مقدمة
- القرآنُ الكريمُ كلامُ اللهِ تعالى.
- أنزَلَهُ على رَسولِهِ محمَّدٍ ﷺ هِدايةً للناسِ.
- وجَعلهُ معجِزَةً دائِمةً ودليلًا على صِدقِ رِسالتهِ.
- وقد تكفَّلَ اللهُ عزَّ وجلَّ بحفظِه، فقال: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
- ومن مظاهر حفظ القرآنِ الكريم اعتناءُ النَّبيّ ﷺ والمسلمين به؛ تلاوةً وكتابةً وحفظًا وتفسيرًا.
- وقد مرَّ ذلك بمراحلَ عدَّةٍ يمكنُ إيضاحُها في ما يأتي:
- في عهد النّبيّ ﷺ.
- في عهد الصحابة:
- في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- في عهد الخليفة عثمان بن عفَّان رضي الله عنه.
المرحلة الأولى: حفظُ القرآنِ الكريمِ وكتابَتُهُ في عهد النَّبيّ محمَّدٍ ﷺ
بدأ حفظ القرآن الكريم في عهد النَّبيّ ﷺ بطريقتين:
أولًا: حفظه في الصُّدور
- كان رَسولُ الله ﷺ أوَّل من حفظ القرآنَ الكريم غيبًا، وتكفَّل اللهُ تعالى له بذلك وأعانهُ على حفظهِ.
- ثُمَّ أخذ النَّبيّ ﷺ يُعلّمُ أصحابهُ رضي الله عنهم القرآن الكريم؛ فكانوا يتسابقونَ في أخذهِ عنهُ فَورَ نُزولهِ، ويحفظونَهُ غَيبًا، ويتلونهُ أمامهُ ﷺ ليَتَثَبَّتوا من حفظه، ويعملونَ به.
- وقد حَفِظهُ عددٌ كبيرٌ، منهم الخلفاء الرَّاشِدونَ، وزيدُ بنُ ثابتٍ، وعائشةُ بنتُ أبي بكرٍ، وحفصةُ بنتُ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنهم.
- وكانوا يتقرَّبونَ إلى اللهِ تعالى بتلاوته في النَّهارِ واللَّيلِ قَدرَ استطاعتِهم، ويُعَلِّمونَهُ لأهليهم ولغيرهم من الصَّحابةِ الكرام.
ثانيًا: كتابَتُهُ في السُّطور
- كلَّفَ الرَّسولُ ﷺ عددًا من الصَّحابةِ رضي الله عنهم ممَّن يُتقنونَ الكتابَةِ بكتابَةِ القرآن الكريمِ فورَ نُزولِهِ عليه.
- وسُمّيَ هؤلاءِ كُتَّابَ الوحيِ، وَمنهُمُ الخُلفاءُ الرَّاشدونَ، وزيدُ بنُ ثابتٍ، وأُبَيُّ بن كعبٍ رضي الله عنهم.
- وكانوا يَكتُبونَ الآياتِ الكريمَةَ والسٌّوَرَ القرآنيَّةَ بكُلّ دقَّةٍ وأمانَةٍ على ما تَيَسَّرَ لهُم من أدواتِ الكتابَةِ؛ كالرّقاعِ، وَالعُسُبِ، واللّخافِ.
- الرّقاعُ: قِطعٌ من الجلدِ.
- العُسُبُ: جَريدُ النَّخلِ، وهُوَ وَرَقُهُ.
- اللّخافُ: الحِجارَةُ الرَّقيقَةُ.
- وهكذا يتبيَّن لنا أنَّ النَّبيّ ﷺ لم يَنتَقِل إلى الرَّفيقِ الأعلى، إلَّا والقرآنُ الكريمُ محفوظٌ في صُدورِ عددٍ كبيرٍ من الصَّحابة رضي الله عنهم، ومكتوبٌ عندَ كثيرٍ منهم في الصُّحُفِ، ولكنَّ هذه الصُّحُفَ لم تكن مجموعةً في مصحفٍ واحدٍ.