النقد الأدبي فصل أول

التوجيهي أدبي

icon

 

الّنقد الأدبيّ في العصر العبّاسيّ

 تميّز النّقد الأدبيّ في العصر العبّاسيّ  عن العصور السّابقة.بسبب:

1-تأثّره بما شهده العصر من نهضة واسعة شملت جميع جوانب الحياة.

2-تأثّره بحركة التّجديد في الشّعر العربيّ، وما أثارته من حوارات نقديّة حول القديم والمُحْدَث آنذاك.

3- توسّع آفاقه مع اطّلاع كثير من النقّاد على الثّقافات: الهنديّة،والفارسيّة، واليونانيّة.

 

 ملاحظة حركة التّجديد في الشّعر العربي هي :محاولات بعض الشّعراء التّجديد في شكل القصيدة العربيّة أو مضمونها أو أسلوبها.

 

 

الكتب النّقديّة في العصر العبّاسيّ :

أ- "طبقات فحول الشّعراء": ابن سلام الجُمحيّ.

ب- البيان والتّبيين" : الجاحظ.

ج-"الشّعر والشّعراء ": ابن قتيبة.

د-" عيار الشّعر" : ابن طَباطَبا.

هـ- "نقد الشّعر": قدامة بن جعفر.

و-" الموازنة بين أبي تمّام والبحتريّ":الآمديّ.

ز-" العمدة في صناعة الشّعر ونقده": ابن رشيق القيروانيّ.

ح- "دلائل الإعجاز": عبد القادر الجرجانيّ

أوّلًا:الفحولة الشّعريّة

تعني الفحولة الشعريّة قدرةَ الشّاعر الفنيّة وتميُّزَه

المعايير التي يُحكَم بها للشاعر بفحولته لدى النُّقاد العباسيين فهي:

١ – جَوْدة الشّعر

يُقَدَّم الشّاعر الذي يتّصِفُ شعره بالجَودة على الشّاعر الذي يكون دونَه في ذلك، ضمن مقاييس وضعها النُّقاد لجَوْدة الشّعر، منها جوالة اللفظ، والسّبْق إلى المعاني، وحُسْن التّصوير والتّشبيه.

٢– تعدُّد الأغراض

يُفَضَّل الشّاعر المتعدّد الأغراض الشّعرية على الشّاعر المحدود الأغراض، ومن ذلك أنّ النُّقاد قدّموا كُثَيّر عَزَّة على جَميل بُثينة  لتفوُّقه عليه في الأغراض.

٣– وَفْرة القصائد الطِّوال

 

ثانيًا: الطّبْع والصّنْعة

١– أدباء الطّبْع( السّليقة )

هم من يَملِكون الموهبة ولا يبالغون في مراجعات نصوصهم، إذ يبنون النّصوصَ بيُسر، ولا يعتمدون المراجعات الدائمة وطول النّظر في ما ينَظِمون أو يؤلِّفون.

٢– أدباء الصّنْعة

هم من يملكون الموهبة ويراجعون ما نَظَموا وألّفوا من أجل  الارتقاء بِنتاجهم الأدبي، وربما يستغربون في التّأليف زمنًا طويلاً، فمن شعرا ء العرب مَنْ كانَ يُمضي عامًا كاملاً في نظم قصيدته، فيقلِّبُ فيها رأيه ونظرَه  قبل أن يُخرجها إلى النّاس، وهي القصائد التّي  سُمّيت " الحَوْليّات" أي إنّ أداء أدباء الصّنْعة يتميز بالتأنّي المبنيّ على النّظر العقليّ

.

حوافز الإبداع الأدبي

تحدّثَ النُّقاد العباسيون عن العوامل التي تُعين الأدباء على نظمِ الشّعر وتأليف الخُطَبِ للوصول إلى النّتاج الأدبيّ الجيّد، ومنها:

١– البواعث النَّفْسيّة: ومن ذلك  ما قاله أبو تمّام موصيًا البُحتُريّ بما يُعينه على نظمِ الشّعر الجيد: " تخَيَّر الأوقاتَ وأنتَ قليلُ الهُموم، صِفْرٌ من الغُموم، واعلمْ أنّ العادةَ في الأوقاتِ أنْ يقصِدَ الإنسانُ لتأليف شيء أو حِفظِه في وقتِ السَّحر، وذلك أنّ النّفْسَ قد أخذت حظَّها من الرّاحة وقِسْطَها من النَّوم".

٢– السّعي إلى تحصيل المعارف المتنوعة، من مثل: معرف أنساب النّاس، والبَراعة في علمِ النّحو.

٣– الإكثار من ممارسة التّأليف الأدبيّ.

 

ثالثًا: اللّفظ والمعنى

 رأى الجاحظ مثلًا أنّ القيمة الجماليّة والفنيّة في النّص تكمُن في ألفاظه أكثر من معانيه.

وقد تحدَّث ابن قتيبة عن اللفظ والمعنى مُجتمعَين في الشّعر، ووضعَ لهما أربعة أقسام، هي :

۱– ضَرْبٌ حَسُنَ لَفْظُه وجادَ معناه.

 ۲–  ضَرْبٌ حَسُنَ لَفْظُه وحَلا، فإذا فتَّشْتَه لم تجد هناك فائدةً في المعنى.

٣– ضَرْبٌ جادَ معناه وقَصرَت ألفاظُه.

٤– ضَرْبٌ تأخَّر معناه وتأخَّر لفظُه.

 

   ويرى ابن طَباطَبا العَلَويّ العَلاقة بين اللفظ والمعنى على نحو العَلاقة بين الرُّوح والجسد.

 وسار ابن رَشيق القَيْروانيّ على نهج ابن طباطبا، فعَدّ اللّفظ والمعنى شيئًا واحدًا، ولا يمكن الفصل بينهما بحال،

 

رابعًا: الصّدق والكَذِب في الشّعر

١ – أعْذَبُ الشّعر أكْذَبُه أجاز أصحاب هذا المبدأ عدمَ مطابقة الصّورة الأدبيّة لِما يناسبها في الواقع، وعدم التّقيد بمعايير العقل والمنطق

 

 ٢– أعْذَبُ الشّعر أصدَقُه

 والمقصود هنا أنْ تكون الصّورة معبِّرةً عن تجربة شعوريّة حقيقيّة، ويستخدم فيها الشّاعر الخيال المقبول القريبَ التناول من غير الخروج على حدود المنطق