التربية الإسلامية فصل أول

المواد المشتركة أول ثانوي

icon

 

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • السُّنّة النّبويّة الشّريفة هي كل ما ورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلُقيّة.
  • وقد حظيت السُّنّة النّبويّة الشّريفة بعناية المسلمين وعلمائهم؛ لمكانتها العظيمة فهي المصدر الثّاني من مصادر التّشريع، وهي وحي من الله –عزَّ وجلَّ -، قال تعالى:(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4))، [النجم:304].
  • لم يقم المسلمون بكتابة السُّنّة النّبويّة الشّريفة في بداية الدعوة الإسلاميّة؛ كي لا ينشغل الصحابة بغير القرآن الكريم.
  • بعد أنّ تم تدوين القرآن الكريم واستقرّ حفظه في الصّدور، بدأ بعض الصحابة الكرام بتدوين السُّنّة النّبويّة الشّريفة بإذن من النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
  • ظهرت الحاجة إلى التّدوين المنظّم للسُّنّة بعد اتّساع رقعة العالم الإسلاميّ في القرن الثّاني الهجريّ؛ حيث أمر الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعض العلماء بجمع السُّنّة النّبويّة الشّريفة.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

تنوّعت جهود علماء المسلمين للحفاظ على سنّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فعملوا على جمعها وتدوينها ودراستها وتصنيفها وتفسيرها وشرحها ووظّفوا التكنولوجيا لخدمتها.

أولاً: الجمع والتّدوين

  • بدأ تدوين السنّة النّبويّة الشريفة في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم حيث أجاز صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة كتابة أحاديثه الشريفة.
  • إلاّ أنّ التصنيف المنظّم للسنّة النّبويّة الشّريفة بدأ في القرن الثّاني الهجريّ:
  • حيث تمّ في هذا العصر جمع عدد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة الكرام، وفتاوى التابعين ضمن مصنفات مرتبة على أبواب فقهيّة.
  • ومن أشهر المُصَنفات في هذا العصرِ: مُوَطَّأ الإمامِ مالك بن أنس رضي الله عنه، وهو أَوّلُ مُصَنَّف في الحديث النّبويّ الشريف، إلاّ أنَّه قد احتوى بالإضافة إلى أحاديث النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعضَ الآثارِ عنِ الصحابة الكرام، والتَّابعين.
  • وفي القرن الثالث الهجري:
  • حتّى لا يختلط كلام النّبيّ صلى الله عليه وسلم بكلام غيره من الناس قام علماء المسلمين في هذا القرن بتمييز الأحاديث النّبويّة الشّريفة عن غيرها، مع الاعتناء ببيان درجة الحديث من حيث الصّحة والضّعف.
  • كما صُنّفت في هذا العصر الكتب الخاصّة بعلم الجرح والتّعديل؛ وهو علم يبحث في معرفة أحوال الرّواة من حيث القبول أو الرّد.

 

ثانيًّا: طرق تصنيف السنّة النّبويّة الشّريفة

(1) التّصنيف حسب الأبواب الفقهيّة:

ظهرت في هذه المرحلة مصنفات منها:

  • الصِّحاحُ: هي الكتب التي اقتصرت على ذكر الأحاديث الصّحيحة فقط، مثل صحيح البخاريّ رحمه الله.
  • السُّننُ: وهي الكتب التي تجمع الأحاديث النبوية المتعلقة بالفقه والأحكام الشرعية وترتب على أبواب الفقه غالبًا، مثل سنن الترمذيّ وسنن ابن ماجه رحمهما الله تعالى.

(2) التّصنيف حسب أسماء الرواة من الصحابة الكرام:

  • يطلق على الكتب التي صُنِّفَتْ بهذه الطريقة اسم (المسانيد) وهي كتب الحديث التي يجمع فيها مؤلفوها الأحاديث النّبويّة الشّريفة، ويرتبونها تبعًا لأسماء الصّحابة الكرام، دون النّظر إلى موضوعات الأحاديث.
  • ومن أشهرها مسند الإمام أحمد بن حنبل.

وقد اعتنى علماء الحديث النّبويّ الشّريف في العصور المختلفة بشرح السُّنّة النّبويّة الشّريفة، فظهرت شروحات متعدّدة مثل:

  • (فتح الباري شرح صحيح البخاريّ) لمؤلفه: ابن حجر العسقلانيّ.
  • (مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه) لمؤلفه: جلال الدين السيوطيّ.

 

ثالثًا العناية بالسّنّة النّبويّة في العصر الحديث

استمرت عناية علماء المسلمين بالسنّة النّبويّة الشّريفة معَ تعاقب الأجيال والعصور، ومن أبرز مظاهر خدمة السُّنّة النّبويّة الشّريفة في العصر الحديث:

  •  دفاع علماء الحديث الشّريف عن سنّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم في وجه من يُشكك بها والرّدُّ على الشبهات التي تثار حولها، كمحاولة المستشرقين الطعن في رواة الأحاديث النّبويّة الشريفة أو في طريقة تدوينها، فتصدّى لهم علماء المسلمين مفندين افتراءاتهم ومدافعين عن سنّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ورواتها، فظهرت كتب مثل كتاب: (دفاع عن السُّنّة وردُّ شبهات المستشرقين)، لمؤلفه الدّكتور محمد أبو شهبة.
  • إنشاء المواقع الإلكترونيّة التي تقوم بنشر السنّة النّبويّة الشّريفة من خلال:
    • عرض الأحاديث النّبويّة الشريفة وشروحاتها.
    • إتاحة خدمة البحث وتخريج الأحاديث الشّريفة.
  • نشر الأحاديث النّبويّة الشّريفة من خلال استثمار الفضائيّات ووسائل التّواصل الاجتماعيّ.
  • إنشاء الجمعيات التي تُعنى بالحديث النّبويّ الشّريف وعلومه وإقامة المسابقات في حفظ الأحاديث وشرحها.

 

صورة مشرقة

سافر الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاريّ رضي الله عنه من المدينة المنوّرة إلى مصر باحثًا عن الصحابي الجليل عقبة بن عامر رضي الله عنه، ليتأكّد من حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال له:(حديثٌ سَمِعتُه مِنْ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، لمْ يبقَ غيْرِي وغيرُكَ مِمَّن سَمِعَهُ مِنْ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأردتُ أَن أَتثبَّتَ مِنهُ؛ «مَنْ سَترَ على مُؤمنٍ في الدُّنيا سَترهُ اللهُ يومَ القيامةِ » فقالَ عُقبةُ رضي الله عنه: نَعَمْ، فرَكِب أبو أيوب رَاحلتُه عائدًا إلى المدينة)، [رواه أحمد].

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

بعد وفاة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع استمرار الفتوحات الإسلاميّة انتشر الصحابة الكرام في البلاد المفتوحة كالعراق ومصر والشّام واليمن وغيرها، وحمل كل صحابيّ منهم ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تلك البلاد ممّا دفع العلماء للسّفر والتّرحال من قطر لآخر لجمع هذه الأحاديث.

وكان لرحلات العلماء في طلب الحديث الشّريف أهداف منها:

  • الاستزادة من جمع الأحاديث النّبويّة الشّريفة وحفظها خوفًا عليها من الضياع بين البلدان.
  • نشر الأحاديث النّبويّة الشّريفة من خلال لقاء العلماء وطلبة العلم من مختلف البلدان.
  • التّأكّد من ضبط الأحاديث النّبويّة الشّريفة وصحتها.