ولدت المستشرقة زيغريد هونكه الألمانية عام 1913م.
درست علم أصول الأديان ومقارنتها والفلسفة وعلم النفس واللغة العربية.
كانت رسالتها في الدكتوراة ( أثر الأدب العربي في الآداب الأوروبية).
|
الاستشراقُ: اتجاهٌ وتخصّصٌ علميٌّ ظهرَ في الجامعاتِ الغربيةِ لدراسةِ الأُمَمِ الشرقيةِ، ولغاتِها، وتاريخِها، وحضارتِها، وعقائدِها الدينيةِ، ومُجمَلِ تراثِها. وقد أسهمَ المُستَشرِقونَ الغربيونَ في دراسةِ التراثِ العربيِّ الإسلاميِّ وتحقيقِهِ ونشرِهِ، وكانوا في دراساتِهِمْ منصفينَ أحيانًا، ومتحاملينَ أحيانًا أُخرى. |
المُستَشرِقُ:
هوَ العالِمُ الغربيُّ المتخصّصُ في دراسةِ أُمّةٍ من الأُمَمِ الشرقيةِ أو أكثرَ، والإلمامِ بِلُغَتِها وتاريخِها وحضارتِها وتراثِها القوميِّ، ويُطْلَقُ عليهِ مُسمّى "مُستَعرِبٌ" إذا كانَ متخصّصًا في الدراساتِ العربيةِ.
- أبرز مؤلفاتها:
1- شمس العرب تسطع على الغرب
صدرَ كتابُ "شمسُ العربِ تسطعُ على الغربِ" عامَ 1960م، وتُرْجِمَ إلى سبعَ عشرةَ لغةً.
وتذكرُ هونكه في هذا الكتابِ فضلَ العربِ على حضارةِ الغربِ، وبروزَ دورِهِمْ في تطويرِ صناعةِ الورقِ من الكتّانِ والقطنِ مستفيدينَ من التجرِبةِ الصينيةِ في هذا المجالِ، ودورَ الورقِ في نشرِ الكتابةِ والمؤلَّفاتِ.
وتبيّنُ دورَ العربِ في التجارةِ العالميةِ، وتبادلِ السِّلَعِ والنقودِ الذهبيةِ والفضيةِ العربيةِ التي أصبحَتِ العُملةَ الأساسيةَ لقرونٍ عديدةٍ في أنحاءِ العالمِ المُتحضِّرِ آنذاكَ.
وتذكرُ إسهامَ العربِ في علمِ الفَلَكِ، فَقَدْ وضعوا أسماءَ النجومِ والكواكبِ كلِّها عندَ ترجمتِهِمْ أعمالَ كبارِ الفَلَكيّينَ اليونانيينَ والبطالمةِ، وتقدّرُ هونكه إنشاءَ العربِ المراصدَ الفَلَكيةَ لرصدِ النجومِ والكواكبِ.
وتصفُ هونكه الطبيبَ الرازيَّ المُتَوَفّى عامَ 923م بأنَّهُ أحدُ أعظمِ أطبّاءِ الإنسانيةِ إبداعًا، وأنَّهُ خَلَّفَ تراثًا علميًّا كبيرًا، وترجماتٍ ومخطوطاتٍ تبحثُ في الفلسفةِ وعلومِ الدينِ والفيزياءِ والرياضياتِ.
وتُشيرُ هونكه إلى براعةِ العربِ والمسلمينَ في بناءِ المستشفياتِ، وإدارتِها، في الوقتِ الذي كانَتْ فيهِ أوروبا لا تعرفُها. وتذكرُ إنجازاتِ العربِ في علمِ الرياضياتِ، وانتقالَ الأرقامِ العربيةِ بما فيها الصفرُ إلى الغربِ، وإسهامَها في تطويرِ العلومِ والرياضياتِ والاقتصادِ فيهِ.
2- الإبل على بلاط قيصر
يتحدثُ هذا الكتابُ عن علاقةِ العربِ بالألمانِ، فقد كانَتْ تلكَ العلاقاتُ منذُ بداياتِها الأولى ذاتَ طبيعةٍ خاصةٍ، فهناكَ نوعٌ معيّنٌ من التعاطفِ يميّزُ تلكَ العلاقةَ إلى حدِّ أنَّها لَمْ تتحوّلْ إلى علاقةٍ عدائيةٍ حتى في أثناءِ الحروبِ الفرنجيةِ، بَلْ إنَّها كثيرًا ما كانَتْ تَتَّسِمُ بالوُدِّ، وتعودُ تلكَ العلاقةُ الخاصةُ إلى نوعِ التشابهِ في شخصيةِ كُلٍّ من الأمّتينِ العربيةِ والألمانيةِ وفلسفتِهِما في نظرِها، وهوَ موضوعٌ أثارَ اهتمامَ الباحثينَ منذُ وقتٍ بعيدٍ.
3- التوجه الأوروبي إلى العرب والاسلام
حاولَتِ زيغريد هونكه في هذا الكتابِ أن تبيّنَ حقيقةَ الإسلامِ بعيدًا عن التشويهِ الذي سيطرَ على الفكرِ الأوروبيِّ، ونظرتِهِ إلى العربِ والإسلامِ، ونشأَتْ لديهِ معتقداتٌ غَذَّتْها مناهجُ التعليمِ الأوروبيةُ في عقولِ الناشئةِ الأوروبيةِ، وشحنَتْ عقلَ الطالبِ الغربيِّ بكلِّ ما هوَ مُسيءٌ للإسلامِ، فقد أصبحَتِ المغالطاتُ مسلَّماتٍ، والافتراءاتُ وقائعَ، والأكاذيبُ حقائقَ لديهِمْ.
وقد نالَتْ هونكه عددًا من الأوسمةِ التكريميةِ؛ تقديرًا لجهودِها في الدفاعِ عن القضايا الإسلاميةِ، وكرّمَها الملكُ الحسينُ بنُ طلالٍ في إحدى زياراتِهِ لألمانيا عامَ 1964م.