد.
أوجه الشبه
-
تعزيز التجارة والتبادل الاقتصادي: كلاهما يهدف إلى تسهيل وتنمية التبادل التجاري بين الشرق والغرب، حيث كان طريق الحرير القديم يربط الصين بأوروبا، ومبادرة الحزام والطريق الجديدة تسعى لربط أكثر من 60 دولة بآسيا وأوروبا وأفريقيا.
-
تبادل ثقافي واجتماعي: ساهم الطريقان في نشر الأفكار والمعتقدات والديانات بين الحضارات المختلفة، بما في ذلك البوذية والمسيحية والإسلام والهندوسية.
-
شبكة واسعة: كلاهما يمثلان شبكة واسعة من الطرق التي تربط مختلف المناطق، لكن شبكة المبادرة الجديدة تمتد لتشمل مناطق جغرافية أوسع.
أوجه الاختلاف
-
النطاق الجغرافي : توسعت مبادرة الحزام والطريق لتشمل شبكات بحرية حديثة إلى جانب الطرق البرية، مع نطاق جغرافي يغطي مناطق أكبر بكثير تشمل المحيط الهادئ والمحيط الهندي وشرق أفريقيا، بينما اقتصر طريق الحرير القديم بشكل أساسي على الطرق البرية والبحرية في مناطق محددة.
-
البنية التحتية : تركز المبادرة الجديدة على تطوير بنى تحتية مادية حديثة ومتكاملة مثل السكك الحديدية السريعة، وخطوط أنابيب الغاز، وخطوط الكهرباء، وشبكات الإنترنت، وهو ما يتجاوز طبيعة البنية التحتية للطريق القديم.
-
الأهداف الجيوسياسية : تهدف المبادرة الجديدة إلى تعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي للصين وترسيخ مكانتها كقوة عالمية مهيمنة، حيث يعد هذا بُعدًا جيوسياسيًا واضحًا لم يكن هدفًا رئيسيًا لطريق الحرير القديم.
-
التمويل والتنسيق : تدعم المبادرة الجديدة بصندوق طريق الحرير والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ويتم تنسيقها بواسطة منتديات قمم B&R، مما يدل على هيكلية متقدمة ودعم مؤسساتي أوسع من طريق الحرير القديم
سادسًا : الحياة العلمية
برع الصينيّّون القدماء بالطب، وعرفوا الأجزاء المختلفة المكوّّنة لجسم الإنسان، كما استخدم الأطباء الصينيّّون الأعشاب الطبّّية، وطوّّروا الوخز بالإبر بوصفه علاجًًا للعديد من الأمراض. وعرفوا الحساب ونظام العدّّ العشري وحساب المربّّعات والطرق البدائية لحل المعادلات الجبرية والهندسة، وطوّّروا كثيرًًا من المعارف في مجال علم الفلك عبر مراقبة مواقع الكواكب والنجوم في السماء، ووضعوا التقويم )السنة والشهر واليوم(، واستخدموا علم الفلك لتحديد أوقات الزراعة وغيرها من العلوم.
سابعًا : العمارة والفنون
اعتمد الصينيّّون في البداية على الخشب في بناء منازلهم، ثمّّ تحوّّلوا إلى استخدام الحجر والطوب المحروق وبلاط الأسطح، الأمر الذي أدّّى إلى زيادة متانة البناء. فشيّّد الصينيّّون العديد من المدن المُُحاطة بالأسوار، وبنوا القصور والمقابر الإمبراطورية والجسور الحجرية والمعابد، وشيدوا العديد من أبراج المراقبة والتحصينات على طول طريق الحرير المارّّ بأراضيهم لحمايته من الاعتداءات، وأنشأوا الأسوار الدفاعية الضخمة لحماية الإمبراطورية الصينية من الاعتداءات الخارجية، مثل سور الصين العظيم. وشملت الفنون الصينية الرسم على الجدران والحرير، والحفر على الخشب والحجر والعاج، والخزف والبورسلان والفخّّار المطلي، وصناعة التماثيل من الصلصال.
سور الصين العظيم
سلسلة من الجدران والتحصينات العسكرية، بُُنيت على حدود الصين الشمالية لمنع الغزو الخارجي، وشارك في بنائه العديد من الأسر الحاكمة الصينية عبر قرون. أُُدرج سور الصين العظيم على لائحة التراث العالمي في عام 1987 م، واختير أحد عجائب الدنيا السبع في عام 2007 م.