الدراسات الإسلامية فصل ثاني

الاعتذار: هو رجوع المخطئ عن الخطأ، وإظهار ذلك لمن كان الخطأ بحقه بأسلوب لين ومقبول، وطلب المسامحة منه.

الإعذار: قبول عذر المخطئ عن طريق رفع اللوم عن المخطئ، وقبول اعتذاره ومسامحته.

ومن أهمية الاعتذار والإعذار أنّهما:

يحققان احترام الإنسان لنفسه، فالأقوياء هم الذين يتسامحون.

- ويدل على ثقة الإنسان المعتذر بنفسه.

-وقدرته على مواجهة أخطائه بكل شجاعة.

لقد ضرب لنا صحابة رسول الله ﷺ نماذج مشرفة في الاعتذار، والإعذار ومن هذه النماذج ما يأتي:

1 - اعتذار أبي ذر لبلال بن رباح رضي الله عنه ، عندما نادى أبو ذر بلالا

بقوله: "يا ابن السوداء".

وكان ذلك أمام ملأ من الصحابة رضوان الله عليهم، فشكا بلال ذلك للنبي ﷺ، فقال لأبي ذر الغفاري: "أعيرته بأمه؟"  فاعتذر أبو ذر لبلال بأن وضع خده على التراب ليطأ عليه بلال فقام إليه بلال وقبل رأسه.

2 - اعتذار أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لبعضهما

فقد روى أبو الدرداء رضي الله عنه "كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر ، فانصرف عنه عمر غضبان، فتبعه أبو بكر يسأله أن يغفر له، فلم يفعل.

فأقبل أبو بكر إلى رسول الله ﷺ، فسلم وقال: يا رسول الله! إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي فأقبلت إليك

فقال: "يغفر الله لك يا أبا بكر" (ثلاثا)... ثم جاء عمر نادما على عدم قبوله لعذر أبي بكر... فاعتذر كل منهما للآخر وقبلا عذر بعضهما.

من آداب الاعتذار ما يأتي:

  1- اختيار الوقت المناسب

فمن الضروري تحري الوقت المناسب للاعتذار لمن وقع الخطأ في حقه. 

2- استخدام الأسلوب المناسب

سواء بالقول، كاستعمال العبارات اللطيفة، أو بالأفعال الحسنة التي تدل على الندم.

3- الاعتذار في المكان المناسب

 فينبغي للمعتذر أن يتحرى المكان المناسب للشخص الذي وقع الخطأ في حقه، فربما أدى سوء اختيار المكان إلى جرح المشاعر وتفاقم المشكلة.

للاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، وإعذار المخطئ، فوائد عديدة يجنيها الفرد والمجتمع، منها:

1-تحصيل رضا الله عز وجل ومحبته

 فالله سبحانه يرضى عن عبده الذي يقف بين يديه معتذرا معترفا بخطئه، وتقصيره.

2- تقوية أواصر المحبة بين أفراد المجتمع.

3- زوال الخصومات بين المتخاصمين وعودة المحبة

وإعادة العلاقة بينهم على أساس المحبة.

4- الشعور بالراحة والطمأنينة

فإن الاعتذار يمنح الفرد الثقة بالنفس.