التعلُّم القبليّ
وجَّه الإسلامُ الإنسانَ إلى استثمار أوقاته بما يُحقِّق له الخير في الدنيا والآخرة.
وأرشده إلى التخطيط السليم، وبذل الجهد، واستخدام الموارد المتوافرة، واغتنام الفرص لتحقيق أهدافه.
ودعاه أن يكون متزنًا في أفكاره وعواطفه وسلوكه؛ لكي يتمكن من اتخاذ أفضل القرارات التي تُحقِّقُ مصالحه، وتُكسِبه رضا الله تعالى.
أفكر
ماذا أفعلُ إذا لم يُسعفْنِيَ الوقتُ لتحقيق أهدافي الكثيرة؟
← (الإجابة: أرتب أولوياتي لتحقيق الأهداف الأكثر أهمية أولًا).
الفهم والتحليل
جاء الإسلامُ مراعيًا مصالحَ الناس، ومؤكِّدًا ضرورة تنظيم أولويّاتهم؛ لكي يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، وإنجاز الأعمال والواجبات المَنُوطَةِ بهم في الأوقات المحدَّدة.
أولا: مفهوم فقه الأولويّات وأهميته
فقه الأولويات: هو ترتيب تنفيذ الأهداف والأعمال تبعًا لاعتباراتٍ تتعلق بالأهمية، والنتيجة، والقدرة، والحاجة، والوقت.
تتجلى أهمية فقه الأولويّات في مساعدة الإنسان على تحقيق أهدافه وغاياته، وإدارة شؤون حياته بصورةٍ صحيحة، ما يُمكِّنه من:
أ- تجاوز العقبات والمشكلات.
ب- واستثمار الوقت.
ج- واغتنام الفرص في العمل المُنتِج.
د- والإسهام في خدمة دِيْنِه وبناء مجتمعه.
* وهذا يؤدي إلى وضْعِ كلِّ شيءٍ في مرتبته، فلا يُؤخَّر ما حقُّه التقديم، ولا يُقدَّمُ ما حقُّه التأخير، وقد أرشدَنَا رسول الله ﷺ إلى ذلك؛ إذ قال: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» (سَقَمِكَ: مَرَضِك).
أتأمل وأستخرج
أتأمل قولَ النبي ﷺ: «فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»، ثم أستخرج منه ما لا يقع ضمن فقه الأولويّات.
← (الإجابة: ما نهى عنه سيدُنا رسول الله ﷺ).
ثانيا: مشروعية فقه الأولويّات
ثبتت مشروعية مراعاة الأولويات في نصوصٍ عديدةٍ من القرآن الكريم والسنّة النبوية. ومن ذلك:
أ. قولُ الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ} [التوبة: 19]. فالآية الكريمة قدَّمت الإيمان بالله واليوم الآخِر والجهاد في سبيل الله على سِقَاية الحاجّ وعِمَارةِ المسجد الحرام.
ب. قولُ اللهِ تعالى: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108]. فالله سبحانه نهى عن سَبِّ آلهةِ المشركين بالرَّغم ممّا في ذلك من مصلحةِ تنفير الناسِ منها؛ لكيلا يَسبَّ المشركون اللهَ تعالى، وفي ذلك مفسدةٌ عظيمة.
ج. قولُ عبدِالله بن أُبيّ بن سلول في غزوة بني المصطلق: "واللهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إلى المدينةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ"، وما تلا ذلك من تأهُّبِ سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لِقَتْلِه، وقولِ النبي ﷺ لِعُمر: «دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ». فقد كَفَّ سيدُنا رسولُ الله ﷺ عن قَتْلِه بالرغم مما في ذلك من مصلحة ردْع المنافقين، درءًا لمفسدة إشاعة المنافقين أنّ النبي ﷺ يقتلُ أصحابَه.
الدليل الشرعي | ما حقُّه التقديم | ما حقُّه التأخير |
{أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ}. | الإيمان بالله واليوم الآخِر والجهاد في سبيل الله. | سِقَاية الحاجّ وعِمَارةِ المسجد الحرام. |
{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}. | أن لا يَسبَّ المشركون اللهَ تعالى، وفي ذلك مفسدةٌ عظيمة. | النهي عن سَبِّ آلهةِ المشركين بالرَّغم ممّا في ذلك من مصلحةِ تنفير الناسِ منها. |
قولُ عبدِالله بن أُبيّ بن سلول في غزوة بني المصطلق: "واللهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إلى المدينةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ"، وما تلا ذلك من تأهُّبِ سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لِقَتْلِه، وقولِ النبي ﷺ لِعُمر: «دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ». | درءُ مفسدةِ إشاعة المنافقين أنّ النبي ﷺ يقتلُ أصحابَه. | كَفُّ سيدُنا رسولُ الله ﷺ عن قَتْلِ المنافق بالرغم مما في ذلك من مصلحة ردْع المنافقين. |
أتدبَّر وأستنبط
أتدبر قول الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24] (كَسَادَهَا: عَدَمَ رَوَاجِها)، ثم أستنبط ما حذّرت منه الآية الكريمة.
← (الإجابة: حذرت من عدم مراعاة الأولويات؛ وذلك بتقديم حب الحياة الدنيا ومتاعها على حب الله تعالى وسوله ﷺ والجهاد).
ثالثا: ضوابط تحديد الأولويّات في الإسلام
توجد ضوابط عدّة تحكم ترتيب الأولويّات لأيِّ هدفٍ أو عمل، وتختلف هذه الضوابط من شخصٍ إلى آخر، ومن أبرزها:
أ. ترتيب الأعمال بحسب الأهمية:
تتفاوت الأعمال فيما بينها من حيث الأهمية، ويراعى تقديم الأهمِّ منها عند أدائها، ومن الأمثلة على ذلك:
الرقم | المثال | تطبيقاته |
1 | تقديم تعلُّمِ الإيمان وفهمِ أركانه على ما سواه من الأعمال والأحكام. | عن جُنْدب بن عبدالله رضي الله عنه قال: "كُنَّا مع النبي ﷺ ونحنُ فتيانٌ حَزَاوِرَة (أي: فتيانٌ قاربوا البلوغَ)، فَتَعَلَّمْنَا الإيمانَ قبل أن نتعلَّم القرآنَ، ثم تَعَلَّمْنا القرآنَ، فازْدَدْنَا به إيمانًا" |
2 | تقديم الفرائض على النوافل |
تُقدَّم الزكاةُ على الصدقةِ، وتُقدَّم صلاةٌ العشاءِ على صلاةِ التراويح. |
3 | تقديم النهي عن الحرام على النهي عن المكروه، وتقديمُ التحذير من الكبائر على التحذير من الصغائر | تحذير الناس من شتم الذات الإلهية (وهو من الكبائر) أولى من تحذيرهم من بيْعِ المسلمِ على بَيْعِ أخيه، أو خِطْبَتِه على خِطْبَة أخيه. |
أتدبر وأفكر
أتدبر قول اللهِ تعالى: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، ثم أفكِّر في السبب الذي دعا لقمان إلى أن تكون أُوْلى وصاياه لابنه هو ترك الشرك.
← (الإجابة: لأن تعلُّم الإيمان وفهم أركانه مقدَّمٌ على سواه من الأعمال والأحكام).
ب. ترتيب الأعمال بحسب الحاجة:
راعى الإسلامُ أحوالَ الإنسان، ووجَّهه إلى إعادة تنظيم أولويّاته في العمل بحسب الحاجة المُلِحَّة التي تؤثر في غيرها. قال تعالى: {وما جَعَلَ عليكم في الدِّيْنِ من حَرَجٍ} [الحج: 78]. ومن الأمثلة على ذلك:
الرقم | المثال | الدليل | التطبيق | الحكمة من مراعاة الأولوية |
1 | تقديم الطعام على الصلاة في أوّل وقتها | قال رسول الله ﷺ: «إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤوا بِالْعَشَاءِ». | فالمصلي يُقدِّم تناول الطعامِ على الصلاة إذا خَشِيَ على نفسِه عدمَ الخشوع. | |
2 | تقديم إفطار المسافر أو المريض في رمضان على الصيام إذا شَقَّ عليهما | قال تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]. | رُوي أنّ النبي ﷺ كان مع أصحابه الكرام رضي الله عنهم في سفرٍ، فصام بعضُهم وأَفْطَرَ آخرون، فقام المُفطِرون ونَصَبُوا الخيامَ وعَلَفُوا الدَّوابَّ وخدموا الصائمين، فقال ﷺ: «ذَهَب المُفطِرُون اليومَ بالأجْرِ». | ذلك أنّ المُفطِرِين عَمَّ نفعُهم غيرَهم، أما الصائمون فقد اقتصر نفعُهم على أنفسِهم. |
3 | تقديم إطعام الفقير المحتاج على الإنفاق على بعض الأمور الكَمَاليّة. |
ج. ترتيب الأعمال بحسب القدرة:
أرشد الإسلام الإنسانَ إلى ترتيب أولويّاته في العمل تبعًا لقدرته واستطاعته. ومن الأمثلة على ذلك:
الرقم | المثال | الحكمة | الدليل | التطبيق |
1 | تقديم العمل اليسير المستمرّ على العمل الشاقّ الذي يؤدي إلى الانقطاع | فقد نهى النبي ﷺ عن أداء الأعمال الشاقّة التي تُرهِق الإنسان فينقطع عن متابعتها، وحثَّ على القيام بما يُطِيْقُه الإنسانُ من أعمالٍ يُمكِنه المداومةُ عليها. | قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا» (يُشَادَّ الدِّينَ: يتعمَّق في الدين ويتشدَّد فيه). | |
2 | تقديم العمل الدائم على العمل المنقطع | قال رسول الله ﷺ: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا، وَإِنْ قَلَّ». | قيامُ جزءٍ من الليل يوميًّا مُقدَّمٌ على قيام الليل كلِّه مرّةً كلَّ حِيْن. | |
3 | تقديم الكَيْفِ على الكَمِّ |
صلاةُ ركعتين بتأَنٍّ وخشوعٍ مقدَّمةٌ على صلاة أربع ركعات من غير خشوع. وقراءةُ جزءٍ من القرآن الكريم بتدبُّرٍ وخشوعٍ مقدَّمةٌ على قراءة أربعة أجزاء من غير تدبُّرٍ وخشوع. |
أبيِّن
أبيِّن كيف أُنظِّم أعمالي اليوميّة أيّامَ الامتحانات للتوفيق بين الدراسة وواجباتي المختلفة.
← (الإجابة: باستغلال الوقت وحُسن إدارته، ومن ثم الدراسة والمذاكرة كما يتطلب الأمر، وتقديم الأكثر أهمية على غيره، والتحلي بالإرادة والتصميم، والتقليل قدر الإمكان من مضيّعات الوقت).
د. ترتيب الأعمال بحسب النتيجة:
التوضيح | المثال | الدليل |
ينبغي عند ترتيب الأولويات مراعاة تقديم الأعمال التي تعود بالنفع العميم على الناس، فما عَمَّ نفْعُه من أعمالٍ يُقدَّم على ما اقْتَصَرَ نفْعُه على فاعِلِه. | تقديم تعلُّم العلم وتعليمه للناس على أداء نوافل العبادات. | قال رسول الله ﷺ: "فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ". |
أستنتج
متى تكون الصَّدَقَةُ بالجهْرِ أولى من الصَّدَقَة بالسِّرِّ؟
← (الإجابة: إذا كانت النتيجة من إظهار الصدقة اقتداء الناس بفاعلها).
هـ- ترتيب الأعمال بحسب الوقت:
يعتمد أداءُ كثيرٍ من الأعمال على الوقت؛ لذا ينبغي للإنسان تنظيم أولويّاته وفقًا للوقت المحدَّد لها. ومن الأمثلة على ذلك:
الرقم | المثال | تطبيقاته | الدليل |
1 | تقديم الأعمال المُستعجَلة على غيرها. |
- صلاة الجمعة مقدَّمةٌ على زيارة الوالدين أثناء خُطبة الجمعة وأداء الصلاة. - تناولُ طعام السَّحورِ قبل أذان الفجر بقليلٍ مُقدَّمٌ على قيام الليل. - الدراسة لامتحانٍ مُحدَّدٍ في وقتٍ قريبٍ مُقدَّمةٌ على دراسة الامتحان المتأخِّرِ وقتُه. |
|
2 | تقديم الأعمال التي لها أوقاتٌ مستحبَّةٌ على غيرها. | أداءُ الصلاةِ في بداية وقتِها مُقدَّمٌ على قراءة القرآن الكريم أو الانشغال بالزيارات. | سُئل النبي ﷺ: أيُّ العملِ أَحَبُّ إلى الله؟ قال: "الصلاةُ على وقتِها". |
أحدِّد وأرتِّب
أعيد ترتيب الأعمال الآتية، مراعيًا الأولوية في ذلك:
العمل | الصلاة على وقتِها | الدراسةُ لامتحان يومِ غدٍ | قيامُ الليلِ | مساعدة الوالدين | المشاركةُ في عملٍ تطوّعيٍّ اليومَ |
الأولوية | 1 | 2 | 5 | 3 | 4 |
صُورٌ مشرقة
وردت في السنّة النبوية نماذجُ وشواهد كثيرة تُبيِّن للناس كيف يُمكِنهم تنظيم الأولويّات في الحياة. ومن ذلك:
الرمز | النموذج | الأولوية |
أ. | عندما أَصَرَّ سُهَيلُ بنُ عمرٍو على كتابة وثيقة صُلح الحديبية بأن لا تبدأ الوثيقة بالبسملة، بل تبدأ بما كانوا يعرفونه (باسمِكَ اللهمَّ)، وكذلك عندما رَفَض أن يُكتَب: (هذا ما قاضى عليه محمدٌ رسولُ الله)، وَافَقَ سيدُنا رسول الله ﷺ على ذلك. | لأنّ توقيع الهُدْنة مع مشركي قريش وتفرُّغ النبي ﷺ للدعوة إلى الإسلام مُقدَّمٌ على مصلحة كتابة البسملة وذكْر صفة الرسالة. |
ب. | جاء رجلٌ إلى النبي ﷺ يستأذنه في الجهاد، فقال ﷺ: "أحَيٌّ والِدَاكَ؟" قال: نعم. قال ﷺ: "فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ". | بيَّن النبيُّ ﷺ أنّ القيام بشؤون الوالدين ورعايتهما مُقدَّمٌ على الجهاد في سبيل الله تعالى عند تعيُّنِه على الكافّة. |
ج. | بعد فتح مكة المكرمة، قال رسول الله ﷺ للسيدة عائشة رضي الله عنها: "يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشِرْكٍ، لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ، فَأَلْزَقْتُهَا بِالْأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ: بَابًا شَرْقِيًّا، وَبَابًا غَرْبِيًّا، وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْهَا حَيْثُ بَنَتِ الْكَعْبَةَ". |
الإثراء والتوسُّع
تختلف أولويّات الناس في تحقيق أهدافهم وإنجاز أعمالهم تبعًا لاختلاف أحوالهم، وقد راعى الإسلام هذا الجانب:
- فلم يكن سيدنا رسول الله ﷺ يجيب الناس عن تساؤلاتهم بإجابةٍ واحدةٍ فقط، وإنما كان يجيب عنها بإجاباتٍ مختلفة تُراعي ما هو أولى لهم من غيرهم.
- وأكِّدت الشريعة الإسلامية تحقيق مصالح الناس في الدنيا والآخرة، بجلب المنافع لهم، ودفْع الضّرر عنهم.
- ووضع العلماء قواعد عديدةً تُرشد الناسَ إلى الموازنة بين المصالح والمفاسد في حال تعارُضِها، وبيَّنوا كيفية ترجيحِ إحداها على الأخرى. منها:
أ- إذا خُيِّر الإنسانُ بين عملٍ فيه مصلحةٌ وعملٍ فيه مفسدةٌ، وَجَب عليه تقديمُ العمل الذي فيه مصلحة.
ب- وإذا خُيِّر بين عملين فيهما مصلحةٌ، تعيَّن عليه تقديمُ أكثرِهما خيرًا.
ج- وإذا كان مُضطَرًّا أو مُجبَرًا على الاختيار بين عملين فيهما مفسدة، وَجَبَ عليه ترْكُ أكثرِهما ضررًا.
وقد أطلق العلماءُ على هذا العلم اسم فقه الموازنات، وهو علمٌ مُلازِمٌ لفقه الأولويّات.
دراسة معمقة
كتاب (فقه الأولويات: دراسة في الضوابط).
مضمون الكتاب (الدراسة): تناول المؤلف التأصيل الشرعيَّ لفقه الأولويات في القرآن الكريم والسنّة النبوية، ونماذج من الأولويات في القرآن الكريم.
مستخدمًا الرمز المجاور، أرجع إلى هذا الكتاب، ثم أبحث فيه عن واحدةٍ من الأولويات التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم.
← السِّلم أولى من الحرب. قال تعالى: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ} [الأنفال: 61].
القيم المستفادة
أستخلص بعض القيم المستفادة من الدرس.
1) أحرصُ على تنظيم الأولويات في الحياة.
2) أراعي استثمار وقتي بالمفيد النافع.
3) أعتمد على التخطيط المسبق للقيام بالمهامّ المطلوبة.