الوحْدَة السّابعة
الحنينُ إلى الوَطَنِ
سينِيَّةُ أحمد شوقي
1- اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي اُذكُرا لِيَ الصِّبا وَأَيّامَ أُنسي
المفردات :
اختلاف : تعاقب وتتابع / اذكرا : يخاطب الشاعر صاحبيه على عادة القدامى / الصِّبا : عهد الحداثة وصغر السِّن / أنسي : سعادتي وفرحتي.
الشّرح :
إن مرور الأيام وتعاقب الليل والنهار يجعل الإنسان ينسى ما تقادم عهده من أحداث ، فأرجو منكما يا رفيقي أن تذكراني بأيام الصبا الجميلة ، وما كنت أشعر به من سعادة وسرور ، وأنا أمرح بأرض مصر الحبيبة .
** الأسلوب في (اذكرا لي عهد الصِّبا وأيام أنسي) إنشائي، أمر/ الغرض منه: الالتماس .
** ( الليل ، النهار ) ( ينسي ، اذكرا ) طباق يوضح المعنى ويبرزه .
2- وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
المفردات :
صفا : فعل أمر من ( وصف) / ملاوةً : فترة من الدّهر /صُوِّرَتْ: صِيْغَت و شُكِّلَت/ تَصَوُّراتٍ: تخيلات / مَسّ : جنون والمراد الشباب بنشاطه واندفاعه .
الشّرح :
و يطلب منهما أن يعيدا على مسامعه وصف هذه الفترة فترة الشباب الرائعة التي ما زالت بخيالاتها و صورها ماثلة أمام عينيه لا تريد أن تفارق خياله .
** صفا : أسلوب إنشائيّ / أمر، غرضه: الالتماس و التمنّي.
**(ملاوة) : لفظة تراثية وهذا يؤكد سعة اطلاع شوقي ودوره في إحياء بعض الكلمات ، و تنكيرها لتعظيم تلك الفترة (الشباب) .
3- عَصَفَت كالصَّبَا اللَّعوبِ وَمَرَّت سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ
المفردات :
عصفت : مرّت مسرعة / الصَّبا : ريح رقيقة تأتي من الشرق ، جذرها : (صبو)/ اللَّعوب : الرشيقة الحركة ، جمعها لعائب / سِنة : نُعاس، جذرها :(وسن)/ الخلس: الأخذ خفيةً واختلاساً ، عكسها : عياناً .
الشّرح :
لقد مضت سريعة كأنها النسيم الرقيق العابر ، أو كأنها لحظة نوم قصيرة أو لذة خاطفة مختلسة من الزّمن .
4- وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي
المفردات:
سلا : اسألا، والخطاب لصاحبيه / سلا : نسي / أسا : عالج وداوى /
المؤسي : المعالج ، وهي اسم فاعل فعله أسا .
الشّرح :
وأرجو منكما يا صديقيّ أن تسألا مصر الحبيبة الغالية ، هل نسيها الفؤاد أو غابت صورتها لحظة عن الوجدان ، أو تمكن الزمان من علاج ذلك القلب الذي جدّ به الشوق إليها ، فاندمل الجرح وشفي ذلك القلب ؟
** في قوله : ( هل سلا القلب عنها ): أسلوب إنشائي، استفهام، الغرض منه: النفي.
5- كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ رَقَّ وَالعَهدُ في اللَّيالي تُقَسّي
المفردات:
رقّ : المراد زاد حنينه ،عكسها : قسا/ العهد : المعروف/ تقسّي: تذهب الرحمة.
الشّرح :
من المعروف أنه كلما مرت الليالي على الإنسان في الغربة فإنها تجعل القلب قاسيًا و تنسيه أحبابه ، إلا أن تتابع الأيام في الغربة يزيده شوقاً وحباً و حنيناً لمصر.
6- مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت أَوَّلَ اللَّيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ
المفردات:
مستطار: مفزوع ومذعور كأنّه سيطيرُ من شوقه . / البواخر : السّفن ،مفردها : باخرة / رنت: صفرت / عوت : صاحت.
الشّرح :
و كلما سمع صوت البواخر عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها منه فإن قلبه يخفق و يضطرب يكاد أن يطير من بين جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن .
7- راهِبٌ في الضُّلوعِ لِلسُّفنِ فَطْنُ كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ
المفردات:
راهب : مقيم / فطن : مدرك / ثرن: تحركت السّفن للرحيل / شاعهنّ : ودعهنّ عكسها : استقبلهنّ / نقس : ضرب النّاقوس .
الشّرح :
و لقد تحول قلب الشاعر إلى قلب راهب في محرابه ، ولكنه مدرك لحركات السفن التي تفرغ لمراقبتها ؛ فهي الوسيلة التي ستصل به إلى الوطن الغالي.
8- يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ ما لَهُ مولَعًا بِمَنعٍ وَحَبسِ
المفردات:
اليمّ: البحر / ما أبوك: أي البحر-/ بخيل جمعها: بُخَلاء / ماله: عجباً له/
مُولعًا: مغرماً ، مُتعلّقاً / بمنع وحبس : حرمان.
الشّرح :
يخاطب شوقي السفينة مستدراً عطفها قائلاً لها : إنّ أباك البحر مشهور عنه الكرم ، فَلِمَ يبخل عليّ و يبقيني حبيساً في إسبانيا ويمنعني من العودة إلى الوطن!
** ( يا بنة اليم ) :أسلوب إنشائي / نداء، غرضه : التمنّي و الاستعطاف .
** الصّورة الفنّيّة : شبّه السّفينة بإنسان يُنَادَى عليه .
** (ماله مولعاً بمنع وحبس؟) : أسلوب إنشائي / استفهام /غرضه : التّعجّب.
9- أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَّو حُ حَلالٌ لِلطَّيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
المفردات:
الدَّوح: الشّجر العظيم ممتدّ الفروع المتشابك الأغصان ومفردها ( دوحة ) ويقصد الوطن / بلابله: جمع ( بلبل ) ويقصد بالبلابل ( المصريين ) /
الطَّير : يقصد به المستعمرين .
الشّرح :
ومما يدعو إلى العجب أن يحرمنا الاستعمار الإقامة بأرضنا ، والتمتّع بخيراتها ، ويحتلها هو ومن جاء معه من جنود الغرب ، وكأننا بلابل حرمت من أشجارها التي تربت ونشأت فيها ، ولتتمتع بها طيور غريبة مختلفة الأنواع والأجناس .
** ( أحرام على بلابله الدوح ) أسلوب إنشائي، استفهام/ الغرض منه: الإنكار ، والبيت يجري مجرى المثل .
** ( حرام ، حلال ) طباق .
10- كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
المفردات:
خبيث : فاسد / المذاهب: أفكار المستعمرين / رِجس: قبيح .
الشّرح :
يصل بنا الشّاعر إلى حكمة مفادها : " أن أهل الدار أحق بها " ، وكلّ وطن أحقّ بأبنائه ، و لا ينكر هذا الحقّ إلا أصحاب الآراء الفاسدة المستعمرون الذين استحلوا ديار وخيرات أوطان المستضعفين وقاموا بنفي من يعارضهم من أهلها.
11- نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ بِهِما في الدُّموعِ سِيري وَأَرسِي
المفردات:
مِرجَل: القِدْرُ مِنَ الحجارةِ والنّحاسِ / شراع : قلع / سِيري: انطلقي/
أرسِي: قِفي .
الشّرح :
يستعطف الشاعر السفينة (رمز العودة) أن تحمله إلى مصر، ويتعهد لها بأن يقدم لها كل متطلبات الرحلة؛ فأنفاسه الملتهبة شوقاً وقودها، وقلبه الخافق بحب الوطن شراعها، ودموعه الغزيرة الملتاعة بحر تسير فيه.
12- وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنَّارَ وَمَجرا كِ يَدَ الثَّغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ
المفردات:
وجهك : اتجاهك / الفَنّار : البرجُ الذي يقع بالقرب من الشّاطئ، يريد منارة الإسكندريّة / يد الثّغر: شاطئ الإسكندريّة.
الشّرح :
حين تبحرين فولّي وجهك شطر (تجاه) الإسكندرية، و أرسي بين الرمل والمكس؛ حيث كنت أعيش سعيدًا في وطني.
** حرص الشاعر على ذكر (الفنار – رمل – مكس – الثغر) ؛ لأن هذه الأماكن مرتبطة بذكرياته الجميلة حيث كان يقضي شهور الصيف هناك تنزهاً واستمتاعاً على هذا.
13- وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
المفردات:
الخُلد : الجنّة والبقاء / نازعتني إليه : غالبتني وخاصمتني .
الشّرح :
إنّ حبّك يا وطني الحبيب لا يدانيه حبّ، وهو فوق كل حبّ ، فلو بعدت عنك – حتى ولو كانت إقامتي في جنّة الخلد – فإن نفسي ستشتاق إليك ، وتتمنّى أن تعود لتقيم في ربوعك ، وبين أحضانك .
14- وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ ظَمَأٌ لِلسَّوادِ مِن عَينِ شَمسِ
المفردات:
هفا بالفؤاد : حرك القلب أو أسرع / السّلسبيل : الماء العذب / ظمأ : عطش والمراد شوق / السّواد : ما حول البلدة من القُرى ، والمقصود بها ضواحي عين شمس وفيها منزل الشّاعر .
الشّرح :
لذلك فإنّ قلبي مشتاق لأن يروي ظمأه الشّديد إلى مصر و ضواحيها الجميلة برؤية أهلها و لقاء الأهل في منطقة عين شمس التي عشت فيها فترة من الزّمن .
15- شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي
المفردات:
شهد الله: علم / شخصه : ذاته / ساعةً : لحظةً/ لم يخل: لم يفرغ/
حِسي : إدراكي .
الشّرح :
و يعلم الله أن صورة وطني لم تغب عن عيوني لحظة وأن حبه لم يفارق روحي رغم بعدي عنه فصورته أمام عينيّ وفي قلبي على الدوام .
16- وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ
المفردات:
وعظ : نصح / إيوان كسرى : قصر كسرى / شفتني : وعظتني .
الشّرح :
لقد التمس البحتري العبرة والعظة في إيوان كسرى، وأنا مثله وعظتني قصور الأندلس التي أقامها العرب المسلمين من القدم.
** ( وعظ ، شفتني ) ترادف يؤكد المعنى ويوضحه.
الصورة الفنّيّة : شبّه الإيوان بالواعظ الناصح .
( من عبد شمس ) كناية عن قدم مجد العرب بالأندلس.
17- لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ لَمَسَتْ فيهِ عِبرَةَ الدَّهرِ خَمْسي
المفردات:
يَرُعني ( روع ) : يفزعني / ثرى : التراب النّدي / قرطبيّ : نسبة إلى قرطبة ، لمستْ : أحسست وشعرت / عِبرة : جمعها ( عِبرات) وهي العِظة .
الشّرح :
لم يفزعني فيما رأيت بقرطبة سوى الحال الذي كانت عليه والواضح من خلال القصور والحدائق والبساتين وما آل إليه العرب فيها مما أكسبني العظات الكثيرة .
18- فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن فيـ ـها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعْسِ
المفردات:
تجلّت : ظهرت / قُعْس : ثابت .
الشّرح :
ثم ظهرت له قصور بني أُميّة والتي تُظهر أمجاد العرب والمسلمين وعزّهم في آثار منازلهم الثابتة .
19- سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجْسِ
المفردات:
كرًى : النّوم / هَجْس : كلُّ ما وقع في خَلَد الإنسان .
الشّرح :
وبعد لحظات من النّعاس والشعور مع خيالاتهم بأمان ، صحا قلبي من التّيه ، وكلّ ما كان يدور في بالي من ذكريات مجد أجدادنا .
20- وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ
المفردات:
أنيس : المُؤانِسُ، وكلُّ ما يُؤْنَسُ به/ وما بالدار أَنيسٌ: أي أحد / مُحِس : من يحسّ بالحياة .
الشّرح: يتحسر الشاعر على مجد العرب الذي اندثر، فيرى قصر الحمراء لم يعد به إنسان ، ولا يستشعر لأصحابه حياة فيه .
** ( الدار ) كناية عن قصر الحمراء ديار المسلمين .
21- رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ
المفردات:
مُشِتّ: اسم فاعل مِن ( أشَتَّ ) ، وأَشَتّ القوم : فرَّقهم .
الشّرح : هناك من يبني رغم من يهدم ويجمع رغم من يفرّق القوم ويُحسن رغم مَن لا يستحق .
22- إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَتى لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبْسِ
المفردات: جِبْس : جَبان .
الشّرح : قيادة الأمم لا تكون لجبان ، وإنّما لصاحب الهمّة .
23- وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَّأَسّي
المفردات:
فاتك ( فوت) : الفوات والترك عن جهل / التفات : الإكثار من التلفت /
التَّأسّي (أسي) : التجمّل والتصبّر .
الشّرح :
فإذا فات الإنسان عن جهل أن يعود ويتأمل ماضيه فلن يجد ما يعينه على التجمل والتصبر على ما يصيبه .
أَتَعَرَّفُ شاعرَ القصيدةِ
أحمد شوقي ( 1868 – 1932 )
شاعر مصريّ ، من أبرز الشّعراء العرب في العصر الحديث. وُلِدَ في حيٍّ شعبيٍّ بالقاهرة، وتوفّيَ في قصره على شاطئ النّيل .
أرسله الخديويّ توفيق إلى فرنسا؛ ليدرس القانون والآداب. وعاد بعد ثلاث سنواتٍ، وعمل في القصر .
نُفيَ عن وطنه إلى إسبانيا ( برشلونة ) مع إعلان الحرب العالميّة الأولى ، وظلّ في المنفى حتّى عام ( 1919 ).
من إنتاجه الأدبيّ :
1- ديوان " الشّوقيات " .
2- سبع مسرحيّات شعريّة ، منها " علي بك الكبير " ،
و " مصرع كليوباترا " ، و " مجنون ليلى " .
3- كتاب نثريّ مسجوع " أسواق الذّهب " ، يتضمّن الخواطر والأفكار والتّأمّلات .
اشتهر بشعر المناسبات الاجتماعيّة والوطنيّة ، وبالشّعر الدّينيّ مثل : " نَهْجُ البُردة " ، و " الهمزيّة النّبويّة " و " سَلوا قلبي " .
أتعرَّفُ جوَّ النّصِّ
نظم شوقي هذه القصيدة في منفاه بإسبانيا ( الأندلس قديمًا ) ، معبِّرًا عن شعوره بالغربة والحنين إلى بلده مصر ، وقد أثارت زيارة مسجد قرطبة عاطفته، فتداعت له قرطبة الأمس، وأمجادُ الأندلس ، وتذكّر الخليفة عبد الرّحمن النّاصر ، الذي كان يشهد صلاة الجمعة في مسجد قرطبة ، وينزاح الماضي أمام عينيه لصورة الحاضر ( إسبانيا ) ، فيُدرك أنَّ ما رآه من قبل لم يكن غير سِنةً من كرًى .
وكان شوقي يعيش في ضاحية " فلفدريرا " فوق رابية مرتفعة كثيرًا ، تُشرفُ على البحر الأبيض المتوسط ، فكان يرى السّفن تستقبل ميناء برشلونة وتودّعه ، ويسمع صفيرها الحادّ ليل نهار ؛ فنظم هذه القصيدة مُتمثِّلًا سينيّة البُحتريّ :
صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبْسِ
نُشِرت هذه القصيدة بمجلّة الحديقة ( 1922 م) ، تحت عُنوان ( مِنْ مِصْرَ إلى الأندلس ) ، وتُسمّى بالسّينيّة نسبة إلى حرف رويِّها، وهو ( السّينُ) ، وهو آخر حرف صحيح في البيت تُبنى عليه القصيدة .
===============================================================================
أبني لُغتي
(1) الممنوع من الصّرْف
1- الممنوع من الصَّرْف : اسمٌ مُعرَب ، لا ينوّن في حالتي الرّفع والنّصب ،ويجرّ بالفتحة عوضًا عن الكسرة .
2- إعراب الممنوع من الصّرف : يُرفع وعلامة رفعه الضّمة ، ويُنصب وعلامة نصبه الفتحة، ويُجرّ وعلامة جرِّه الفتحة عِوضًا عن الكسرة.
مثال: جاء إبراهيمُ / رأيتُ إبراهيمَ / سلّمتُ على إبراهيمَ.
الأسماء الممنوعة من الصَّرْف
الأعلام الممنوعة من الصّرف :
- العَلَم المُؤنث ، سواء كان العلم مؤنثًا تأنيثًا معنويًّا ولفظيًّا :خديجة وصفية وفاطمة و نجوى و غيداء.
- أو كان علمًا مؤنثًا تأنيثًا لفظيًّا ( اسم يدل على مذكر ، وينتهي بعلامة تأنيث) ، مثل : طلحة ومعاوية وعنترة.
- العَلَم المؤنث تأنيثًا معنويًّا ( اسم يدل على مؤنث ، ويخلو من علامة التّأنيث) ، بشرط يكون زائدًا عن ثلاثة أحرف، مثل: زينب، مريم، سعاد.
- العَلَم الأعجميّ (أي الاسم الذي دخل إلى اللغة العربية من لغة أخرى ، لذلك ليس له جذر في اللغة العربيّة)، بشرط أن يكون زائدًا عن ثلاثة أحرف، مثل: إبراهيم، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، آدم .
- العَلَم المركّب تركيبًا مزجيًّا، عرَّفه سيبويه بقوله: "هذا باب الشيئين اللَّذين ضُمَّ أحدهما إلى الآخر فجُعِلا بمنزلة اسم واحد"، مثل: حضرموت، بعلبك، بيت راس ، طولكرم .
- العَلَم المختوم بألف ونون زائدتين: إن كانت الألف والنون حرفين أصليين فإن العلم يكون مصروفًا، ويستدلُّ النُّحاة على زيادة الألف والنون بأن يتقدمها ثلاثة أحرف أصلية أو أكثر، مثل: سلمان، عمران، عثمان.
- العَلَم ( ما جاء على وزن فُعَل ) مثل : عُمَر ، زُحَل ، مُضَر .
- العَلَم على وزن الفعل ، مثل: أحمد، يزيد ، تغلب.
فلا نقول مررت بيزيدٍ، بل مررت بيزيدَ، لأنه ممنوع من الصرف ؛ لأنّه علم على وزن الفعل .
الصّفات الممنوعة من الصّرف :
- الصّفة المختومة بألف ونون زائدتين : ( تكون على وزن فَعْلان ، وصفة المؤنّث منها على وزن فَعْلى )، مثل: عَطْشان ومؤنثها عَطْشى، غَضْبان ومؤنثها غَضْبى، جَوْعان ومؤنثها جَوْعى.
ومثلها الأسماء المختومة بألف التأنيث المقصورة مثل: سلمى، وحبلى، ومرضى ، وصُغرى .
- الصّفة التي على وزن الفعل ( أفْعَل ومؤنثها فَعْلاء)، مثل: أعرج / عرجاء ، أخضر / خضراء .
ومثلها الأسماء المنتهية بألف التأنيث الممدودة، مثل: علماء، وشعراء، وأصدقاء ، أطِبّاء . ( بشرط أن يكون نكرة )
الجموع :
- صيغة منتهى الجموع : كلّ جمع تكسير جاء بعد ألفِه حرفان أو ثلاثة أحرف أوسطها ساكن
( بشرط أن يكون نكرة ) .
على وزن (مفاعِل ومفاعيل، وفواعل وفواعيل)
مثل : مدارس / مصابيح / مفاتيح / أقاليم .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
صرف الممنوع مِنَ الصّرف
يُصرف الاسم الممنوع من الصّرْف ؛ فيُجرُّ ، وتكون علامة جرِّه الكسرة :
- إذا كان مضافًا لاسم بعده أو ضمير مثل :
نظرتُ إلى مساجدِ المدينةِ
كلمة ( مساجدِ ) جاءت مصروفة وجُرّت وعلامة جرّها الكسرة ؛ لأنها أضيفت إلى كلمة بعدها وهي ( المدينة ).
- أو جاءت معرّفة بـ ( أل ) التّعريف .
مثل : فرحتُ بالوردةِ الحمراءِ .
كلمة ( الحمراءِ) جاءت مصروفة وجُرّت وعلامة جرّها الكسرة ؛ لأنها جاءت معرّفة بـ ( أل التعريف ) .
=================================================================================
(2) نوعا التّشبيه : المُؤكَّدُ المُفصَّلُ والمُؤكَّد المُجمَل ( البليغ ) .
التشبيه : هو عقد مقارنة بين طرفين أو شيئين يشتركان في صفة واحدة ويزيد أحدهما على الآخر في هذه الصفة، باستخدام أداة للتشبيه.
مثال: الرجل كالأسد في قوّته. تحليل الجملة:
- الرجل : مشبّه .
- الأسد: هو المشبّه به .
- قوّته : وجه الشبه ،( الصفة المشتركة بين الرجل والأسد ) .
- ك: أداة التشبيه.
إذن أركان التشبيه :
- المشبّه.
- المشبّه به.
- أداة التشبيه.
- وجه الشبه.
بناء على هذه الأركان فإنّ المشبّه والمشبّه به ركنان أساسيان لا يُمكن حذفهما ، أمّا أداة التشبيه و وجه الشبه فإنهما يُمكن حذف أي منهما أو كليهما .
مثل : الجوادُ برقٌ خاطفٌ في السرعة.
ألاحظُ في الجملة السابقة ذُكر المشبه : الجواد ، والمشبه به : برق خاطف ، وجه الشبه : السرعة .
أداة التشبيه: حُذفت .
إذن إذا ذُكر وجه الشبه في الجملة وحُذفت الأداة ، يكون نوع التّشبيه : ( المُؤكد المفصّل ) .
- الإحسانُ شمسٌ مُشرقةٌ .
الإحسان : مشبّه / شمس : مشبّه به .
** ألاحظُ حذف أداة التّشبيه و وجه الشبه من الجملة السابقة .
إذن إذا حُذف وجه الشبه في الجملة وحُذفت الأداة ، يكون نوع التّشبيه : ( المُؤكد المُجمل ( البليغ ) ).
أستنتجُ
بالنّظر إلى الأركان التي يتألف منها التشبيه يمكن أن يكون لدينا أنواع للتشبيه:
1- التّشبيه المُؤكَّد المُفصَّل :هو ما حُذفت منه أداة التشبيه و ذُكر وجه الشبه .
مثل: الرجل أسد في الشجاعة.
2- التّشبيه المُجمل (البليغ) :هو التّشبيه الذي حذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه. مثل : الرجل أسدٌ.