|
مقدمة
|
- حبّ الجمال أمر فطري، قائم في بنية النفس الإنسانية.
- ويُعدُّ وجوده دليلًا على سلامة الطبع، واستقامة الفطرة.
- الجمال في المفهوم الإسلامي يتجاوز النظرة إلى جمال الشكل والوجه إلى جمال الخلُق والروح والسلوك.
- لذلك فالإسلام يقدر قيمة الجمال، وقد جاء وصفًا من أوصاف الله تعالى، وأنه سبحانه يحب الجمال، قال رسول الله ﷺ: "إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ".
- وقد دعا الإسلام الإنسان إلى تذوق الجمال من حوله، والتمتع في الدنيا والعيش فيها بسعادة وفق منهج الله تعالى.
- هذا يدل على أن قيمة الجمال قيمة مقدرة في الإسلام؛ ليتفكر الإنسان في قدرة الله تعالى في جمال خلق الكون، وما فيه من موجودات.
|
|
مظاهر اهتمام الإسلام بالجمال
|
- اعتنى الإسلام بموضوع جمال الخَلْق وحُسن الصورة.
- وقد وضع الكون في صورة بهية
- النص القرآني في حد ذاته جميل في آياته وفي لفظه، وقد شهد غير المسلمين بذلك
- والنص القرآني جميل في ما يدعو إليه من تفكر وتدبر وتعبير وتصوير.
- وإن كل ما خلق الله يحمل معنى من معاني الجمال، فأوامر الله تعالى ونواهيه تحقق للإنسان السعادة والخيرية والسكينة والطمأنينة، وهذا يحقق معاني الجمال.
- والإسلام يهتم بجمال الشكل والمظهر الخارجي، وما يتصل بداخل الإنسان وأعماله وأفعاله. ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالجمال ما يأتي:
|
|
(1) الجمال المتعلق بالشكل
|
|
عناية الإنسان بهيئته ومظهره الخارجي أمر فطري، وقد جعلها الإسلام سنّةً، وبهذا تكون من أمور الدين، لذلك أمر الإسلام بالعناية بالمظهر الحسن والهيئة الجميلة، عن طريق ما يأتي:
- (النظافة)، جعلها الله تعالى من الإيمان، قال ﷺ: "الطهورُ شطرُ الإيمانِ".
- بل وارتقى فيه إلى مرتبة أعلى، وجعلها صفة تُنال بها محبة الله عزّ وجل، قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ".
- والطهارة هنا نظافة، والنظافة لا تقتصر على نظافة الشكل، بل تتجاوزها إلى نظافة النفس وحمايتها من الوقوع في الفواحش والمعاصي.
- تحقيق سنن الفطرة
- الالتزام باللباس الذي يصون كرامة الإنسان، ويستر عورته، ويدفع عنه حر الصيف وبرد الشتاء، وهو حاجة طبيعية
- التطيّب:
- فالإسلام حثّ على التطيب، ورغّب فيه خاصّة في الجُمع والأعياد، والمجامع العامة،
- وحرّم الإسلام إيذاء الآخرين بالروائح الكريهة
|
|
(2) الجمال المتعلق بالفعل
|
|
يوجد أفعال يجب على المسلم القيام بها، وأفعال يستحسن القيام بها، وقيام المسلم بها يحقق الجمال، منها:
- إتقان العمل، فإضافة إلى أن العمل واجب، فإنّ إتقان العمل مما يجعل هذا الواجب عملًا جميلًا.
- فالعامل يجب عليه أن يتقن عمله حتى يصير جميلًا.
- والطالب يتقن دراسته.
- والأب يتقن تربية أبنائه.
- أدب العطاس، فالعطاس أمر لا إرادي، يصدر من الإنسان.
- وقد أرشد الإسلام إلى الوسيلة التي تجعله لا يخل بالآداب الاجتماعية عند حصوله، وذلك بأن يضع يده اليسرى أو منديله على فمه.
- فقد كان رسول الله ﷺ إذا عطس وضع يده، أو ثوبه على فيه، وغضّ بها صوته.
- جمال الأخلاق من الصدق والأمانة والحياء والشجاعة والكرم وكل الصفات الطيبة التي تكسب الإنسان جمالًا أعظم من جمال الشكل والمظهر.
- التزام الآداب الاجتماعية التي يطلق عليها بعض الناس "الإتيكيت" ومما علمنا إياه الإسلام في هذا المجال:
|
|
أفعال يستحب للإنسان القيام بها
|
- الوقار والهدوء، ويكون ذلك في كل الأعمال، حتى لو كان المسلم متوجهًا إلى الصلاة.
- جمال الحديث، بأن يكون حسنًا لطيفًا، صادقًا.
- وأن ينتقي المسلم ما حسُن من الألفاظ، وما يحبب لمسامع الآخرين.
- وألا يستخدم ألفاظًا أو ألقابًا جارحةً يكرهها الآخرون، أو ألفاظًا مستهجنة ومكروهة في مجتمع ما.
- وعدم مقاطعة الناس في حديثهم، قال الله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".
- وعلى المسلم خفض صوته، وعدم رفعه؛ لأن هذا السلوك يتنافى مع جمال المسلم.
- طلاقة الوجه، وهي بشاشته، وانبساطه، والتبسم في وجه الآخرين.
|