الدرسُ الأوّلُ: النزاهةُ الوطنيةُ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنما بعثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق"
يُعدُّ تعزيزُ النزاهةِ والحدُّ مِنْ خطرِ الفسادِ، عُنصرَينِ مُهمَّينِ في بناءِ مؤسّساتٍ وطنيةٍ تتّسمُ بالقوّةِ والقدرةِ على تقديمِ خِدْماتٍ تتّصفُ بالعدالةِ والمساواةِ وتكافؤِ الفُرصِ.
أوّلًا: مفهومُ النزاهةِ الوطنيّةِ وأهمِّيّتُها
النزاهةُ الوطنيةُ هِيَ المبدأُ الذي يُشيرُ إلى الالتزامِ بالأخلاقِ والقِيَمِ السليمةِ في تعاملاتِ الفردِ مَعَ وطنِهِ ومجتمعِهِ، وتتضمّنُ النزاهةُ الوطنيةُ قِيَمَ الصدقِ والأمانِةِ والالتزامِ بالمصلحةِ العامّةِ؛ فهِيَ ترسيخٌ لمبادئِ السلوكاتِ السليمةِ، واتِّباعِ الأخلاقِ الحميدةِ في مُمارساتِ العملِ والتعاملِ مَعَ الآخرينَ، والقضاءِ على الفسادِ الذي يحصلُ نتيجةَ سوءِ استخدامِ الإدارةِ والوظيفةِ.
تُسهِمُ النزاهةُ الوطنيةُ في بِناءِ مجتمعٍ قويٍّ ومزدهرٍ. ونزاهةُ الأفراِد والُمؤسّساتِ تزيدُ مِنَ الثقةِ والاستقرارِ في المجتمعِ، وتُعزِّزُ الوحدةَ الوطنيةَ والتقدُّمَ في الدولةِ، وتُحقِّقُ الأمنَ الاقتصاديَّ والاجتماعيَّ.
لنشرِ قِيَمِ النزاهةِ الوطنيةِ في المجتمعِ، لا بُدَّ مِنْ تضافرِ الجهودِ الفرديةِ والجماعيةِ؛ لأنَّ غيابَ النزاهةِ الوطنيةِ يؤدّي إلى انتشارِ الفسادِ والفوضى، وانعدامِ الثقةِ في المؤسّساتِ الحكوميةِ، وضياعِ المساواةِ والعدالةِ وتكافؤِ الفُرَصِ، وتمزيقِ النسيجِ الوطنيِّ، وتراجعِ الإنتاجيةِ والتطوُّرِ والإبداعِ والتنميةِ.
أتحقّقُ مٍنْ تعلُّمي
-
- أستنتجُ أهمِّيّةَ النزاهةِ الوطنيةِ.
- ترسيخٌ لمبادئِ السلوكاتِ السليمةِ، واتِّباعِ الأخلاقِ الحميدةِ في مُمارساتِ العملِ والتعاملِ مَعَ الآخرينَ، والقضاءِ على الفسادِ الذي يحصلُ نتيجةَ سوءِ استخدامِ الإدارةِ والوظيفةِ.
- تُسهِمُ النزاهةُ الوطنيةُ في بِناءِ مجتمعٍ قويٍّ ومزدهرٍ. ونزاهةُ الأفراِد والُمؤسّساتِ تزيدُ مِنَ الثقةِ والاستقرارِ في المجتمعِ، وتُعزِّزُ الوحدةَ الوطنيةَ والتقدُّمَ في الدولةِ، وتُحقِّقُ الأمنَ الاقتصاديَّ والاجتماعيَّ.
-
- هلْ تطبيقُ النزاهةِ مسؤوليةٌ فرديةٌ أمْ جماعيةٌ؟
لنشرِ قِيَمِ النزاهةِ الوطنيةِ في المجتمعِ، لا بُدَّ مِنْ تضافرِ الجهودِ الفرديةِ والجماعية.
- ما آثارُ غيابِ النزاهةِ الوطنيةِ؟
غيابَ النزاهةِ الوطنيةِ يؤدّي إلى انتشارِ الفسادِ والفوضى، وانعدامِ الثقةِ في المؤسّساتِ الحكوميةِ، وضياعِ المساواةِ والعدالةِ وتكافؤِ الفُرَصِ، وتمزيقِ النسيجِ الوطنيِّ، وتراجعِ الإنتاجيةِ والتطوُّرِ والإبداعِ والتنميةِ.
ثانيًا: مُكوّناتُ نظامِ النزاهةِ الوطنيِّ
نظامُ النزاهةِ الوطنيِّ نِظامٌ متكاملٌ يشملُ ثلاثةَ عَشَر مكوّنا رئيسًا، ولا تتحقّقُ الحوكمةُ الرشيدةُ إلّا إذا تمثّلتْ هذِهِ المكوّناتُ مُجتمِعةً قِيَمَ النزاهةِ، وهذِهِ المكوّناتُ هِيَ:
- السلطةُ التشريعيةُ.
- السلطةُ التنفيذيةُ.
- السلطةُ القضائيةُ.
- الإدارةُ الحكوميةُ
- سلطةُ إنفاذِ القانونِ.
- هيئةُ إدارةِ الانتخاباتِ.
- المؤسّساتُ الحقوقيةُ.
- جهازُ الرقابةِ الماليةِ.
- هيئاتُ مُكافحةِ الفسادِ.
- الأحزابُ السياسيةُ.
- وسائلُ الإعلامِ.
- مؤسّساتُ المجتمعِ المدنيِّ.
- مؤسّساتُ الأعمالِ، والقطاعُ الخاصُّ.
ثالثًا: أهدافُ نظامِ النزاهةِ الوطنيةِ
يسعى نظامُ النزاهةِ الوطنيِّ إلى تحقيقِ عدّةِ أهدافٍ، مِنْها:
- إيجادُ آليّاتٍ مُناسبةٍ لدعمِ المساءلةِ والشفافيةِ في العمليةِ الديمقراطيةِ، وبخاصّةٍ في ما يتعلّقُ بالانتخاباتِ والحياةِ النيابيةِ.
- إصلاحُ الإدارةِ العامّةِ، ومساءلةُ متّخذي القراراتِ.
- ضمانُ وجودِ آليّاتٍ ملائمةٍ تسمحُ للموظّفينَ العموميّينَ بالإبلاغِ عَنْ أفعالِ الفسادِ في مؤسّساتِهِم، ووجودِ نُظَمٍ ووسائلِ رقابةٍ مستقّلةٍ.
- التأكُّدُ مِنْ وجودِ نُظمٍ فاعلةٍ في القطاعِ الخاصِّ للتنظيمِ الذاتيِّ، ومِنْ فاعليةِ إجراءاتِ الردعِ القانونيةِ ضدَّ الفسادِ.
- ضمانُ وجودِ وسائلِ إعلامٍ حُرّةٍ ومستقلّةٍ وقادرةٍ على ممارسةِ دورِها الرقابيِّ المهنيِّ، وزيادةُ وعيِ الجمهورِ بحقوقِهِ وواجباتِهِ.
أُناقشُ: ما الآثارُ الإيجابيّةُ المترتّبةُ على وجودِ وسائلِ إعلامٍ حُرّةٍ ونزيهةٍ؟ (إجابة مقترحة)
تُعد وسائل الإعلام الحرة والنزيهة من الدعائم الأساسية للديمقراطية والمجتمعات الحديثة. وتساهم هذه الوسائل في تعزيز الشفافية من خلال كشف الحقائق ومراقبة أداء الحكومات والمؤسسات، مما يحد من الفساد ويشجع على المساءلة. بالإضافة إلى ذلك، توفر وسائل الإعلام معلومات موثوقة ودقيقة تساعد المواطنين على اتخاذ قرارات مستنيرة والمشاركة الفعّالة في الحياة العامة. كما تُسهم في نشر القيم الإنسانية وحقوق الإنسان عبر تسليط الضوء على الانتهاكات والدعوة إلى العدالة والمساواة. وعلاوة على ذلك، تدعم وسائل الإعلام الحرة التنوع الثقافي والحوار المفتوح، مما يُثري النقاشات ويسهم في بناء مجتمع متماسك ومتعدد. بإيجاز، تلعب وسائل الإعلام الحرة والنزيهة دورًا حيويًا في بناء مجتمع ديمقراطي ومستدام يعزز العدالة والشفافية وحقوق الإنسان.
رابعًا: معاييرُ النزاهةِ الوطنيةِ
- الشفافيةُ: تَعني الوضوحَ والصدقَ في التعاملاتِ والإجراءاتِ، وهِيَ مبدأٌ يهدِفُ إلى جعلِ المعلوماتِ والقراراتِ مُتاحةً ومفهومةً للجميعِ مِنْ دونِ إخفاءٍ أوْ تضليلٍ؛ عبرَ تبنّي سياساتٍ وإجراءاتٍ تضمنُ الوضوحَ والنزاهةَ في العمليّاتِ والقراراتِ جميعِها. وأنْ تكونَ المعلوماتُ مُتاحةً للجميعِ، والقراراتُ مُوثّقةً بصورةٍ شفّافةٍ ومفهومةٍ للجميعِ.
- سيادةُ القانونِ: حيثُ يكونُ القانونُ هُوَ السلطةُ العُليا التي يجبُ أنْ تحكُمَ المؤسّساتِ والأفرادَ، وأنْ يُنفّذَ بدقّةٍ ومِنْ دونِ انحيازٍ أوْ تفضيلٍ؛ لضمانِ العدالةِ والمساواةِ في المجتمعِ.
- الحوكمةُ الرشيدةُ: توجيهُ الشؤونِ العامّةِ واتِّخاذُ القراراتِ بطريقةٍ شفّافةٍ وعادلةٍ، مَعَ تعزيزِ المساءلةِ والنزاهةِ في جميعِ جوانبِ الحكمِ. وتهدِفُ الحوكمةُ الرشيدةُ إلى حُسنِ إدارةِ الأموالِ والممتلكاتِ العامّةِ، وتحقيقِ التنميةِ المستدامةِ، وتعزيزِ الشفافيةِ والمساءلةِ في إدارةِ الشؤونِ العامّةِ.
- المساءلةُ والمحاسبةُ: هِيَ جزءٌ أساسيٌّ مِنَ الحوكمةِ الرشيدةِ، عبرَ تقييمِ الأداءِ ومراقبةِ الأفرادِ، ومحاسبتِهِم على نتائجِ أفعالِهِم عَنْ طريقِ التحفيزِ والعقابِ بعدالةٍ ومساواةٍ.
- العدالةُ والمساواةُ وتكافؤُ الفُرَصِ: عبرَ تعزيزِ قِيَمِ العدالةِ والمساواةِ، يُمكنُ بِناءُ مجتمعٍ يتّسِمُ بالنزاهةِ والتقدُّمِ.
أتحقّقُ مِنْ تعلُّمي:
- كيفَ يُمكنُ تحقيقُ كلٍّ مِنَ الشفافيةِ والحوكمةِ الرشيدةِ في المؤسّساتِ؟
يتم تحقيق الشفافية عبر تبنّي سياساتٍ وإجراءاتٍ تضمنُ الوضوحَ والنزاهةَ في العمليّاتِ والقراراتِ جميعِها. وأنْ تكونَ المعلوماتُ مُتاحةً للجميعِ، والقراراتُ مُوثّقةً بصورةٍ شفّافةٍ ومفهومةٍ للجميعِ.
ويتم تحقيق الحوكمة الرشيدة توجيهُ الشؤونِ العامّةِ واتِّخاذُ القراراتِ بطريقةٍ شفّافةٍ وعادلةٍ، مَعَ تعزيزِ المساءلةِ والنزاهةِ في جميعِ جوانبِ الحكمِ.
خامسًا: كيفَ تتحقّقُ النزاهةُ الوطنيةُ؟
يكونُ الشخصُ نزيهًا عندَما يرفضُ الانخراطَ في أيِّ سلوكٍ غيرِ مسؤولٍ، وعندَما يتحلّى بالصدقِ والأمانةِ ويضعُ المصلحةَ العامّةَ قبلَ المصالحِ الشخصيةِ. وتتحقّقُ النزاهةُ عبرَ تبنّي سياساتٍ وإجراءاتٍ تضمنُ الوضوحَ في العمليّاتِ والقراراتِ جميعِها، وتضمنُ تطبيقَ المعاييرِ الأخلاقيةِ في مجالاتِ الحياةِ جميعِها، عَنْ طريقِ المشاركةِ السياسيةِ الفعّالةِ، وإتقانِ العملِ والولاءِ والإخلاصِ فيهِ، والالتزامِ بقِيَمِ الأمانةِ في العملِ اليوميِّ. ويقعُ على عاتقِ الأسرةِ والمدرسةِ دورٌ كبيرٌ في تطويرِ أنشطةٍ وأعمالٍ تطوعيةٍ، وتنفيذِ أنشطةٍ إضافيةٍ وتطبيقيّةٍ لنشرِ ثقافةِ النزاهةِ ودعمِها، ومُكافحةِ الفسادِ والتوعيةِ بأخطارِهِ، كما تُسهِمُ مؤسّساتُ المجتمعِ المدنيِّ في تحقيقِ قِيَمِ النزاهةِ.
أُناقشُ: (إجابة مقترحة).
-
- البيئةُ الآمِنةُ والنظيفةُ تنعكِسُ إيجابًا على نزاهةِ المجتمعِ.
تعد البيئة الآمنة والنظيفة أحد المقومات الأساسية لتحقيق نزاهة المجتمع ورفاهيته. فالبيئة النظيفة تساهم في تحسن من جودة الحياة. كما أن البيئة الآمنة تشجع على الاستقرار الاجتماعي وتقلل من معدلات الجريمة والعنف، مما يعزز الثقة بين أفراد المجتمع ويساهم في بناء علاقات إيجابية ومستدامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن توافر بيئة نظيفة وآمنة يعزز من الشعور بالانتماء والمسؤولية الجماعية، مما يدفع الأفراد إلى المحافظة على الممتلكات العامة والعمل على تحسين البيئة المحيطة بهم. لذا فإن البيئة الآمنة والنظيفة تلعب دورًا محوريًا في تعزيز نزاهة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للجميع.
-
- النزاهةُ قيمةٌ أساسيّةٌ تُسهِمُ في بناءِ مجتمعٍ عادلٍ ومتساوٍ، وبتعزيزِها في أفعالِنا اليوميةِ وفي السياساتِ والمعاييرِ الأخلاقيّةِ، نضمنُ تحقيقَ العدالةِ والمساواةِ. إنَّ تعزيزَ النزاهةِ يُسهِمُ في بناءِ ثقةِ المجتمعِ وضمانِ تقاسُمِ الفرصِ بصورةٍ عادلةٍ.
النزاهة قيمة أساسية تساهم في بناء مجتمع عادل ومتساوٍ، إذ أن تعزيزها في أفعالنا اليومية والسياسات والمعايير الأخلاقية يضمن تحقيق العدالة والمساواة. عندما يتبنى الأفراد والمؤسسات النزاهة كقيمة رئيسية، فإنهم يسعون لتحقيق الشفافية والمصداقية في جميع تعاملاتهم. كما أن تعزيز النزاهة يسهم في بناء ثقة المجتمع وضمان تقاسم الفرص بصورة عادلة، مما يؤدي إلى تنمية مجتمعية شاملة ومستدامة. بالمجمل، تلعب النزاهة دورًا محوريًا في تشكيل مجتمع يتسم بالعدالة والتكافل والتقدم.