التربية الإسلامية فصل أول

السادس

icon

تفسير وحفظ
قال الله تعالى:

"قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)"


أفهمُ المفرداتِ والتراكيبَ

  • أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي: أتاركٌ عبادةَ الأصنامِ؟!
  • لَأَرْجُمَنَّكَ: أرمِيَنَّكَ بالحِجارَةِ.
  • حَفِيًّا: كَريمًا لَطيفًا.
  • لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا: ثناءً وذِكرًا جميلًا.


تفسيرُ الآياتِ الكريمَةِ
بعد أن تحدَّثَتِ الآياتُ الكريمةُ السَّابقةُ عن دَعوةِ إبراهيمَ عليه السلام لأبيه بلطفٍ ورفقٍ، جاءت هذه الآياتُ تُبيّنُ عنادَ أبيهِ وموقفَ إبراهيمَ عليه السلام منهُ ومن قومِهِ.

 
1- عناد والدِ إبراهيم عليه السلام

أصرَّ والدُ إبراهيم عليه السلام على عناده واستكبارِهِ وشركِهِ بالله تعالى، ولم يلتفت إلى الحِجَجِ والأدلَّةِ التي ذكرها إبراهيمُ عليه السلام، بل قابل لُطفَ ابنهِ ورِفقَهُ بقسوةٍ، وهَدَّدهُ بالرَّجمِ إن لم يترُكِ الدَّعوةَ إلى عبادةِ اللهِ تعالى وتوحيدِهِ، وطَلَب منهُ أن يَهجُرَهُ ويبتَعِدَ عنهُ.

2- إحسانُ إبراهيمَ عليه السلام لأبيهِ وحُسنُ خِطابهِ لَهُ

قابل إبراهيمُ عليه السلام إساءةَ أبيهِ لهُ، وإصرارهُ على الشَّركِ هو وقومُهُ بالإحسانِ، وفي ما يأتي توضيحُ ذلكَ:

  • أنهى إبراهيمُ عليه السلام الحوارَ بالسَّلامِ على أبيه، وفارَقَهُ بالحسنى.
  • وَعَدَ أباهُ بأن يسألَ اللهَ تعالى أن يَغفِرَ لَهُ ويُوَفّقَهُ للتَّوبَةِ وَيَهدِيَهُ إلى الإيمانِ.
  • رَفَضَ إبراهيمُ عليه السلام ما عليه قَومُهُ من عبادَةِ الأصنامِ فهاجَرَ داعِيًا في سَبيلِ اللهِ تعالى.

3-نِعَمُ اللهِ تعالى على إبراهيمَ عليه السلام 
أنعَمَ اللهُ تعالى على إبراهيم عليه السلام بنعَمٍ كثيرَةٍ:

  • فوهبَ لهُ رَبُّهُ سبحانَهُ وتعالى إسحاقَ، وَوَهَبَ لإسحاقَ يعقوبَ، وجعل كُلًّا منهما نبيًّا.
  • ووهبهُم جميعًا من الخير الدُّنيويّ والأخرَويّ.
  • ورزقَهمُ الثَّناءَ الحسنَ والذّكرَ الجميلَ إلى يَومِ القيامَةِ.


بعد تَفسير الآياتِ الكريمةِ وتدبُّري لها أحرصُ في حياتي على أن:

1- أُقابل الإساءَةَ بالنُّصحِ والإرشادِ والموعِظةِ الحسنةِ.
2- من يهجر المعاصي مخافةً من الله يكرمه الله في الدنيا والآخرة.
3- أنصح من حولي بالتوبة عن المعصية.