عربي مادة الأدب فصل أول

الثاني عشر خطة جديدة

icon

 

الحكمة في شعر المتنبي

- أستعد:

يقول أبو الطيّب المتنبّي:

أرى كُلّنا يبغي الحياة لنفسه         حريصًا عليها مستهمًا بها صبّا

فحُبُّ الجبان النّفس أورده التقى        وحبُّ الشُّجاع النفس أورده الحربا

ما الحكمة العميقة التي كشفها المتنبي؟

الحكمة هي أن حب الحياة (أو حب النفس) هو دافع مشترك بين جميع البشر، لكنه يؤدي إلى نتائج متناقضة تماماً. فحب الجبان لحياته يدفعه إلى التقى (بمعنى الاتقاء والخوف) وتجنب المخاطر، بينما حب الشجاع لحياته يدفعه إلى خوض الحرب لتحقيق المجد والعزة التي يراها جزءاً من قيمة حياته. إذن، دافع واحد يؤدي إلى سلوكين متعاكسين.

 

&استعانَ الشعرُ العربيّ في بنيتِه بما استطاعَ من أعمدةٍ ترتقي بالأدبِ ليكونَ أدبًا بمفهومِه الواسعِ لا مفهومِه الضيّق، ذلك أنّ الشعر فنٌّ يهذّب ويؤدّب ويخدمُ التواصلَ الإنسانيّ، ويبتغي الإقناعَ.

 وإن نستقص المؤثّراتِ التي غذّت الحكمةَ في شعر المتنبيّ نجدها في:

 

يقول أبو الطيب المتنبي:

ذَريني أَنَلْ ما لا يُنالُ مِنَ العُلا                فَصَعْبُ العُلا في الصَّعْبِ والسَّهْلُ في السَّهْلِ

تُريدينَ لُقْيانَ المَعالي رَخيصَةً                   ولا بُدَّ دونَ الشَّهْدِ مِنْ إِبَرِ النَّحلِ

 

أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي (303 - 354 هـ = 915 - 965 م): أَحمدُ بنُ الحُسَيْنِ، أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: الشاعِرُ الحكيمُ، وأَحَدُ مفاخِرِ الأَدَبِ العَربيِّ. وُلِدَ بالكوفةِ، ثُمَّ تَنَقَّلَ في البادِيَةِ يَطْلُبُ الأَدَبَ وعِلْمَ العربيةِ وأَيّامَ الناسِ. وَوَفَدَ على سيفِ الدولةِ فمدَحَهُ وحَظِيَ عندَه. ومَضى إِلى مِصْرَ فمدَحَ كافورًا الإِخْشيديَّ، وطَلَبَ منه أَنْ يُوَلِّيَهُ، فلم يُوَلِّهِ كافورُ، فغَضِبَ أَبو الطيِّبِ وانصرَفَ يهجوْهِ. ورَحَلَ إِلى شيرازَ فمدَحَ عَضُدَ الدولةِ بنَ بُوَيْهِ. وعادَ يريدُ بغدادَ فالكوفةَ، فَعَرَضَ له فاتِكُ بنُ أَبي جَهْلٍ الأَسَدِيُّ في الطريقِ بجماعَةٍ مِنْ أَصحابِهِ، يريدُ قتلَهُ، فقُتِلَ أَبو الطيِّبِ وابنُهُ وغلامُهُ.

من حكم أبو الطيب المتنبي:

 

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوانُ عَلَيْهِ                ما لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلامُ

* * * * * * * * * * * * *

وإِذا كانَتِ النُّفوسُ كِباراً                تَعِبَتْ في مُرادِها الأَجْسامُ

* * * * * * * * * * * * *

صَحِبَ النَّاسُ قَبلَنا ذا الزَّمانا               وعَناهُمْ مِنْ شانِهِ ما عَنانا

وإِذا لَمْ يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ               فَمِنَ العَجْزِ أَنْ تَموتَ جَبانا

* * * * * * * * * * * * *

                نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِنْ حَبيبٍ               نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِنْ خَيالِ

               ولو كانَ النِّساءُ كَمَنْ فَقَدْنا                  لَفُضِّلَتِ النِّساءُ على الرِّجالِ

              وما التَّأْنيثُ لاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ          ولا التَّذْكيرُ فَخْرٌ لِلْهِلالِ

فإِنْ تَفُقِ الأَنامَ وأَنْتَ مِنْهُمْ                 فإِنَّ المِسْكَ بَعْضُ دَمِ الغَزالِ

 

 

 

 

 

 

Jo Academy Logo