أولا: شبه القارة الهندية
تشكل شبه القارة الهندية وحدة جغرافية وسياسية واحدة إلا أن تعرضها للاحتلال البريطاني أدى إلى تقسيمها إلى عدة دول، وللتعرف إليها تأمل الخريطة الآتية:
1- الاستعمار البريطاني لشبه القارة الهندية
خضعت الهند للاحتلال البريطاني في بداية القرن السابع عشر الميلادي، وأسست بريطانيا ومنحتها حق احتكار التجارة بين بريطانيا والهند، شركة الهند الشرقية البريطانية في عام 1600م، وبحلول منتصف القرن التاسع عشر الميلادي كانت الشركة تبسط سلطتها على معظم أرجاء شبه القارة الهندية.
|
اندلعت في عام 1857م ثورة على الشركة البريطانية، واشترك فيها المسلمون والهندوس؛ فأرسلت بريطانيا جيشا لقمع الثورة وتمكنت بمعاونة بعض الفرق المحلية الموالية لها من إخماد الثورة، وأخضعت الهند للحكم البريطاني المباشر، وأعلنت بريطانيا في عام ١٨٧٧م أن الهند ملحقة بالتاج البريطاني، ولقبت ملكة بريطانيا (فكتوريا) بـ "إمبراطورة بريطانيا والهند".
٢- الحركة الوطنية في شبه القارة الهندية
ظهرت الحركة الوطنية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بين الشباب الهنود الذين تلقوا تعليمهم الحديث في الجامعات الأجنبية، وأصبحوا يرفضون الأوضاع السيئة التي يعيشها الهنود من فقر شديد، وتفشي الأمية، والتفرقة الطائفية والمهنية التي غدتها بريطانيا ليسهل عليها السيطرة والحكم.
هل تعلم أن بريطانيا استغلت الهنود في الحرب العالمية الأولى، فشاركت الهند بقسط كبير من الرجال والمال في دعم المجهود الحربي البريطاني، وشكلوا فرقا من الجيش البريطاني شاركوا في ميادين القتال المختلفة في مصر والعراق ومضائق الدردنيل والبسفور، كما اشتركوا في احتلال القدس عام 1917م.
وحتى تحد بريطانيا من المقاومة الوطنية لسياساتها الاستعمارية قررت أن تمنح اليهود دورا في إدارة شؤونهم؛ فبوصات في عام ١٩٠٩م مجالس تشريعية صورية تعين بريطانيا أغلبية أعضائها ولا تتعدى سلطتها تقديم الاستشارة للحكومة، ثم أصدرت دستورا لإدارة الهند عام ١٩١٩م غير أنه جاء مخيبا لآمال الهنود؛ فزادت كراهيتهم للاستعمار البريطاني ونقمتهم عليه بعد مذبحة (أمرتسار) عام ١٩١٩م التي ارتكبتها بريطانيا بحق الهنود، وهذا زاد من مطالبة الهنود بحقوقهم وتطبيق مبدأ حق تقرير المصير على بلادهم؛ فلجات بريطانيا إلى قمع الحركة الوطنية بوسائل متعددة. وللتعرف إليها تأمل الشكل الآتي:
وسائل قمع الحركة الوطنية الهندية |
|
وقد ظهر في الهند تيارات المقاومة الاستعمار البريطاني هما:
أ- تيار قومي هندي يدعو إلى الإصلاح والتجديد، وتحول فيما بعد إلى تنظيم سياسي
بأسم حزب المؤتمر الوطني بزعامة المهاتما غاندي، الذي دعا إلى توحيد القارة الهندية.
ب- تيار قومي إسلامي يدعو إلى الثقافة الإسلامية.
وبسبب إصرار الهنود على نيل حقوقهم السياسية في التحرر، دعت بريطانيا لعقد مؤتمر ضم ممثلين عن المسلمين والهندوس في الفارة الهندية وتوصلت في عام 1935م لوضع دستور للهند جرت على إثره انتخابات حرة، حصل فيها أتبـاع المؤتمر الوطني الهندي على الأغلبية، ومع زيادة نفوذ حزب المؤتمر الوطني أحس المسلمون بأنهم أقلية وخشوا من الاضطهاد لذلك أخذوا موقفـا معاديا من حزب المؤتمر الوطني الهندي فاستغلت بريطانيا ذلك في ضرب الحركة الوطنية الإسلامية بالحركة الوطنية الهندية.
وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام ١٩٣٩م أقالت بريطانيا الحكومة الوطنية الهندية، واعتبرت المؤتمر الوطني هيئة خارجة على القانون فقتلت عددا كبيرا من الزعماء الوطنيين وسجنت آخرين ومنهم غاندي وجواهر لآل نهرو.
وقد أدارت بريطانيا الهند بطريقتين حتى عام ١٩٤٧م وهما:
1 - الحكم البريطاني المباشر وشمل هذا تسع ولايات كبيرة شكـلـت ثـلاث أرباع سكان الهند.
ب- الحكم البريطاني غير المباشر بالاعتماد على الحكام المحليين الذين تربطهم بالتاج البريطاني روابط الخضوع والولاء.
المهاتما غاندي درس القانون في بريطانيا وتزعم الحركة التحررية الهندية منذ عـام 1915م، حث الهنـود على مقاومة الاحتلال البريطاني. بالمقاومة السلمية أي عدم التعـاون مع الإنجليز في المجالات كافة ومقاطعة البضائع الإنجليزية وعدم دفع الضرائب للحكومة التي لا تُمثل إرادة الشعب ولا تستهـدف خـيره، فتعرض لـلأذى والعقاب والسجن مـرات عديدة فلقبه الهنـود "المهاتما" أو " الـروح العظيمة" اغتيل في عام ١٩٤٨م على يد متعصبين هنود. |
إلا أن بريطانيا اضطرت في النهاية للاستجابة لمطالب الهنود القومية؛ فأصدرت عام ١٩٤٧م سلسلة تشريعات أنهت بموجبها والـ الحكم البريطاني في شبه القارة الهندية، وتم تقسيم الهند إلى دولتين.
وللتعرف إليها تأمل الشكل الآتي:
تقسيم الهند إلى دولتين هما: | |
الهند: ذات أغلبية هندوسية، مقر الحكم في دلهي تزعمها جواهر لال نهرو |
الباكستان (الشرقية، والغربية): ذات أغلبية مسلمة مقر الحكم في كراتشي تزعمها محمد علی جناح |
لمعرفة أسباب انفصال المسلمين عن الهند وظهور الدولة الباكستانية أقرأ النص الآتي:
ظهر في الهند تيـار إسلامي باسم جمعية الجامعة الإسلامية، عارض فكرة انفصال الباكستان عن الهند و دعا إلى التوازن بين حزب المؤتمر والتيار الإسلامي، إلا أن إقـدام بعض الأحزاب الهندية على اضطهاد المسلمين، وحرق المساجد الإسلامية، والمعالم الأثرية الإسلامية التي كانت موجودة منذ عهد المغول، أدى إلى تجزئة شبـه القارة الهندية إلى عـدة دول، وإجلاء بريطانيا عنها في 15 من آب عام ١٩٤٧م.
مشكلة كشمير هي منطقة تقع بين الهند والباكستان شكلت نزاعـاً إقليميـا بـين الدولتين، فالباكستـان تـرى بأنها جـزء منها؛ لأن أغلب سكانها من المسلمين، وكذلك مرور نهر السند فيها، وأما الهند فحجتها أن كشمير تتبع إداريا لـهـا منذ استقلال الباكستـان عنهـا عـام ١٩٤٧م، وتتميز كشمير بأهميتها الاقتصادية والسياحية. |
وأما دولة بنغلادش (الباكستان الشرقية) فقد دخلت في نزاع مع الباكستان الغربية، وقاد حركة الانفصال الشيخ مجيب الرحمن زعيم حركة عوامي، فانفصلت عن الباكستان عام 1971م.
ثانياً: إندونيسيا
يطلق اسم إندونيسيا على جزر الهند الشرقية، وهي جزر كثيرة متناثرة تقع في جنوب شرق آسيا، ويتكلم سكانها اللغة المالاوية وهي اللغة الرسمية للدولة، ويشكل المسلمون فيها ما نسبته 95 %من مجموع عدد السكان. وللتعرف إلى موقع أندونيسيا، تأمل الخريطة الآتية.
1- الاستعمار الهولندي لأندونيسيا
استطاع الهولنديون إنهاء الوجود البرتغالي في الجزر الأندونيسية، عندما منحت الحكومة الهولندية امتياز المتاجرة مع أندونيسيا لشركة جزر الهند الشرقية الهولندية، التي أخذت توسع نفوذها تدريجيا وتفرض حكمها وإدارتها على بعض تلك الجزر، ثم انتقلت إدارة هذه الجزر إلى الحكومة الهولندية في عام ١٧٩٨م، فسيطرت على الجزر الكبيرة، وأخذت تحتكر مواردها الغنية وخاصة التوابل والبهارات والأخشاب والمطاط والشاي، واستغلت السكان المحليين للعمل في هذه الموارد.
وقد مرت السيطرة الهولندية على أندونيسيا بثلاث مراحل، وللتعرف إلى هذه المراحل تأمل الشكل الآتي.
مراحل السيطرة الهولندية على أندونيسيا حتى قيام الحرب العالمية الأولى | ||
الأولى (1817- 1850) دعمت نفوذها السياسي والاقتصـادي في أندونيسيا، فأقرت لبريطانيا احتلالهـا لسنغافورة وماليزيا، كما نظمت عمل الشركات التجارية الهولندية في أندونيسيا . |
الثانية (1850-1904م): وسعـت نفوذها، فدخلت في حروب مع السكان المحليين كبدتهـا خسائر كبيرة لصعوبة ملاحقة زعماء المقاومة |
الثالثة ( 1904- 1914م) سيطرت على جميع الجزر الأندونيسية، وأصبحت مستعمرة أهم مستعمرة هولندية في الشرق وهـذا زاد من تمسـك هولندا بها، والإصرار على عدم التخلي عنها |
2- المقاومة الوطنية الأندونيسية
بدأت مع قيام الحرب العالمية الأولى بظهور الأحزاب والجمعيات وأهمها:
حزب (يودي أوتومو)، وحزب (جاوة الفتاه)، ثم الحزب الوطني الاندونيسي الذي يعد أهم، حزب أخذ على عاتقه تخليص البلاد مـن الاستعمار الهولندي. وكان الزعيم الوطني أحمد سوكاز أحد مؤسسيه عـام ۱۹۲۷م، وهناك جمعيات كان لها دور في المقاومة السلمية للاستعمار مثل: الجمعية المحمدية، وجمعية علماء المسلمين، والجمعية العائشية وهي جمعية خاصة بالنساء،
أحمد سوكارنو (1901-1970) زعيــم وطـنـي درس الـهـنـدسـة المعمارية، ناضل مـن أجـل استقلال بـلاده، وسـجـن عـدة مـرات وكان أحـد مؤسسي الحـزب الوطني الأندونيسي اختير عـام ١٩٤٥م رئيسا للجمهورية الأندونيسية بالرغم من معارضة هولندا لذلك، وبقي رئيسـاً حتى عام ١٩٦٧م وضع دستـورا للبلاد يقوم على خمسة مبادئ وهـي: الإيمان بالله، القومية، الإنسانية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية |
وقد اضطرت هولنـدا إلى تخفيف وطأتهـا على الحركات الوطنية والدخول في مفاوضات معها، فاستغل الأندونيسيـون هـذا الوضـع وطالبوا بدستـور يشرك السكان في الحكم، إلا أن هولندا رفضت ذلك وفي هذه الأثناء كان الخطر الياباني يهدد أندونيسيا.
3- الاحتلال الياباني لأندونيسيا
نجحـت اليـابـان فـي الدخـول فـي مفاوضات مـع هولندا، ووقعت معها اتفاقية تجارية تنص على حصول اليابان على كميات من النفط الأندونيسي، لكن هولنـدا رفضت هـذه الاتفاقية، فقامت اليابان بطـرد هولنـدا مـن أندونيسيا وحلت محلهـا في عام ١٩٤٢ أمـام المنتجـات الأوروبية وإبعاد النفوذ ا للآسيويين وأظهروا أنهم متحمسون وأظهروا أنهم متحمسون لاستقلال أندونيسيا وتخليصها من الأوروبيين.
عرف الأندونيسيون أن اليابان غير جادة في منحهـم الاستقلال، فعادت حركات المقاومة للاحتلال الياباني، وكان لذلك أثره على اليابانيين الذين قاموا بإلقاء القبض على الزعماء الوطنيين ومحاكمتهـم وإعدامهم ونفي بعضهم خارج البلاد، ولكن مع نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان فيها عام ١٩٤٥ م أعلن الزعيم الوطني الأندونيسي (أحمد سوكارنو) استقـلال أندونيسيا وأصبح رئيساً للجمهورية، وقد حاولت هولندا العودة مرة أخـرى لاستعمار أندونيسيا لكنها وجدت معارضة من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي (سابقاً) وبريطانيا وفرنسا، فاكتفت هولنـدا بتوقيع اتفاقية
مؤتمر دلهي عام 1949 م دعـا الرئيس الهنـدي جواهر لآل نهرو ثلاث عشرة دولة آسيوية إلى هذا المؤتمر لبحـث المسألة الأندونيسية فأصـدر المؤتمرون توصيـات إلى مجلس الأمن طالبـوا فيها إجلاء الهولنديين عن أندونيسيا، وفعلاً تدخلـت هيئة الأمم المتحـدة، وأجبرت الحكومة الهولندية على سحب قواتها والاعتراف باستقلال أندونيسيا |
مـع أندونيسيـا نصت على قيام اتحـاد هولندي أندونيسـي مـن أجـل تنميـة المصالح المشتركة بين الجانبين، وتُشرف هولندا على العلاقات الخارجيـة والـدفـاع والأمن الداخلي، و لم يكن لهذا الاتحـاد تأثير واقعي ملموس، فقامت عدة حركات انفصالية وانتشرت أعمـال العنف في البلاد، حتى أعلـن في مؤتمر دلهي عام ١٩٤٩م إلغاء هـذا الاتحاد واستقـلال أندونيسيا، وهكذا انتهى الاستعمار الهولندي لأندونيسيا الذي دام حوالي ثلاثة قرون.
ثالثا: الصين
1- الأطماع الأوروبية في الصين
تمتعت الصين بثروات اقتصادية كبيرة ومتنوعة منذ القدم، أهمها الحرير والمنسوجات والخزف والورق وغيرها، وكانت مركزا لطريق الحرير التجاري الذي يربط الصين بقارتي آسيا وأوروبا، لذا تنافست الدول الأوروبية الاستعمارية (البرتغال وروسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا) للسيطرة عليها، وحصلت تلك الدول على امتيازات تجارية استغلتها لممارسة النشاط التبشيري في الصين، والتعرف إلى أهمية موقع الصين تأمل الخريطة،
تعتبر بريطانيا من أكثر الدول الأوروبية الاستعمارية اهتماماً بالصين؛ نظرا لقربها من مستعمراتها في الهند، وكثرة خيراتها؛ وتنوعها واستغلالها في إنتاج محصول الأفيون (مادة مخدرة) وتصديره للخارج لما لهذه التجارة من أرباح كبيرة، لذا خاضت بريطانيا سلسلة حروب مع حكومة الصين فيما يعرف بحـرب الأفيون، وخاصة في عهد أسرة (شينغ) التي حكمـت الصين منـذ عـام 1644م، فأحاطتها بعزلة عن العـالم الخارجي، ومارست ضغطاً على الفلاحين.
حرب الأفيون: (١٨٤٠-١٨٨٨م) هي سلسلة حروب بين الصين وبريطانيا بسبب محاولة الصين الحد من تجارة الأفيون واستيراده، وهذا ما يتعارض، مع مصالح بريطانيا التجارية نظراً للأرباح الكبيرة التي كانت تجنيها منها. |
كمـا سيطرت بريطانيا على معظـم مقاطعات الصين خصوصاً بعد أن هزمت القوات الصينية عام في حرب الأفيون الأولى (نانكين)، المذلة للشعب الصيني، لأنها نصت على:
أ – تنازل الصين عن (هونغ كونغ)، فأصبحت تابعة لبريطانيا مباشرة.
ب- إجبار الحكومة الصينية على دفع تعويضات الحرب التي خاضتها مع بريطانيا.
ج- فتح الموانئ الصينية أمام التجارة الأجنبية؛ مما ترتب عليه انتشار تجارة الأفيون.
هي ثورة البوكسير (الملاكين) عام ١٨٩٩م انتفاضة شعبيـة قام بها الفلّاحون والحرفيون والفقراء ضد التدخل الأجنبي النظام في شؤون الصين، وللقضاء على النظام الإمبراطوري، امتـد نفوذهم في معظم أنحـاء الصين، لـكــن الـدول الأوروبية تحدت ضدها وقضت عليه |
قامت عدة ثورات محلية بسبب الأوضاع السيئة التي عاشها السكان من فقـر وبطالة، والتدخل الأجنبي في شؤون البلاد، ومن هذه الثورات ثورة البوكسير (الملاكين) التي قام بها الفلاحون والفقراء وكادت أن تطيح بالنظام الإمبراطوري الممثل بأسرة (شينغ).
2- الصين في بدايات القرن العشرين
استمرت الثورات المحلية في الصين، احتجاجا على أوضاع البلاد الداخلية.، وزيادة من تمزق الدولة بسبب تدخل الدول الأوروبية وللتعرف إلى أسباب هذه الثورات وأهمها تأمل الشكل الآتي.
أسباب الثورات الصينية في القرن العشرين |
||
التدخل الأجنبي في شؤون الصين وتمزيق وحدتها بالمعاهدات الظالمة | هزائمها في حروبها مع جارتها اليابان وآخرها عام ١٨٩٥م |
نمو الـوعـي القومي لدى الصينيين والدعوة للانفتاح على الغرب. |
أهم الثورات الصينية في القرن العشرين |
||
نورة عام ١٩١١م تفجرت عندما سيطرت الدول الأوروبية على مناجم الفحم والحديد والسكك الحديدية قادهـا الزعيـم الصيني (صن يات صن) الذي يعود له الفضل في نهضة الصين الحديثة، فأعلـن عـن قـيـام جمهورية الصين بعد تنازل الإمبراطور عن العرش وانتهاء حكم أسرة شينغ، وأصبح صن يات صن رئيساً مؤقتاً للجمهورية لحين انتخاب الشعـب رئيسا لهم، وتم انتخـاب (يـوان شكاي) ول رئيس لجمهورية الصين.
|
ثورة عام ١٩١٩ قام الرئيس بوان شكاي بتعطيیل العمل بالدستور وأعاد الحكم الإمبراطوري للصين بتنصيب نفسه إمبراطورا على الصين بتأييد مـن الـدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، قاد الثورة الطلاب الصينيون بزعامة (شـان كاي شيك) الذي أعـاد النظام الجمهوري للصين بإقامة حكومة وطنية ١٩٢٧م، لكن الحرب مع اليابان عـام ١٩٣١م أدخلت الصين في حرب أهلية.
|
ثورة عام 1949م (الشيوعية) قامت بقيادة الزعيم (ماوتسي تونغ) الذي تقارب مع الاتحاد السوفيتي، فحارب الفساد وسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية بتوزيع مصادر الثروة والمساواة بين الأفراد وأسس جمهورية الصين الشعبية وأصبح أول رئيس لها ووضع دستور للبلاد، وانفصلت تايوان عـن الصين الشعبية ودخلت في نزاع معهـا علـى قضايا السيادة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت دولة مستقلة موالية للغرب تحمل اسم الصين الوطنية (تايوان). |
انتهجت الصين في عهد ماوتسي تونغ خطة اقتصادية أطلق عليها القفزة الكبرى إلى الأمام عـام ١٩٦١م، ورغم أنها أدت إلى حروب أهلية راح ضحيتها الملايين مـن الأشخاص، إلا أنها حققت مكاسب كبيرة للاقتصاد الصيني، وقد أطلق عليها اسم الثورة الثقافية الدخول طلاب الجامعات والمعاهد فيها، وفي عام ١٩٧١م تحولت الصين إلى دولة من أكبر دول العالم اقتصاديا، وأصبحت الصين الشعبية عضوا في هيئة الأمم المتحدة ثم عضوا دائما في مجلس الأمن ومن الدول الخمس التي تملك حـق النقض (الفيتو)
حق النقض (الفيتو) هو حق تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيـا وبريطانيا وفرنسا والصين) في مجلس الأمن الدولي لتعطيل أي قرار حتى لو وافق عليه معظم أعضاء المجلس. |
في مجلس الأمن الدولي، وقد بدأ (ماوتسي تونغ) في أواخر حكمه بسياسة الانفتاح على الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية فانتهج سياسة السوق المفتوحـة واعتبر هـذا انقلابا على المبادئ الشيوعية فسبب توترا بينه وبين الاتحاد السوفيتي.
هل تعلم
إن الصين الشعبية قد أنتجت القنبلة النووية عام ١٩٦٤م ثم الهيدروجينية عام ١٩٦٧م وأطلقت أول قمر صناعي عام ١٩٧٠م، وتوصلت عام ١٩٨٤م مع بريطانيا إلى اتفاق لإعادة (هونغ كونغ) إلى الوطن الأم، وفعلاً عادت لحكم الصين عام ١٩٩٧م.