التاريخ فصل أول

السابع

icon

ملخص الدرس الخامس: الفتوحات الأموية

لم يمض العصر الراشدي إلا وقد تمكن المسلمون من فتح كل من بلاد الشام والعراق وبلاد فارس ومصر، نشروا الإسلام فيها، ولما انتقلت الخلافة إلى الأمويين تابع خلفاء بني أمية هذه الفتوحات في آسيا وإفريقيا وأوروبا.

أولاً: الفتوحات الأموية في آسيا الصغرى

فتح المسلمون أجزاء من آسيا الصغرى في العصر الراشدي، ثم واصل الأمويون الفتوحات في هذه المنطقة وتصدوا لخطر الدولة البيزنطية من خلال ما عرف بحملات الصوائف والشواتي، ومن أبرز ما تم تحقيقه في هذه الفترة استعادة السيطرة على أرمينيا وفتح جزيرتي رودس وأرواد في البحر المتوسط.

الصوائف والشواتي

حملات عسكرية عرفت في العصر الأموي، مهمتها تنفيذ ثلاث غزوات سنويا اثنتان في الصيف فسميت بالصوائف، وثالثة في الشتاء وسميت شاتية.

 

 

 

 

 

لقد كان فتح القسطنطينية(عاصمة الدولة البيزنطية) حلماً راود المسلمين منذ استكمال فتح بلاد الشام، ولما تولى معاوية الخلافة حاول فتح المدينة فوجه عدة حملات كان أولها في عام(٤٩هـ/٦٦٩م)، إلا أن  هذه الحملة لم تقتحم المدينة بسبب حصانتها ومناعة أسوارها.

هل تعلم:

أن الحملة الأولى لفتح القسطنطينية شارك فيها عدد من كبار الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري الذي مرض ثم مات أثناء حصار المدينة فدفن عند أسوارها.

 

 

 

 

 

أرسل الخليفة معاوية-رضي الله عنه- حملة ثانية لحصار القسطنطينية برا وبحرا عام(54هـ/٦٧٤م)، إلا أن هذه الحملة لم تحقق أهدافها بسبب استخدام البيزنطيين النار الإغريقية.

النار الإغريقية

مادة نفطية مركبة ابتكرها اليونان، واستخدموها لإحراق السفن المعادية لهم، وتتميز بأنها تطفو على الماء وتنتشر بسرعة، ولا يؤثر فيها الماء، ويصعب التغلب عليها.

 

 

 

 

 

 

عاد الأمويون لمحاولة فتح القسطنطينية في خلافة سليمان بن عبد الملك الذي أرسل عام(٩٨هـ ، ٧١٥م) جيشا ضخما لحصار المدينة بقيادة شقيقه مسلمة بن عبد الملك، وأسطولاً لحصارها من البحر، وقد أدى طول الحصار واستخدام البيزنطيين النار الإغريقية في البحر وحلول الشتاء وحدوث المجاعة وانتشار الأمراض، الى انسحاب الجيش الأموي عن المدينة في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز .

ثانياً: الفتوحات الأموية في بلاد ما وراء النهر

واصل الأمويون جهود الخلفاء الراشدين في فتح بلاد ما وراء النهر وضمها الى دولتهم، فقد أعاد معاوية بن أبي سفيان فتح العديد من مدن بلاد ما وراء النهر.

بلاد ما وراء النهر

مصطلح أطلقه المؤرخون على المنطقة الواقعة الى الشرق من نهر جيحون في آسيا الوسطى(تركستان) والذي يمتد شرقا حتى حدود الصين.

 

 

 

 

 

وعندما تولى الوليد بن عبد الملك الخلافة عين القائد قتيبة بن مسلم الباهلي وليا على خراسان بين عامي(٨٦-٩٦ه/٧٠٥-٧١٤م)، فتمكن من إخضاع العديد من المدن الكبرى مثل (بخارى، وسمرقند، وخوارزم، وطشقند) حتى وصل الى مدينة (كاشغر) على حدود الصين.

هل تعلم:

أن قتيبة بن مسلم عندما وصل الى مدينة(كاشغر) الصينية بلغ إمبراطور الصين(يوانغ جونغ) أن قتيبة قد أقسم أن يطأ أرض الصين، فأرسل إليه الإمبراطور وعاء كبير مملوءا بتراب من الصين ليطاه قتيبة بقدميه ويبر بقسمه، مع مبلغ كبير من المال تعبيرا عن قبوله دفع الجزية للمسلمين، فقبل قتيبة الجزية ووطئ التراب.

 

 

 

 

 

 

 

ثالثاً: الفتوحات الأموية في بلاد السند

وجه الخليفة الوليد بن عبدالملك الوالي على مكران في الهند وهو محمد القاسم الثقفي لفتح بلاد السند(الباكستان اليوم) عام(٨٩هـ/٧٠٧م)، فتمكن من فتح(الديبل) عاصمة السند وتعرف اليوم (بكراتشي). و(الملتان).

رابعاً: فتح الأمويين جرجان وطبرستان

وجه الخليفة سليمان بن عبدالملك واليه على العراق يزيد بن المهلب لفتح ما تبقى من المناطق الشرقية، فتوجه هذا القائد عام(٩٧هـ/٧١٦م) نحو جنوب بحر قزوين وافتتح كلا من جرجان وطبرستان.

خامساً: الفتوحات الأموية في الشمال الإفريقي:

أتم المسلمون فتح مصر في العصر الراشدي سنة(٢١هـ/٦٤٢م)، وبعد مجيء الأمويين للسلطة تتابعت الحملات تجاه المغرب، فأرسل معاوية ابن أبي سفيان القائد عقبة بن نافع الفهري لفتح بلاد المغرب ومواجهة الخطر البيزنطي، وخلال تلك الفترة تم فتح العديد من المدن ومن أهمها برقة وطرابلس، وبنى عقبة مدينة القيروان سنة(٥٠هـ/٦٧٠م) لتكون قاعدة لانطلاق الجيوش الأموية تجاه المغرب، ثم تابع عقبة بن نافع فتوحاته حتى سواحل المحيط الأطلسي.

تابع ولاة المغرب الفتح الأموي لمدن المغرب على يد زهير بن قيس البلوي وحسان بن النعمان الذي فتح مدينة قرطاجنة وبنى مدينة تونس، وأما المغرب الأقصى(مراكش) فقد استكمل فتحه موسى بن نصير بفتح مدينة طنجة.

سادساً: الفتوحات الأموية في أوروبا

تطلع الأمويون لفتح الأندلس ولنشر الاسلام فيها، فأرسل موسى بن نصير حملة بقيادة طريف بن مالك ثم تمكنت الحملة من النزول على الجزيرة المعروفة باسمه اليوم (جزيرة طريف)، فاستطلع أوضاع البلاد ثم عبر طارق بن زياد الى الأندلس ونزل عند سفح(جبل طارق) ثم زحف شمالا، وعند مدينة(شذونة) التقى مع الجيش الإسباني في وادي لكة سنة(٩٢هـ/٧١١م)، فانهارت مقاومة الإسبان، وتمكن طارق  بن زياد من فتح قرطبة وطليطلة

الأندلس

الاسم الذي أطلقه المسلمون على شبه جزيرة إيبيريا(إسبانيا والبرتغال اليوم) التي حكمها الإسبان القوط قبل الفتح الإسلامي.

 

 

 

 

عبر موسى بن نصير الى الأندلس سنة (٩٤هـ/٧١٢م) واستطاع مع طارق بن زياد أن يفتح مدينتي(إشبيلية وبرشلونة) سنة(٩٥هـ/٧١٣م)، وتمكن عبد العزيز بن موسى بن نصير بجيش آخر من فتح مدينتي البيرة وغرناطة

ثم تابع ولاة الأندلس فتح باقي المدن، فالسمح بن مالك الخولاني فتح (ناربونة وتولوز) سنة(١٠٣هـ، ٧٢١م)، وتمكن عنبسة بن سحيم الكلبي من فتح (قرقشونة) ووصل الى أعالي نهر(الرون) جنوب فرنسا سنة (١٠٧هـ/٧٢٥م).

وفي عهد الوالي عبد الرحمن الغافقي استطاع الأمويون التوغل في الأراضي الفرنسية والوصول إلى مدينة(بوردو)، ومنها إلى مدينة (بواتييه)، حيث وقعت المعركة الشهيرة (بلاط الشهداء) بين الجيش الأموي والجيش الفرنجي في رمضان سنة (١١٤هـ/٧٣٢م) وانتهت بهزيمة الجيش الأموي، فوضع حد للتوسع الأموي تُجاه غرب أوروبا.

معركة بلاط الشهداء(١١٤هـ،٧٣٢م)

من أشهر معارك الفتح الإسلامي في الأندلس وقعت بين الجيش الأموي بقيادة عبد الرحمن الغافقي وجيش الفرنجة بقيادة(شارل مارتل) على أرض(بواتييه) الفرنسية، سماها المسلمون بلاط الشهداء لأن أرض المعركة كانت ساحة مبلطة بالحجارة ولكثرة من استشهد فيها من المسلمين، ويسميها الغرب معركة (بواتييه).

 

 

 

 

 

 

 

سابعاً: نتائج الفتوحات الأموية

1-وصلت الدولة الأموية إلى أقصى اتساع جغرافي لها إذ امتدت من الأندلس وشواطئ المحيط الأطلسي غرباً حتى حدود الصين شرقاً وعلى امتداد قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.

2-انتشر الإسلام في المناطق المفتوحة.

3-انتشرت اللغة العربية بين شعوب البلاد المفتوحة، ونبغ من أبناء هذه الشعوب علماء في شتى نواحي المعرفة، وبرز التفاعل الحضاري بين المسلمين وهذه الشعوب.

4-نشأت العديد من المدن الجديدة التي بناها المسلمون في المناطق المفتوحة وازدهرت بعد ذلك، وأصبحت مراكز حضارية وعلمية مزدهرة.

5- اتسعت الموارد المالية في الدولة الأموية نتيجة الاتساع الجغرافي ودخول أراضٍ زراعية خصبة ضمن حدودها ونمو الصناعة والتجارة في البلاد المفتوحة.