الحديث النبوي الشريف: عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنَّ مِن عبادِ اللهِ لَأُناسًا ما هم بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللهِ تعالى " قالوا: يا رسولَ اللهِ، تُخبِرُنا مَن هم؟ قال: " هم قومٌ تحابُّوا برُوحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بَيْنَهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها، فواللهِ إنَّ وجوهَهم لَنُورٌ، وإنَّهم على نُورٍ، لا يخافونَ إذا خاف النَّاسُ، ولا يحزَنونَ إذا حزِن النَّاسُ " وقرَأ هذه الآية: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 62 الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ 63 لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 64 وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 65﴾ |
المعاني والمفردات:
1. يغبطهم الأنبياء: يسرون ويفرحون بمنزلة المتحابين في الله تعالى.
2. أَولياء الله: أنصار الله، وهم المؤمنون الأتقياء.
التعريف براوي الحديث الشريف:
- أبو حفص، عمر بن الخطاب القرشي رضي الله عنه.
- كان من السابقين إلى الإسلام.
- هو الخليفة الراشد الثاني،
- اشتهر بالعدل ولقّب بالفاروق،
- استشهد رضي الله عنه وهو يصلي الفجر على يد أبي لؤلؤة المجوسي، وذلك سنة (23) للهجرة، ودفن إلى جانب صاحبيه: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، في المدينة المنورة.
الشرح:
1- ثواب المتحابين في الله يوم القيامة:
- ينعم الله تعالى عليهم بنعم كثيرة في الدنيا والآخرة منها ما ورد في قوله تعالى: " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين. ياعبادِ لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون. الذين ءامنوا بآياتنا وكانوا مسلمين. أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تُحبرون ".
- وقاية المتحابين في الله تعالى من حر يوم القيامة: الدليل على ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" وذكر منهم: " ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه". فقد بين الحديث الشريف أن محبتهما في الله لا في مال، ولا جاه، ولا نسب.
- ذوق حلاوة الإيمان: وهي حلاوة يجدها الإنسان في قلبه يشعر من خلالها بالسعادة والرضا والطمأنينة والقناعة. الدليل على ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبداً لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار".
- حشرهم مع من يحبون يوم القيامة: الدليل على ذلك، قال النبي الله صلى الله عليه وسلم لأنس رضي الله عنه: " أنت مع من أحببت ".
* أسباب تجلب المودة والمحبة:
1- الإيمان والعمل الصالح.
2- إفشاء السلام، حيث إنه يغرس المحبة، ويقوي الإيمان.
3- الكلمة الطيبة والقول الحسن.
4- إعلام من نحب بمحبتنا له.
5- الهدية والدليل على ذلك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تهادوا تحابوا ".
2- صفات المتحابين في الله:
- الإخلاص في المحبة لله تعالى، فمحبتهم نابعة من حبهم لله تعالى ولدينه ولشرعه.
- الإيمان والتقوى: الدليل على ذلك: قال تعالى: " الذين ءامنوا وكانوا يتقون".
3- مظاهر المحبة في الله:
- إخلاص العمل لله تعالى.
- التواد والتراحم والتجاوز عن الزلات.