الدَّرْسُ الثّاني: الدَّوْلَةُ الْأُرْدُنِيَّةُ
أَتَخَيَّلُ نَفْسي: مُشارِكًا في مُؤْتَمَرٍ لِلْأَطْفالِ الْعَرَبِ، وَطُلِبَ إِلى كُلِّ مُشارِكٍ/ مُشارِكَةٍ تَقْديمُ تَعْريفٍ عَنْ دَوْلَتِهِ/ دَوْلَتِها.
تَأْسيسُ إِمارَةِ شَرْقِ الْأُرْدُنِّ:
وَصَلَ الْأَميرُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ إِلى مَدينَةِ مَعانَ عامَ 1920م، في طَريقِهِ إِلى دِمَشْقَ لِمُقاوَمَةِ الِاحْتِلالِ الْفَرَنْسِيِّ لِسورِيا الشَّمالِيَّةِ، وَفي أَثْناءِ وُجودِهِ في مَعانَ الْتَحَقَ بِهِ الْعَديدُ مِنْ رِجالِ الْحَرَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ؛ مِنْ أَجْلِ هذِهِ الْغايَةِ.
وَبِسَبَبِ تَطَوُّراتِ الْأَوْضاعِ في الْمَنْطِقَةِ الْعَرَبِيَّةِ عَزَمَ الْأَميرُ عَبْدُ الِله بْنُ الْحُسَيْنِ عَلى التَّفاوُضِ مَعَ بِريطانْيا، وبِفَضْلِ خِبْرَتِهِ وَحِنْكَتِهِ السِّياسِيَّةِ نَجَحَ في تَأْسيسِ إِمارَةِ شَرْقِ الْأُرْدُنِّ في 11 نَيْسانَ 1921م.
وَقَّعَ الْأُرْدُنُّ مَعَ بِريطانْيا عامَ 1928م الِاتِّفاقِيَّةَ الْأُرْدُنِيَّةَ الْبِريطانِيَّةَ الَّتي حَصَلَ بِموجَبِها عَلى اعْتِرافٍ بِريطانِيٍّ رَسْمِيٍّ بِتَأْسيسِ إِمارَةِ شَرْقِ الْأُرْدُنِّ، وَصَدَرَ في السَّنَةِ نَفْسِها الْقانونُ الْأَساسِيُّ (الدُّسْتورُ) الَّذي نَظَّمَ الْحَياةَ التَّشْريعِيَّةَ وَالْإِدارِيَّةَ في الْإِمارَةِ، وَلكِنَّ هذا لَمْ يُلَبِّ طُموحاتِ الشَّعْبِ الْأُرْدُنِيِّ بِالْحُصولِ عَلى الِاسْتِقْلالِ، فَانْطَلَقَتِ الِاحْتِجاجاتُ وَالْمَسيراتُ الشَّعْبِيَّةُ؛ لِلْمُطالَبَةِ بِنَيْلِ الِاسْتِقْلالِ التّامِّ.
- مَهاراتُ التَّعَلُّمِ (التَّلْخيصُ): أُلَخِّصُ مَراحِلَ تَأْسيسِ الدَّوْلَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ.
- وَصَلَ الْأَميرُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ إِلى مَدينَةِ مَعانَ عامَ 1920م، في طَريقِهِ إِلى دِمَشْقَ لِمُقاوَمَةِ الِاحْتِلالِ الْفَرَنْسِيِّ لِسورِيا الشَّمالِيَّةِ.
- في أَثْناءِ وُجودِهِ في مَعانَ الْتَحَقَ بِهِ الْعَديدُ مِنْ رِجالِ الْحَرَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ؛ مِنْ أَجْلِ هذِهِ الْغايَةِ.
- عَزَمَ الْأَميرُ عَبْدُ الِله بْنُ الْحُسَيْنِ عَلى التَّفاوُضِ مَعَ بِريطانْيا، وبِفَضْلِ خِبْرَتِهِ وَحِنْكَتِهِ السِّياسِيَّةِ نَجَحَ في تَأْسيسِ إِمارَةِ شَرْقِ الْأُرْدُنِّ في 11 نَيْسانَ 1921م.
- وَقَّعَ الْأُرْدُنُّ مَعَ بِريطانْيا عامَ 1928م الِاتِّفاقِيَّةَ الْأُرْدُنِيَّةَ الْبِريطانِيَّةَ الَّتي حَصَلَ بِموجَبِها عَلى اعْتِرافٍ بِريطانِيٍّ رَسْمِيٍّ بِتَأْسيسِ إِمارَةِ شَرْقِ الْأُرْدُنِّ.
- صَدَرَ في السَّنَةِ نَفْسِها الْقانونُ الْأَساسِيُّ (الدُّسْتورُ) الَّذي نَظَّمَ الْحَياةَ التَّشْريعِيَّةَ وَالْإِدارِيَّةَ في الْإِمارَةِ.
- انْطَلَقَتِ الِاحْتِجاجاتُ وَالْمَسيراتُ الشَّعْبِيَّةُ؛ لِلْمُطالَبَةِ بِنَيْلِ الِاسْتِقْلالِ التّامِّ.
الِاسْتِقْلالُ
وَاسْتِجابَةً لِلْمَطالِبِ الشَّعْبِيَّةِ الْأُرْدُنِيَّةِ وَجُهودِ الْأَميرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بِالِاسْتِقْلالِ، اضْطُرَّتْ بِريطانْيا لِلِاسْتِجابَةِ لِهذِهِ الْمَطالِبِ، وَاعْتَرَفَتْ بِاسْتِقْلالِ إِمارَةِ شَرْقِيِّ الْأُرْدُنِّ وَإِعْلانِها دَوْلَةً مُسْتَقِلَّةً بِتاريخِ 25 أيّارَ 1946م بِاسْمِ "الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الْهاشِمِيَّةِ"، وَنودِيَ بِالْأَميرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ مَلِكًا عَلَيْها، وَأُصْدِرَ الدُّسْتورُ الْأُرْدُنِيُّ عامَ 1947م.
وَفي أَعْقابِ الْحَرْبِ الْعَرَبِيَّةِ الْيَهودِيَّةِ في فِلَسْطينَ (الضَّفَّةِ الْغَرْبِيَّةِ) عامَ 1948م، وَحِفاظًا عَلى ما تَبَقّى مِنَ الْأَراضي الْفِلِسْطينِيَّةِ، وَاسْتِجابَةً لِمُطالَبَةِ عَدَدٍ مِنَ الزَّعاماتِ الْفِلِسْطينِيَّةِ بِالْوَحْدَةِ مَعَ الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الْهاشِمِيَّةِ، أُجْرِيَتِ انْتِخاباتٌ نِيابِيَّةٌ في الضَّفَتَيْنِ، وَقَرَّرَ الْمَجْلِسُ النِّيابِيُّ الْمُنْتَخَبُ إِعْلانَ وَحْدَةِ الضَّفَتَيْنِ في نَيْسانَ عامَ 1950م.
إِصْدارُ الدُّسْتورِ الْأُرْدُنِيِّ:
وَبَعْدَ تَحْقيقِ الْوَحْدَةِ بَيْنَ الضَّفَّتَيْنِ، وَبَيْنَما كانَ الْمَلِكُ عَبْدُ اللهِ الْأَوَّلُ ابْنُ الْحُسَيْنِ يَهِمُّ بِالدُّخولِ إِلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصى لِأَداءِ صَلاةِ الْجُمُعَةِ فيهِ في 20 تَمّوزَ 1951م اغْتيلَ عَلى بابِ الْمَسْجِدِ، فَنودِيَ بِوَلِيِّ الْعَهْدِ ابْنِهِ الْأَكْبَرِ الْأَميرِ طَلالِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَلِكًا عَلى الْبِلادِ، وَفي عَهْدِهِ صَدَرَ الدُّسْتورُ الْأُرْدُنِيُّ عامَ 1952م الَّذي نَصَّ عَلى أَنَّ نِظامَ الْحُكْمِ (نِيابِيٌّ مَلَكِيٌّ وِراثِيٌّ). وَتَضَمَّنَ الدُّسْتورُ مَجْموعَةً مِنَ الْحُقوقِ وَالْحُرِّياتِ وَمَبْدَأَ الْفَصْلِ بَيْنَ السُّلُطُاتِ في الْبِلادِ، وَجَعَلَ التَّعْليمَ الِابْتِدائِيَّ إِلْزامِيًّا وَمَجّانِيًّا في الْبِلادِ.
الْقُوّاتُ الْمُسَلَّحَةُ الْأُرْدُنِيَّةُ- الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ الْأُرْدُنِيُّ:
تَشَكَّلَتِ الْقُوّاتُ الْمُسَلَّحَةُ الْأُرْدُنِيَّةُ- الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ عامَ 1921م مِنْ رِجالِ الثَّوْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْكُبْرى. وَبَعْدَ الِاسْتِقْلالِ ازْدادَ الِاهْتِمامُ بِالْجَيْشِ وَتَسْليحِهِ، وَتَدْريبِهِ، وَمُضاعَفَةِ أَعْدادِهِ، عِلْمًا بِأَنَّ قِيادَتَهُ كانَتْ تَحْتَ إِشْرافِ بِريطانْيا وَمِنْ ضُبّاطٍ بِريطانِيّينَ.
وَقَدْ حالَ الْمَرَضُ دونَ اسْتِمْرارِ الْمَلِكِ طَلالٍ في الْحُكْمِ، ما أَدّى إِلى الْمُناداةِ بِنَجْلِهِ الْأَكْبَرِ الْأَميرِ الْحُسَيْنِ بْنِ طَلالٍ مَلِكًا دُسْتورِيًّا عَلى الْبِلادِ في آبَ عامَ 1952م، وَتَوَلّى سُلُطاتِهِ الدُّسْتورِيَّةَ في أَيّارَ عامَ 1953م.
نَجَحَ الْمَلِكُ الْحُسَيْنُ بْنُ طَلالٍ في 1 آذارَ 1956م في تَعْريبِ قِيادَةِ الْجَيْشِ الْعَرَبِيِّ الْأُرْدُنِيِّ، وَذلِكَ بِإِنْهاءِ خِدْماتِ الضُّبّاطِ الْإِنْجِليزِ وَعَلى رَأْسِهِمْ (كلوب) قائِدِ الْجَيْشِ الْعَرَبِيِّ، وَتَعْيينِ ضُباطٍ أُرْدُنِيّينَ بَدَلًا مِنْهُمْ؛ تَحْقيقًا لِلسِّيادَةِ الْوَطَنِيَّةِ.
شَهِدَتِ الْقُوّاتُ الْمُسَلَّحَةُ الْأُرْدُنِيَّةُ- الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ، تَطَوُّرًا في مَجالِ رَفْعِ كَفاءَةِ الْجَيْشِ وَتَزْويدِهِ بِأَنْظِمَةِ الدِّفاعِ وَالتِّكْنولوجْيا الْحَديثَةِ، وَأُسِّسَ الْمَرْكَزُ الْأُرْدُنِيُّ لِلتَّصْميمِ وَالتَّطْويرِ عامَ 1999م لِتَصْنيعِ الْأَسْلِحَةِ.
وَانْطِلاقًا مِنَ الدَّوْرِ الْإِنْسانِيِّ لِلْقُوّاتِ الْمُسَلَّحَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ- الْجَيْشِ الْعَرَبِيِّ، شارَكَ الْأُرْدُنُّ في قُوّاتِ حِفْظِ السَّلامِ الدَّوْلِيَّةِ في مَواقِعَ شَتّى مِنَ الْعالَمِ؛ لِتَقْديمِ الْمُساعَدَةِ الْأَمْنِيَةِ وَالطِّبِّيَّةِ.
مَهاراتُ التَّعَلُّمِ (الْخَطُّ الزَّمَنِيُّ): أَتَتَبَّعُ أَبْرَزَ الْأَحْداثِ الَّتي مَرَّ بِها الْأُرْدُنُّ مُنْذُ عامِ 1921م حَتّى عامَ 1956م.
|
السَّنَةُ: |
1921م |
1928م |
1946 |
1952م |
1956م |
|
الْحَدَثُ التّاريخِيُّ: |
تأسيس إمارة شرق الأردن |
وضع القانون الأساسي |
الحصول على الاستقلال |
إصدار الدستور الأردني |
تعريب قيادة الجيش الأردني |
عَلاقاتُ الْأُرْدُنِّ الْخارِجِيَّةُ:
أَسْهَمَ الْأُرْدُنُّ إِلى جانِبِ الْعِراقِ وَسورِيا وَلُبْنانَ وَمِصْرَ وَالْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعودِيَّةِ وَالْيَمَنِ في تَأْسيسِ جامِعَةِ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ عامَ 1945م، وَهِيَ مُنَظَّمَةٌ إِقْليمِيَّةٌ تَضُمُّ حالِيًّا جَميعَ الدُّوَلَ الْعَرَبِيَّةَ الِاثْنَتَيْنِ وَالْعِشْرينَ، وَتَهْدِفُ إِلى تَعْزيزِ التَّعاوُنِ الْعَرَبِيِّ في الْمَجالاتِ السِّياسِيَّةِ وَالِاقْتِصادِيَّةِ وَالثَّقافِيَّةِ وَالِاجْتِماعِيَّةِ. وَفي إِطارِ الْمُساهَمَةِ في تَحْقيقِ الْأَمْنِ وَالسِّلْمِ الْعالَمِيَّيْنِ وَحِمايَةِ حُقوقِ الْإِنْسانِ، وَتَعْزيزِ التَّعاوُنِ الدَّوْلِيِّ قُبِلَ الْأُرْدُنُّ عُضْوًا في مُنَظَّمَةِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ عامَ 1955م.
وَاسْتَمَرَّ الْأُرْدُنُّ في عَمَلِيَّةِ الْبِناءِ وَالتَّنْمِيَةِ في الْمَجالاتِ كافَّةً؛ السِّياسِيَّةِ، وَالِاقْتِصادِيَّةِ، وَالْعَسْكَرِيَّةِ، وَالِاجْتِماعِيَّةِ. وَبَعْدَ وَفاةِ الْمَلِكِ الْحُسَيْنِ بْنِ طَلالٍ في السّابِعِ مِنْ شُباطَ عامَ 1999م، نودِيَ بِنَجْلِهِ الْأَكْبَرِ وَلِيِّ الْعَهْدِ الْأَميرِ عَبْدِ اللهِ مَلِكًا عَلى الْبِلادِ بِاسْمِ الْمَلِكِ عَبْدِ اللهِ الثّاني ابْنِ الْحُسَيْنِ، وَفي عَهْدِهِ تَحَقَّقَتْ كَثيرٌ مِنَ الْإِنْجازاتِ في مُخْتَلَفِ الْمَيادينِ.
