الدراسات الإسلامية فصل ثاني

التوجيهي أدبي

icon

التعلّم القبلي

حثَّ النبيُّ  أصحابه رضي الله عنهم على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، وزرع في نفوسهم حُبَّ الخير والسعي لتحقيق منفعة الناس، وأرشدهم إلى استثمار طاقاتهم ومواهبهم في تحقيق الإبداع والتميُّز. قال رسول الله : «إنَّما أنا لكم بمنزلةِ الوالدِ أُعلِّمُكُم» [رواه أبو داود].

أوضِّح وأستنتج

  • أوضح مهمة النبيِّ  التي نصّ عليها الحديث النبويّ الشريف. ← التربية والتعليم.
  • أستنتج من قوله تعالى: { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [الإسراء: ٢٤] واجب الأبناء على والديهم. ← الاعترافُ بفضلِهم والدعاءُ لهم.

الفهم والتحليل

   تُعدّ السيرة النبوية بأحداثِها وتفاصيلِها مدرسةً تربويّةً مميَّزة؛ لمَا تحويه مِن قيمٍ عظيمة تضعُ للبشرية منهجًا للتربية الصحيحة التي تُعنى بتقويم سلوك الإنسان، وجعْلِه أهلًا للتعامل مع المواقف الحياتية المختلفة.

أولًا: مفهوم التربية وأهميتها

أتوقّف
عبَّر القرآن الكريم عن التربية بمفهوم: (التزكية)، قال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٥١].

التربية: عمليّةٌ منظَّمةٌ تهدف إلى تنشئة الفرد جسديًّا وعقليًّا ونفسيًّا وروحيًّا، وإعداده للحياة، وتمكينه من التكيُّف معها.

   والإنسان مخلوقٌ لعبادة الله عزَّ وجلَّ، وهو كائنٌ اجتماعي لا يمكنه العيشُ وحيدًا. ولهذا فإنَّ التربية مهمّةٌ جدًّا في حياة الإنسان؛ إذ تُبيِّن له كيف يعبد ربَّه، ويتعامل مع غيره. 

وتظهر أهمية التربية في أنها:

أ. تُملِّكُ الإنسانَ المهارات الحياتية اللازمة، مثل: حُسن التعامل مع الآخرين، ومواجهة الضغوط، وإدارة الوقت. قال رسول الله : «صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ» [رواه أحمد].

ب. تُعلِّم الإنسان تسخير نعم الله تعالى في عمارة الأرض وتحقيق النفع للآخرين. قال رسول الله : «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ ‌عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» [رواه البخاري].

ج. تُعزِّز في الفرد الأخلاق الفاضلة، وتغرسُ فيه القيم النبيلة، مثل: الصدق، والأمانة، والتعاون، والمحبّة. عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ : «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» [رواه الترمذي].

 

أعلل:

أعلل تقدُّم التزكية على التعليم في قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: ١٦٤].

  لأنّ التربية أهمّ من التعليم، فهي شروطٌ من شروطه، فلا فائدة من التعليم إذا لم يكن مبنيًّا على تربية.


ثانيا: أسس المنهج النبوي في التربية

   عمل سيدنا رسول الله  على تربية جيلٍ عظيمٍ من الصحابة رضي الله عنهم، وقام المنهج النبوي في التربية على مجموعةٍ من الأسس، أبرزها:

  أ- الشمول: اعتنى النبي بتربية أصحابه رضي الله عنهم في جميع جوانب شخصياتهم، وظهر ذلك فيما يأتي:

  1. التربية الجسدية: أرشد النبي أصحابه رضي الله عنهم إلى الاهتمام بأجسادهم والاعتناء بها. ومن أبرز التوجيهات الدالة على ذلك: تربية النبي أصحابه على التزام الغذاء المتوازن، فقال : «مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ. بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ؛ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» [رواه الترمذي].
  2. التربية العقلية: اهتمّ النبي بتنمية القدرات العقلية لأصحابه رضي الله عنهم، فكان يستشيرهم في مختلف الأمور؛ لمَا في ذلك من إعمالٍ للعقل وفتحٍ لمنافذ الحوار، قال رسول الله : ( إنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ ورَقُها، وإنَّها مَثَلُ المُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي ما هي؟) فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ البَوادِي. قالَ عبدُ اللَّهِ: ووَقَعَ في نَفْسِي أنَّها النَّخْلَةُ، فاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قالوا: حَدِّثْنا ما هي يا رَسولَ اللَّهِ (قالَ: هي النَّخْلَةُ) [رواه البخاري].
  3. التربية الرّوحية: اعتنى النبي بتنمية الجانب الإيماني في نفوس أصحابه رضي الله عنهم، وتوثيق صلتهم بالله تعالى في الأقوال والأفعال، ومن ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ يَوْمًا، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» [رواه الترمذي].
  4. التربية الخلُقية: حفلت السنَّة النبوية بتوجيهاتٍ كثيرة لتربية المسلم على مكارم الأخلاق. ومن ذلك: حثُّ النبي الناس على نشر السلام بينهم؛ إذ قال : «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» [رواه مسلم]. كذلك حثَّ النبي ﷺ على البَشَاشة في وجوه الناس، فقال : «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ»» [رواه مسلم] (طَلْقٍ: سَهْلٍ مُنْبَسِط)؛ لمَا في ذلك من إدخالٍ للسرور في قلوبهم.
  5. التربية النفسية: كان للجانب النفسيّ أهمية عظيمة في التربية النبوية، وظهر ذلك في حرص النبي على فتح باب الأمل بالرحمة والمغفرة للمسلم مهما عَظُمت ذنوبه، فقال : «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا.» [رواه مسلم]. وفي هذا توجيهٌ للمسلم أن يداوم على التوبة والاستغفار، ويلزم الدعاء لله تعالى.

 

  ب- الواقعية: اتصفت التربية النبوية بالواقعية من حيث مراعاتها قدرات الإنسان وطبيعته، فلم تكلِّفه بما لا يستطيع. ومن ثم، فهي قابلةٌ للتطبيق وليست تعجيزيّة أو خياليّة. وقد كان النبيُّ  أوَّلَ مَن تمثَّل مضامينها، فما مِن شيءٍ أمر به النبيُّ  إلّا سَبَق الناسَ إليه عملًا وخُلُقًا؛ إذ قال : «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» [رواه الترمذي].

 

ج- التوازن: حرص سيّدنا رسولُ الله ﷺ على تربية أصحابه تربيةً متوازنةً تراعي حاجاتهم المتعددة، فلم يقتصر على العناية بالجسم ويترك السلوك والأخلاق، ولم يهتمَّ فقط بالروح ويترك العقل، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: (ألَمْ أُخْبَرْ أنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وتَصُومُ النَّهَارَ؟ قُلتُ: بَلَى، قالَ: فلا تَفْعَلْ، قُمْ ونَمْ، وصُمْ وأَفْطِرْ، فإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا) [رواه البخاري].

 


ثالثا: من الأساليب النبوية في التربية

   تعدَّدت أساليب سيدنا رسول الله في التربية؛ مراعاةً لاختلاف أفهام الناس وشخصياتهم وقدراتهم، وانسجامًا مع تباين المواقف والظروف والأحوال. ومِن تلك الأساليب:

  أ. الحوار والمناقشة: كان سيدنا رسول الله حريصًا على التوجيه والتربية عن طريق الحوار والمناقشة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بَيْنَما نَحْنُ في المَسْجِدِ مع رَسولِ اللهِ إذْ جاءَ أعْرابِيٌّ فَقامَ يَبُولُ في المَسْجِدِ، فَثَارَ إلَيْهِ النَّاسُ، فقالَ رَسولُ اللهِ : «لا تُزْرِمُوهُ، دَعُوهُ»، فَتَرَكُوهُ حتَّى بالَ، ثُمَّ إنَّ النبيَّ  دَعاهُ فقالَ له: «أَلَسْتَ بِمُسْلِمٍ؟!» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ بُلْتَ فِي مَسْجِدِنَا؟» قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا ظَنَنْتُهُ إِلَّا صَعِيدًا مِنَ الصُّعُدَاتِ، فَبُلْتُ فِيهِ، فقالَ رَسولُ اللهِ : «إنَّ هذِه المَساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشيءٍ مِن هذا البَوْلِ ولا القَذَرِ، إنَّما هي لِذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والصَّلاةِ، وقِراءَةِ القُرْآنِ. فَأَمَرَ النَّبِيُّ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَصُبَّ عَلَى بَوْلِهِ» [رواه البخاري ومسلم والطبراني] (لا تُزْرِمُوهُ: لا تحبسوا حاجته،‌ صَعِيدًا: أرضَ خلاء، ذَنُوبٍ: دلو).

 

ب. التربية بالحُبّ:

يقوم هذا الأسلوب على تقديم الحنان والدعم والاحترام للأشخاص، وتعزيز التواصل الإيجابي بين المربِّي والمتربِّين، بحيث يدفعهم إلى قبول توجيهاته بسعادةٍ ورضا.

وقد ظهر هذا الأسلوب في تربية النبي لأصحابه رضي الله عنهم:

فكان إذا مرَّ بجماعةٍ من الصبيان سَلَّم عليهم.

وإذا استقبله الرجلُ صافحه فلا يقبض يده حتى يقبضها الرجُل.

وإذا حدَّثه إنسانٌ أَقْبَلَ  بوجهه وحديثه عليه، ولم يصرف وجهَه عنه.

وكان النبيُّ يُكثر من التصريح بمحبّته وإظهار شوقه لِمَن يُحبّ، حتى أظهر ذلك لجميع أمّته من بعده؛ ترغيبًا لهم في السير على سنّته ، فَقَالَ: «وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا» قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ» [رواه مسلم].

ج. السَّرد القصصي:

تُعدُّ القصَّة إحدى الوسائل الجاذبة للنفوس؛ إذ إنّها تقوم على سرد الأحداث المجهولة، التي تتضمن حكمةً تصل إلى القلوب تقريرًا أو استنتاجا.

وقد تأتي القصة النبوية للحثّ على القيام بأمورٍ يستصغر بعضُ الناس شأنها وفضلها، كما في قول رسول الله : «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ » [رواه البخاري ومسلم] (الثَّرَى: التراب الرَّطْب). فبيَّن النبي العبرة من هذه القصة، وهي أنّ الإحسان إلى الحيوان سببٌ من أسباب مغفرة الذنوب.

 

أستنتج
أستنتج آداب الحوار النبوي في قصة سيدنا رسول الله مع الأعرابي الذي بال في المسجد.
← راعى النبي عدم معرفة الأعرابي بحُرمة المساجد، وحاوره بحكمة، واتبع في تصحيح خطئه المنهج العقلي.

أبحث وأستنتج

باستخدام الرمز المجاور، أرجع إلى خطبة الوداع، وأستنتج كيف أثار سيدنا رسول الله  انتباه المخاطبين إلى مضامينها.

← بدأ النبي بيانه للناس بالنداء: (أيها الناس)، وهذا يدل على عنايته بجذب الانتباه إليه، وكان يكررها عند بداية كل محور من محاور خطبته، ثم زاد على النداء –حرصا وتأكيدا- بالأمر في قوله: (اسمعوا مني).

تكرر في الخطبة قوله : (ألَا هل بلغت، اللَّهم فاشهد)، فكانت تأتي عقب كل محور من محاور خطبته ؛ لتكون هذه العبارة بمثابة خاتمة جزئية، أو بما يشبه التقويم المرحلي في علم التربية للتأكد من وصول المعلومة، ثم ينتقل بعدها لمحور ٍ آخر .


 

الإثراء والتوسُّع

   المتأمِّل في شخصية سيدنا رسول الله ﷺ التربوية يَلْحظ فيها التكامل والتوازن:

ففي مجال العبادة والصِّلة بالله عزَّ وجَلَّ؛ كان قدوةً للناس كافَّةً في كل بابٍ من أبوابها؛ في الذِّكر، والتلاوة، والصلاة، والصدقة، وأعمال القلوب.

وفي مجال السلوك والأخلاق؛ كان ﷺ إمامًا في الكرم، والجُود، والشجاعة، والصَّبر، والحِلْم، والحياء، والعفّة.

وفي مجال العلاقات مع الآخرين؛ كان ﷺ خيرَهم في تعامله مع أسرته، ومع الصغير والكبير، والعدوّ والصاحب.

واستطاع سيدنا رسول الله ﷺ أن يُنشئ جيلًا راقيًا من الصحابة رضي الله عنهم على قدرٍ كبيرٍ من التميُّز في الشخصية والإيجابية؛  إذ ظهرت تربية النبي  في مواقفهم، فكانوا يتسابقون في العلم والتضحية والإيثار، وانعكس ذلك على تعاملهم مع الناس في مختلف شؤون حياتهم.

وتظل التربية النبوية نموذجًا عمليًّا تحيا به الأمّة، ما يُحتِّمُ على المربِّين أن يتمثَّلوها في تربية الأبناء، وأن يعمل الناسَ على دراستها والاقتداء بما فيها من مواقف تربوية تشمل جوانب الحياة جميعها.


 

دراسة معمقة

من الكتب التي اعتنت ببيان المنهج النبوي في التربية: كتاب (منهج التربية النبوية للطفل)، الذي اهتمّ مؤلِّفُه بتفصيل منهج النبي ﷺ​​​ في تربية الأطفال. وقد جعله في قسمين؛ أولهما تناول إعداد الوالِدَين والمُربِّيْن وتهيئتهم لتربية الطفل، وثانيهما أُفرِد للحديث عن بناء شخصية الطفل في الإسلام.

باستخدام الرمز المجاور، أرجع إلى القسم الثاني من هذا الكتاب؛ لاستنباط أسس البناء الاجتماعي للطفل في الإسلام.

← 1- اصطحاب الطفل لمجالس الكبار.                      2- إرسال الطفل لقضاء الحاجات.

3- تعويد الطفل سنّة السلام.                                      4- عيادة الطفل إذا مَرِض.  

5- اتخاذ الطفل أصدقاء من أقرانه.                             6- تعويد الطفل البيعَ والشّراء.

7- حضور الأطفال للحفلات المشروعة.                      8- مبيت الطفل عند أقربائه.


 

القيم المستفادة

أستخلص بعض القيم المستفادة من الدرس.

1) أقتدي بسيدنا محمد في المنهج النبوي للتربية الصحيحة.

2) أحترم المربيّن من الآباء والأمهات والدعاة والتربويين.

3) أوقن بتميز المنهج النبوي في التربية وسموّ  غاياته.