الدراسات الإسلامية فصل ثاني

التوجيهي أدبي

icon

قال رسول الله ﷺ: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن

صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر". دل الحديث الشريف على:

- أنّ أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة الصلاة.

- والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام.

وقد عرفت من قبل أحكام الصلاة وأركانها من ركوع وسجود وغيرها.

وفي هذا الدرس ستتعرف بعضا من معاني الصلاة ودلالاتها المتعلقة بكل من:

( الاستعداد للصلاة، الدخول في الصلاة).

أولا: الاستعداد للصلاة

الصلاة معراج المؤمن إلى الله تعالى، يناجي فيها ربه، مناجاة لا بد من أن تكون بأدب

يتناسب مع عظمته وكمال صفاته، ومن مظاهر الاستعداد:

1 - الإحسان في الوضوء

فالوضوء عبادة يستعد بها المؤمن للوقوف بين يدي الله في الصلاة.

وهو شرط لصحتها، فلا صلاة بلا وضوء.

إذ ينظف المسلم بالوضوء جسده، ويطهر قلبه من الخطايا،ويعيد تأهيل صحته النفسية.

 وقد سمي الوضوء بهذا الاسم اشتقاقا من الوضاءة والإشراق، فالمتوضئ يشرق وجهه وروحه وقلبه، مع ما له من عظيم الثواب والأجر.

دل على ذلك قول رسول الله ﷺ: "ما من امرئ يتوضأ فيحسن وضوءه، إلا غفر له ما بينه وبين  الصلاة الأخرى حتى يصليها ".

 فالمسلم الذي يحرص على إحسان وضوئه خمس مرات في اليوم، يحرص كذلك على الإتقان والإحسان في شؤون حياته جميعها.

2-ترديد الأذان

الترديد مع المؤذن له فوائد منها:

ترسيخ معاني الأذان وقيمه في فكره وسلوكه.

  • فهو إذ يقول" الله أكبر"، وإنما يعظم الله سبحانه وتعالى ويتوجه إليه وحده،
  • وعندما يردد "الشهادتين" فإنما يوثق صلته بهما، لأنهما عنوان إيمانه.
  • وإذا ردد "الدعوة إلى الفلاح والصلاة"  ففي ذلك دعوة إلى أن يسعى في حياته إلى تحقيق الخير والنجاح.

ثانيا : الدخول في الصلاة

إذا أحسن المسلم في صلاته، فإن صلاته تصل به إلى غايتها:

- من الهداية والرحمة.

- وبالإحسان فيها يصل الإنسان إلى مرتبة المراقبة.

- تصل الصلاة إلى غايتها في تزكية النفس وتهذيب السلوك، بهذا السلوك التعبدي.

والإحسان يبدأ مع المصلي عندما يدخل في صلاته، ويتجلى ذلك عن طريق:

1- تكبيرة الإحرام "الله أكبر"

هي مفتاح العبادة يقولها كل من يريد الدخول في الصلاة، فإذا قالها يكون بذلك

أقبل على الله تعالى، وترك الانشغال بغيره.

2- دعاء الاستفتاح

حيث يستفتح المصلي صلاته بما تعلمه من حديث الرسول ﷺ فيقول:

"وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين".

وفي هذا الدعاء تأكيد إخلاص الإنسان وصدق التوجه والمبادرة نحو الخير .

3- قراءة سورة الفاتحة

سبع آيات محكمات يناجي بها المصلي ربه فيحمده ويمجده، ويدعوه ويرجوه

ويسأله الهداية إلى الصراط المستقيم.

قال النبي ﷺ: "قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل

- فإذا قال العبد: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَقال الله تعالى : حمدني عبدي.

وإذا قال:" الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي.

وإذا قال: "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " قال : مجدني عبدي".

فإذا قال: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل.

فإذا قال:"  اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ

عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" "قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.

4 – الركوع

ينتقل المصلي من وضعية القيام إلى وضعية الركوع حيث

-  يزداد بها المصلي قربا من الله تعالى

- لأن في الركوع إظهارا لتذلل الإنسان لربه.

- وهو أعظم من القيام في إظهار التذلل إلى الله تعالى.

- فيزداد المصلي بذلك إلحاحا في طلب رضا ربه في إعلان خضوعه بما يردده من دعاء وغيره.

5- السجود

-  يكون العبد أقرب ما يكون إلى الله عز وجل.

- فإن فيه أبلغ صور التذلل لله رب العالمين والافتقار إليه.

- والمصلي في سجوده قد انخفض بأعلى ما فيه، فوضع جبهته وأنفه على الأرض.

- إذا تكرر في كل أوقات الصلاة، في ليله ونهاره، وإقامته وسفره:

  •  زال الغرور والخيلاء الذي يتعالى به على الأحياء.
  •  ويتعالى به الأغنياء على الفقراء.
  •  والأقوياء على الضعفاء،
  • فالناس جميعهم أمام عظمة الله تعالى سواء.

6- التسليم

يسلم المصلي في نهاية صلاته عن يمينه، وعن يساره قائلا:

(السلام عليكم ورحمة الله)، وهو بذلك يبرز قيمة من قيم الإسلام، وهي إفشاء

السلام بين الناس كافة.

 فهذا هو مجمل أعمال الصلاة التي يكررها المسلم بحسب ما أمره بذلك رسول

الله ﷺ فترسخ بذلك معانيها وآثارها في نفسه، وتنعكس على سلوكه وحياته.