الْفِكْرَةُ الرَّئيسَةُ
أَسْرى اللهُ تَعالى بِسَيِّدِنا رَسولِ اللهِ ﷺ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ في مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ إِلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصى الْمُبارَكِ في الْقُدْسِ الشَّريفِ.
إِضاءَةٌ
- يَتَّجِهُ الْمُسْلِمونَ في صَلاتِهِمُ الْيَوْمَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ في الْمَسْجِدِ الْحَرامِ.
- وَكانوا سابِقًا يَتَّجِهونَ نَحْوَ الْمَسْجدِ الْأَقْصى الَّذي يُعَدُّ أُولى الْقِبْلَتَيْنِ.
أَسْتَنيرُ
- بَعْدَ وَفاةِ زَوْجَةِ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ ﷺ أُمِّ الْمُؤْمِنينَ السَّيِّدَةِ خَديجَةَ رضي الله عنها، وَعَمِّهِ أَبي طَالِبٍ، اشْتَدَّ أَذى الْمُشْرِكينَ لَهُ ﷺ.
- فَذَهَبَ إِلى الطَّائِفِ لِدَعْوَةِ أَهْلِها إِلى الْإِسْلامِ.
- لكِنَّهُمْ عامَلوهُ مُعامَلَةً سَيِّئَةً، وَلَمْ يَسْتَجيبوا لِدَعْوَتِهِ.
- فَعادَ ﷺ مَهْمومًا حَزينًا.
- فَأَرادَ اللَّهُ تَعالى أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُ ما لَقِيَهُ مِنْ أَذى الْمُشْرِكينَ.
- فَأَكْرَمَهُ بِمُعْجِزَةِ الْإِسْراءِ وَالْمِعْراجِ.
أَوَّلًا: مَفْهومُ الْإِسْراءِ وَالْمِعْراجِ
- الْإِسْراءُ: هُوَ انْتِقالُ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ﷺ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ في مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ، إِلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصى الْمُبارَكِ في الْقُدْس الشَّريفِ.
- أَمَّا الْمِعْراجُ: فَهُوَ صُعودُ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ﷺ مِنَ الْمَسْجِدِ الْأَقْصى الْمُبارَكِ إِلى السَّماواتِ الْعُلا.
ثانِيًا: أَحْداثُ الْإِسْراءِ وَالْمِعْراجِ
- بَيْنَما كانَ سَيِّدُنا مُحَمَّدٌ ﷺ نائِمًا في بَيْتِهِ في مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ.
- إِذْ جاءَهُ سَيِّدُنا جِبْريلُ عليه السلام.
- فَأَيْقَظَهُ وَخَرَجَ بِهِ إِلى الْمَسْجِدِ الْحَرامِ.
- وَحَمَلَهُ عَلى دَابَّةٍ سَريعَةٍ يُقالُ لَها الْبُراقُ.
- فَانْطَلَقَ بِهِ حَتّى انْتَهى إِلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصى الْمُبارَكِ، حَيْثُ:
أ. التَقى سَيِّدُنا مُحَمَّدٌ ﷺ بِالْأَنْبِياءِ وَالرُّسُلِ السّابِقينَ عليه السلام، وَصَلَّى بِهِمْ إِمامًا.
ب. صَعِدَ مَعَ سَيِّدِنا جِبْريلَ عليه السلام إلى السَّماواتِ الْعُلا.
ج. فَرَضَ اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ ﷺ وَعَلى أُمَّتِهِ الصَّلَواتِ الْخَمْسَ.
أَتَعَلَّمُ
- كانَتِ الصَّلاةُ قَبْلَ الْإِسْراءِ وَالْمِعْراجِ رَكْعَتَيْنِ صَباحًا وَرَكْعَتَيْنِ مَساءً.
- ثُمَّ فُرِضَتِ الصَّلَواتُ الْخَمْسُ في لَيْلَةِ الْإِسْراءِ وَالْمِعْراجِ.
ثالِثًا: مَوْقِفُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ حَادِثَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاج
- في صَبيحَةِ الْيَوْمِ التّالي لِحادِثَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْراجِ، حَدَّثَ سَيِّدُنَا رَسولُ اللَّهِ ﷺ النّاسَ بِما جَرى مَعَهُ.
- فَصَدَّقَهُ الْمُسْلِمونَ.
- وَكَذَّبَهُ كُفّارُ قُرَيْشٍ وَسَخِروا مِنْهُ.
- وَشَكَّكوا في صِدْقِهِ ﷺ.
- فَذَهَبوا إِلى سَيِّدِنَا أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه وَسَأَلوهُ إِنْ كانَ يُصَدِّقُ زَعْمَ سَيِّدِنَا رَسولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعادَ في لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ.
- فَرَدَّ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُ يُصَدِّقُهُ في نُزولِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ، فَكَيْفَ لَا يُصَدِّقُهُ في هذا الْأَمْرِ؟
رابِعًا: الدُّروسُ والعِبَرُ المُسْتَفادَةُ مِنْ حادِثَةِ الإِسْراءِ وَالمِعْراجِ
تَزْخَرُ أَحْداثُ مُعْجِزَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْراجِ بِالدُّروسِ وَالْعِبَرِ، وَمِنْها:
أ. قُدْرَةُ اللهِ تَعالى وَعَظَمَتُهُ.
ب. تَكْريمُ اللهِ تَعالى لِسَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ﷺ.
ج. أَهَمِّيَّةُ الصَّلاةِ وَمَنْزِلَتُها، فَهِيَ عَمودُ الدّينِ.
د. تَعْظيمُ الْمَسْجِدِ الْأَقْصى الْمُبارَكِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ، لِذلِكَ عُرِجَ بِسَيِّدِنا رَسولِ اللَّهِ ﷺ مِنْهُ إِلى السَّماواتِ الْعُلا.
أَسْتَزيدُ
- الْمَسْجِدُ الْأَقْصى الْمُبارَكُ: هُوَ كُلُّ ما ضَمَّهُ السُّورُ مِنْ ساحاتٍ، وَقِبابٍ، وَمَدارِسَ، وَمَساجِدَ؛ مِنْها:
- مَسْجِدُ قُبَّةِ الصَّخْرَةِ الْمُشَرَّفَةِ.
- وَالْمَسْجِدُ الْقِبْلِيُّ.
- وَالْمَسْجِدُ الْمَرْوانِيُّ.
- وَهُوَ حَقٌّ خَالِصٌ لِلْمُسْلِمينَ لا يُشارِكُهُمْ فيهِ أَحَدٌ.
أَرْبِطُ مَعَ الدِّراساتِ الاجْتِماعِيَّةِ
• بَيْتُ الْمَقْدِسِ (الْقُدْسُ): مَدينَةٌ عَرَبِيَّةٌ قَديمَةٌ، بَناها الْعَرَبُ، وَلَها أَسْماءٌ عِدَّةٌ، مِنْ أَشْهَرِها:
-
- يَبوسُ، وَالْقُدْسُ، وَإِيلْياءُ.
• وَقَعَتِ الْقُدْسُ تَحْتَ الِاحْتِلالِ الصَّليبِيِّ حَوالَيْ تِسْعِينَ عامًا.
-
- حَتّى حَرَّرَها الْقَائِدُ الْمُسْلِمُ صَلاحُ الدّينِ الْأَيّوبِيُّ.
- وَهِيَ الْيَوْمَ تَحْتَ سَيْطَرَةِ الاحْتِلالِ الصَّهْيونِيِّ.
• دافَعَتِ الْقُوّاتُ الْمُسَلَّحَةُ الْأَرْدُنِيَّةُ/ الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ عَنِ الْقُدْسِ الشَّريفِ في مَعارِكَ عِدَّةٍ.
-
- وَاسْتُشْهِدَ مِئاتُ الْجُنودِ الْأُرْدُنِيّينَ في ساحاتِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصى الْمُبارَكِ.