مقدمة
جعل الإسلام للعلم والعمل به مكانة عظيمة، سواء أكان علمًا دينيًا أم علمًا دنيويًا.
من مظاهر اهتمام الإسلام بالعلم:
- أول آيات أنزلت على النبي ﷺ من القرآن الكريم تحث على العلم، قال الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)).
- جعل الإسلام طلب العلم فريضة، قال النبي ﷺ: (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ). ولفظ مسلم يشمل الذكور والإناث. كما دعا الإسلام إلى الجد في تحصيل العلم من خلال القراءة الواعية والبحث العلمي المبني على قواعد وأصول صحيحة.
- حث الإسلام على التفكّر والتدبّر في الكون وما فيه من مخلوقات، قال الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). وجعل الإسلام هذا التفكر:
- طريقا موصلا إلى توحيد الله تعالى.
- وطريقا لعمارة الأرض وفق المنهج الرباني الحكيم.
- حث الإسلام على تعلم العلوم الدينية والدنيوية النافعة (العلوم التجريبية).
- جعل ذلك سببًا في تقديم الخير للمجتمع والبشرية جمعاء.
- رتّب على ذلك الأجر العظيم للمسلم في دنياه وبعد مماته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ).
- رفع الإسلام مكانة العلماء، قال الله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) .
- جعل الإسلام لطلبة العلم أجرا عظيما، قال رسول الله ﷺ : (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ).
محاربة الإسلام للخرافة والأوهام والأساطير:
- عدّ الإسلام العلم الطريق الرئيس للوصول إلى الحقّ.
- كما جعله طريق الوصول إلى توحيد الله تعالى، قال الله تعالى : (فاعلم انه لا اله الا الله) .
- عاب الله تعالى على المقلِّدين لآبائهم في عباداتهم من دون علم وبيّنة، قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ).
- حارب الإسلام الخرافات والأوهام والأساطير التي تسيطر على العقول فتصرفها عن الحق إلى الباطل.
- نهى الإسلام عن التنجيم والعرافة التي يدّعي أصحابها معرفة الغيب، وبين الله تعالى أن الغيب لا يعلمه إلا هو سبحانه، قال الله تعالى: (قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ).