اللغة العربية فصل أول

السابع

icon

ماذا ترى في الصورة ؟ 

نعم ، إنها سنبلة .

إلى ماذا ترمز ؟ 

إلى الخير والعطاء .

لنتعرف إلى رموز أخرى في هذه الآيات من سورة البقرة .


 


الآيات :

"مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِاْئَة حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265)"  

سورة البقرة  ، الآيات 261 ـ 265

معاني المفردات:

سُنبُلَةٍ: قولهم أسبل الزرع، بمعنى سنْبل إذا صار فيه السنبل، والأصل فيه الإسبال، وهو إرسال الستر ونحوه، فكما يسترسل الستر بالإسبال، يسترسل الزرع بالسنبل، ولأنه صار فيه حب مستور كما يستر بالإسبال.

مَنًّا: المن: ذكر ما ينغّص المعروف بأن يعتدّ على من أحسن إليه بإحسانه ويُريه أنه أوجب عليه حقاً له، وأصل المنّ القطع ( لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) .

أذًى: الأذى: الضرر العاجل أو اليسير، في النفس أو الجسم .

 خَوْفٌ: الخوف توقّع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة .

 يَحْزَنُونَ: الحزن: الغم من مكروه واقع أو كالواقع .

رِئَاءَ: مراءاة وتظاهراً، من الرؤية، كأنه يعمل ليرى غيره ذلك أو يرى الناس أعماله حتى يروه الثناء عليه والاحترام له .

 صَفْوَانٍ: الحجر الأملس ومفرده صفوانة .

وَابِلٌ: مطر ثقيل غزير عظيم القطر، ولمراعاة الثقل، قيل للأمر الذي يخاف ضرره وبال، والوبيل الشديد .

فَطَلٌّ: الطلّ: أخف المطر وأضعفه، وقيل: الرذاذ أقوى منه ثم الهطل ثم الوابل .

جَنَّةٍ: البستان الكثير الشجر، لأن الشجر يجنّه بكثرته فيه.

إِعْصَارٌ: ريح تثير الغبار، سميت بذلك لأنها تلتف كما يلتف الثوب المعصور.

بِرَبْوَةٍ: الربوة: الأرض التي تزيد وتعلو في نموّها، من الربا بمعنى الزيادة .


الشرح :

الإنفاق في سبيل الله:

للإنفاق في سبيل الله دورٌ كبير في مفاهيم الإسلام وتشريعاته، من حيث قيمته الكبرى في الحياة وثوابه العظيم عند الله. وقد تنوعت الآيات الكريمة في أكثر من

سورة في تصوير أهميته، والحديث عن أبعاده وحدوده، ودعوة الإنسان إلى الإقبال عليه كما يُقبل على قيمةٍ روحيةٍ وعبادةٍ إسلاميةٍ في ما فرضه الإسلام من عبادات، لأن الله لم يقتصر في العبادة على ما يؤديه الإنسان من صلاة في ما يقوم به من حركات، أو يتكلم به من أذكار وابتهالات، بل انطلق ليجعل الإنفاق عبادة مفروضة لا بد من أن يؤديها الإنسان بقصد القربة كما يؤدٍّي صلاته في ما افترضه من خمس وزكاة وصدقة، وذلك في نطاق التخطيط الشامل للعبادة التي تتسع حتى تشمل الحياة كلها في خضوعها لله في ما يريده وفي ما لا يريده.

وفي هذه الآيات جولة في أفق الإنفاق في سبيل الله، في ثوابه عند الله، وفي قيمته وحدوده وطبيعته، في ما تتحدث عنه الآيات من تفاصيل .


 

جزاء الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله

(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَلَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ)

 إن الآية تتحدث عن الجزاء على الإنفاق في سبيل الله، بأسلوب ضرب المثل بالصورة الحسيّة التي يواجهها الإنسان في حياته، وهي صورة الحبّة ـ البذرة التي يلقيها الزارع في الأرض، فتنبت سبع سنابل تشتمل كل واحدة منها على مائة حبة. وهكذا يتحوّل كلّ مورد للإنفاق من الإنسان إلى سبعمائة حسنة له قابلة للزيادة عند الله... والحديث عن الثواب في مجال الترغيب في العمل أسلوب ديني ينطلق من فطرة الإنسان على محبّة الذات في ما تحصل عليه من الربح والخسارة، وقد أبقاها الله فلم يكبتها في داخله عندما كلفه بما كلفه مما قد يؤدي إلى الخسارة المادية، ولكنه وجهها توجيهاً صالحاً يدفع الإنسان إلى طلب الربح في ما عند الله بدلاً من الاقتصار على ما في الحياة الدنيا، وذلك من خلال حركة الإيمان بالله واليوم الآخر، فيبتعد بذلك عن وساوس الشيطان التي تثير أمامه احتمالات الخسارة عندما يريد ممارسة الإنفاق .

وقد يتساءل بعض الناس، أنه لا يوجد في العالم سنبلةٌ تحمل مائة حبةٍ، فإن أكثر الأرقام التي شوهدت هو ثمانون حبّة. فكيف نفهم وقوع هذا الفرض غير الموجود في الآية الكريمة؟ والجواب:

أولاً؛ إن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود، فلا مانع من وجود مثل هذه السنبلة في ما لم نعثر عليه.

 وثانياً؛ إن أسلوب ضرب المثل لا يفرض واقعية الصورة، بل كل ما هناك هو تقريب الفكرة من خلال الصورة التي تنقل الموضوع من الواقع إلى المثال، فإن المقصود هنا هو الحديث عن حجم ثواب الله على الإنفاق في سبيله بالمستوى الذي يبلغ فيه هذا الرقم، ولكن بأسلوب مؤثر في صورة الواقع المحسوس.


علاقة الثواب بحجم العمل

وقد يتساءل الإنسان عن طبيعة هذا الجزاء أو تفسيره، هل هو مجرد تفضّل من الله على عبده، أو أنّ هناك سرّاً يقترب فيه حجم الثواب من حجم العطاء؟

وقد يبدو لنا ـ في الجواب عن هذا التساؤل ـ أنه تفضُّل من الله ينطلق من سر في نتائج العطاء، فإن قيمة العطاء تتمثل في الحل الذي يقدمه لمشاكل الفرد والمجتمع والأمة، ما يعني أن استمرار هذه المشاكل يخلق للحياة مشاكل جديدة ومآسي كثيرة، لأن المشكلة إذا امتدت في الزمن، أحدثت أوضاعاً سلبيّة على حياة الإنسان الذي يعيشها، ما يوجب خللاً كبيراً في توازن الحياة، وبذلك يعمل الحل على تفادي أكثر من مشكلة، كما أنه يؤثر في الجانب الإيجابي ويعطي دفعةً جديدةً للحركة المبدعة في حياة الإنسان ونموّه وتطوّره، ما يعني أن العطاء المادي يفسح المجال للعطاء الروحي من جانب الإنسان المحروم بطريقةٍ منتجةٍ واسعةٍ... وهذا ما نستوحيه من الأحاديث التي تتنوّع فيها كميّة الثواب تبعاً لنوعية الحرمان وتأثيره على طاقة الإنسان وحياته العامة والخاصة ...

 

وهناك نقطة أخرى، قد تضاعف الثواب على العمل من حيث دلالتها على عمق المعنى الروحي الذي يتمثل في إخلاص المؤمن لربه، فإن للنية قيمتها الأساسية في طبيعة العمل وفي نوعية المعنى المتمثل فيه، بل هي روح العمل، وهذا ما وردت به الأحاديث الكثيرة القائلة: «فإنما الأعمال بالنيّات، إنما لكل امرىء ما نوى» و«يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة» وغيرها الكثير. وفي ضوء هذا، قد تلتقي النية الطيبة المخلصة المنفتحة على إنسانية الإنسان من خلال انفتاحها على الله في ما يحبه ويرضاه، بالحلّ الأمثل للمشكلة الاجتماعية الخانقة في حياة الفرد والمجتمع، ما يعزز الجانب الذاتي الروحي بالجانب الموضوعي الاجتماعي، ولعل كلمة {سَبِيلِ اللَّهِ} تختصر الأمرين معاً، فإن العمل الذي ينطلق من الإنسان في سبيل الله، هو العمل الذي يريد الله للحياة أن تحققه في واقع الناس من خلال الإنفاق ونحوه، وهذا ما يجعل مضاعفة الثواب مرتبطةً بمشيئة الله التي تراقب الإنسان في دوافعه وتنظر إلى العمل في نتائجه المؤدية إلى حل المشكلة الفردية والاجتماعية من خلال الخصوصيات التي تتنوع هنا وهناك في الحجم والعمق والإخلاص .

ومن خلال ذلك، نعرف أن حجم الثواب كان منطلقاً من حجم النتائج الإيجابية التي يحققها العطاء والنتائج السلبية التي يمنعها، بعيداً عن طبيعة الرقم الذي يتمثل فيه العطاء في ذاته.

وفي ضوء ذلك، نعرف معنى الفقرة التالية في الآية (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ) على أساس ما ينتجه العطاء من نتائج وما يكشف عنه الموقف العملي في دوافعه وأهدافه من معان قريبة إلى الله حبيبة إليه {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} لا يضيق بأي عطاء، وهو العالم بنواياكم وأفكاركم في ما تعطون وتمنعون .

 ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواْ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)

 هؤلاء الذين ينفقون من موقع مسؤولية العطاء أمام الله، ويشعرون أنهم قاموا بواجبهم الملقى عليهم، فلا مجال عندهم للمنّ على أحد ممن أنفقوا عليه، لأن القضية لا تتعلق بهم كأشخاص، بل كمورد من موارد الإنفاق الواجب والمستحبّ، كما أن القضية لا تمثل موقفاً شخصياً يرتبط بالذات ليتحوّل إلى موقف من مواقفها الخاصة. وبذلك يريدون لعملهم أن يستمر في روحه المنطلقة من محبة الله، فلا يسمحون لأنفسهم بأية كلمةٍ تؤذي مشاعر من أنفقوا عليه، هؤلاء الذين يعيشون القيم الروحية والعملية التي أراد الله للإنسان أن يعيشها في برنامج حياته اليومية كخط عمليٍّ مستقيم، هم الآمنون عند الله، الفرحون بما أفاض عليهم من قربه ورضاه، المنقلبون في نعمائه يوم القيامة، بما أغدقه عليهم من نعمه وألطافه.

 (وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). هل الآية في أجواء الحديث عن نفي الخوف والحزن عن الإنسان في الآخرة جزاءً لعمله، باعتبار أن الغاية التي يبتغيها المؤمن في كل أعماله في الدنيا هي الأمن والراحة والطمأنينة والفرح في الآخرة، أو أنها شاملة للدنيا والآخرة معاً، لأن الله سبحانه جعل للالتزامات الشرعية التي ألزم عباده بها أو استحبها لهم، نتائج إيجابية على مستوى الدنيا من خلال الخصائص المميزة التي تؤدي إلى الخير في حياتهم الخاصة والعامة، وتبتعد بهم عن حالات الخوف من الأخطار، والحزن من المصائب؟

إن الجواب عن ذلك، هو أن السياق العام لهذا التعبير القرآني في أكثر استعمالاته يوحي بأجواء الآخرة، لأنها غاية الغايات في وعي الإنسان، ولكن لا مانع من أن تطل المسألة على أبعاد الخوف والحزن في الدنيا من ناحية المبدأ .

 ( قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللَّهُ غَنِىٌّ حَلِيمٌ ).

 إن الله يقول لأولئك الذين يتصدقون وتتحول صدقتهم إلى عقدةٍ ذاتيةٍ في أنفسهم تجاه الإنسان الذي أعطوه، وتنطلق العقدة لتلاحقه بالكلمة التي تسيء إلى كرامته في ما يثيرونه معه من الإيحاء بالفوقيّة في إحساسهم تجاهه، ومن التذكير الدائم له بحالة الحرمان التي كان يعيشها وبفضلهم عليه في إنقاذه من نتائجها الوخيمة ما يجعله مسحوقاً من الناحية النفسية أمام ذلك كله، إن الله يقول لأولئك: إن هناك من يعيش حسّ الكرامة في نفسه بالمستوى الذي يفضّل فيه أن يجوع بدلاً من أن يشبع على حساب كرامته، ويحب أن يعاني الحرمان المادي الذي يشعر معه بالكرامة بدلاً من أن يتقلب في الرخاء على حساب عزّته ومكانته. فإذا كنتم تريدون أن تهدروا كرامته بالعطاء من خلال كلمة المنّ والأذى، فوفروا عليه ذلك، واحملوا إليه الكلمة الطيبة والقول المعروف والمغفرة الروحية، فإن ذلك أفضل من صدقاتكم التي يتبعها الأذى، (وَاللَّهُ غَنِي )عنكم لا يحتاج إلى أعمالكم التي تسيء إلى الآخرين (حَلِيمٌ ) لا يعجّل للمذنب عقوبته، بل ربما يغفر له إذا استقام على الخط المستقيم .


إبطال الصدقات بالمنّ والأذى:

 ( يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالاْذى).

 إن الفكرة تتحول إلى نداء إلهي يستثير صفة الإيمان في نفوس المؤمنين، ليعرّفهم أن المنّ والأذى لا يتناسب مع طبيعة هذه الصفة التي توحي للمؤمن بأن يحفظ لعمله روحانيته ومعناه، ويصون لأخيه المؤمن كرامته، ويحذرهم بأن ذلك يبطل صدقاتهم في ما يريدونه من ثواب، لأنه يكشف عن طبيعة الدوافع الكامنة في داخل النفس، البعيدة عن خط التقرب إلى الله في العمل، تماماً كما هو عمل المرائي في إنفاقه لماله على الناس من أجل أن يحصّل مدحهم له ورضاهم عن سيرته، ما يجعل عمله بعيداً عن المنطلقات الخيّرة التي تربطه بالله.

إن الإنفاق يفقد قيمته، في هذه الحال، كقيمة روحيةٍ ترتفع بالإنسان إلى خط السموّ الروحي، في أجواء القرب من الله، ويتحوّل إلى عمل مادّيٍ لا يستهدف الإنسان فيه إلا الحصول على عوض مادّيٍ مماثل أو مضاعف، أو التنفيس عن عقدةٍ مرضيّةٍ ذاتيةٍ ضد الآخرين .

 ( كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر).

 يصف الله هؤلاء المتصدقين المنّانين المرائين، بأنهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، لأن الإيمان ليس مجرد كلمة يقولها، أو عمل يعمله، بل هو موقف يستمد حركته من الإيمان بالله كحقيقة تحرّك كيانه بالدوافع الروحيّة، وتدفع خطواته إلى الآفاق الرحبة في مجالات القرب من الله، فلا قيمة للكلمة الحلوة الخاشعة إذا لم تنطلق من قاعدة الإخلاص في أعماق النفس، ولا قيمة للعمل الكبير أو الصغير إذا لم يكن ممتداً في الخط المستقيم الذي يحبه الله ويرضاه مما يحقق للحياة سلامتها وكرامتها وانطلاقها في الأهداف العظيمة الكبيرة. وبذلك يفقد الإنسان حركة الإيمان في داخله، فلا تكون أعماله صدىً لنداء الإيمان هناك، لأنها تحركت من موقع الإخلاد إلى الدنيا، ولم تتحرك من موقع الرغبة في الآخرة من خلال ثواب الله.

 ( فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

 إن الله يضرب لهؤلاء المثل ليعمّق الفكرة من خلال الصورة الحسية، التي توحي بالعمل المتعب الذي يفقد نتائجه بسرعة في نهاية المطاف. فكيف نتمثل الصورة؛ لنضع أمامنا صخراً أملس ينزلق عنه الماء بسهولة ونضع فوقه طبقة رقيقة من التراب، ثم نلقي البذور فيه ونتابعها بالرعاية والخدمة حتى تنمو وترتفع أغصانها في الهواء، بحيث توحي للناظر بالامتداد والثبات والبقاء، ثم يهطل المطر الغزير.. ويهطل، فيجرف التربة التي تحمل الزرع، فلا يبقى لزارعها شيءٌ مهما بذل من جهد، لأن الزرع لا يملك عمقاً له في التربة التي لم تمتد في أعماق الأرض، فإنها تقف على الصخر الأملس الذي لا عمق له مما ينفذ فيه الزرع والماء.

إن ذلك هو مثل الكافرين الذين يسيرون في خط الضلال، فلا يفسحون المجال لأعمالهم أن تنبت في الأعماق البعيدة من نفوسهم ليضمنوا لها البقاء والامتداد، بل يظلون في دوافعهم على السطح الذي لا يحتضن إلا الدوافع الساذجة التي تعيش في نطاق الشهوات بعيداً عن عمق الإيمان .

 ( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَأَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

 إن الصورة هنا تختلف تماماً، فهؤلاء هم الذين ينفقون أموالهم طلباً لرضا الله عنهم، لأنهم يحسون بالحاجة إلى ذلك في ما تفرضه عليهم مشاعر الإيمان في حركتها العملية نحو الوصول إلى خط التكامل في الحياة، وهؤلاء هم الذين ينفقون انطلاقاً من قيمة عميقة داخل النفس ثابتة في طبيعة تكوينها، وليس مجرد خطرات سريعة تأتي وتزول لدى أوّل رجفة أو هزّة. أما الصورة التي تعطي الفكرة الحسيّة بوضوح، فهي أن تتمثل بستاناً في ربوة مرتفعة، والربوة تختلف عن المكان المنخفض في ما يتعلق بطبيعة السلامة للزرع، لأن المنخفضات قد تشتمل على أشياء وخيمة تضر بالزرع من خلال المستنقعات التي تتجمع فيها وتحمل الكثير من ذلك، بينما لا يصل ذلك إلى المرتفعات .

إننا نتمثل هذا البستان الذي تحتضنه هذه الربوة وتحمل جذوره إلى الأعماق البعيدة في الأرض، فتكفل لها القوة والامتداد والثبات، فإذا جاء المطر الغزير، أعطاها ازدهاراً ونمواً ونتاجاً مضاعفاً، أمّا إذا نزل المطر رذاذاً يندّي الأرض فيعطيها الاهتزاز والنضرة والنموّ الهادىء. وفي كلا الحالين، تخضر الأرض وتنتج وتعطي البركة والحياة. وكذلك حالة الإنسان الذي ينفق ماله في سبيل الله، فإن العطاء يمتد في حياته عند الله كما يمتد في حياة الناس بالخير والبركة وفي داخل ذاته بالجذور العميقة من الروح والإيمان.

 إن القرآن يعرض أمام الإنسان هاتين الصورتين المختلفتين، ليواجه عمله من خلالهما، فيختار أقربهما إلى البقاء والربح والثبات من خلال العقل الذي وهبه الله إيّاه ليختار به أكثرهما ربحاً في الدنيا والآخرة، وهو الإنفاق في سبيل الله من خلال النفس الواثقة بربها وبخطها المستقيم في الحياة. والله بصير بما يعمل الإنسان، في ما يسرّه وفي ما يعلنه، لأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .



التراكيب والأساليب اللغوية :

الفعل المزيد والمجرد

 

ما هو الفعل المجرد والمزيد ؟ 

تأمل الجمل الآتية:

فهِمَ التلميذُ الدرسَ

لعبَ الولدُ

رفعَ الجندي الرايةَ

لاعبَ الولدُ أخاهُ

تضاربَ الرجلانِ

اندفعَ الماءُ

إذا تأملنا الأفعال الثلاثة الأولى ( فهم – لعب – رفع ) وجدناها كلها أفعال ماضية تتركب من ثلاثة أحرف أصلية لا يمكن حذفها.

فالحروف ( ل ، ع ، ب ) هي الحروف الأصلية التي يتكون منها الفعل ( لعب ) ، ولو حذفنا حرفا واحدا منها ضاع لفظ الفعل ومعناه ، فجميع هذه الأفعال إذاً لا تشتمل إلا على حروف أصلية ، فهي خالية ومجردة من أي حرف زائد ، ولذلك يسمى كل فعل  . الفعل المجرد 

أما إذا تأملنا الأفعال الثلاثة الأخيرة ( لاعب – تضارب – اندفع ) وجدناها أفعال مركبة من ثلاثة حروف أصلية زيد عليها حرف واحد هو : ( الألف ) في الفعل لاعب ، و ( الألف والتاء ) في الفعل تضارب ، و ( الهمزة والنون ) في الفعل اندفع ، ولذلك يسمى كل فعل منها. : الفعل المزيد

 

تعريف الفعل المجرد والمزيد

. الفعل المجرد هو ما كانت جميع حروفه أصلية دون زيادة

الفعل المزيد هو كل فعل زيد على أحرفه الأصلية حرف أو حرفان أو ثلاثة أحرف

      


أنواع الجموع في اللغة العربية

 الجمع في اللغة العربية هو الاسم الذي يدلُ على أكثر من اثنين أو اثنتين، وينقسم إلى ثلاثة أنواع :

  أنواع الجمع

  1. جمع المذكر السالم.
  2. جمع المؤنث السالم.
  3. جمع التكسير.

جمع المذكر السالم:

 يسمى بهذا الاسم لسلامة مفرده من التغيير عند الجمع، ويُجمَع على النحوِ التالي:

إذا كان المفرد المراد جمعه اسماً صحيح الآخِرِ، نزيد على آخره واو ونون إذا كان مرفوعاً أو ياء ونون إذا كان مجروراً أو منصوباً.

مثال:

معلم: معلمون أو معلمين.

مسلم: مسلمون أو مسلمين.

- إذا كان اسماً منقوصاً نحذف الياء ونضم ما قبل الواو ونكسر ما قبل الياء.

مثال:

محامٍ: محامون أو محامين.

- إذا كان اسماً مقصورًا نحذف الألف وتبقى الفتحة للدلالة عليها.

مثال:

.أعلى: أعلون أو أعلين

.إذا كان الاسم ممدودًا وجب إبقاء الهمزة إن كانت أصلية -

:مثال

قَرَّاء :قَرَّاءون.

- أما إذا كانت الهمزة منقلبة عن واو أو ياء جاز الإبقاء عليها عند الجمع أو قلبها واوًا.

مثال:

عدّاء: عدّاءون أو عدّاوون .

بناء: بنّاءون أو بناوون.

جمعُ المؤنث السالم:

يدل على أكثر من اثنتين بزيادة ألف وتاء على مفرده، ويُجمَع على النحوِ التالي:

- إذا كان آخر الاسم المراد جمعه صحيحًا زيدت الألف والتاء على آخره.

مثال:

هند: هندات.

- إذا كان الاسم منتهيا بتاء التأنيث فإنها تُحذَف عند الجمع.

مثال

فاطمة: فاطمات.

معلمة: معلمات.

مهندسة: مهندسات.

جمع التكسير: 

سمي بهذا الاسم لأنّ شكل الكلمة يختلف عند الجمع عن مفردها، سواء بالزيادة أو بالنقصان. وفي جمع التكسير لا نتبع صورة بعينها  حيث يختلف شكل الجمع عن المفرد دون وجود قاعدة محددة.

مثال:

عالم:  عُلماء.

كتاب:  كُتُب.

عبقري: عباقرة.

- وجمع التكسير  يُرفَع ، وعلامة رفعه الضمة.

ويُنصَب ، وعلامة نصبه الفتحة.

ويُجَر ، وعلامة جرهِ الكسرة .

وهو عكس جمع المذكر السالم ، الذي يتم فيه ، زيادة واو ونون ، أو ياء ونون ، على صورة المفرد ، وكذلك جمع المؤنث السالم ، الذي يتم فيه إضافة ألف وتاء على المفرد.


الأفعال الناسخة :

كان وأخواتها هي أفعال ناقصة تدخل على المبتدأ والخبر، فترفع المبتدأ تشبيهًا له بالفاعل فيُصبح اسمًا لذاك الفعل الناقص، وتنصب الخبر تشبيهًا له بالمفعول به فيُصبح خبرًا لذاك الفعل الناقص، وسُمِّيت باسم "كان وأخواتها" لأنّ "كان" هي أم الباب، وأمّا أخواتها فهي: أمسى، أصبح، أضحى، ظلَّ، بات، صار، ليس، ما زال، ما انفك، ما بَرِح.



 

الفعل المعتل:

تعريفه : هو كل فعل كان أحد حروفه الأصلية حرفاً من حروف العلة.

مثل : وجد ، قال ، سعى ، عوى ، وعى.

وينقسم الفعل المعتل إلى أربعة أنواع :

ـ المثال : وهو ما كانت فاؤه " الحرف الأول " حرف علة

مثل : وعد ، وجد ، ولد ، وسع ، يبس ، ينع ، يتم ، يئس

ـ الأجوف : وهو ما كانت عينه " الحرف الثاني " حرف علة ، وسمي بالأجوف لوقوع حرف العلة في جوفه.

مثل : قال ، صام ، بيِع ، عَوِر.

ويشترط في الفعل الأجوف ألا يكون حرف العلة مقلوبا قلبا مكانيا عن غيره ، فهو بحسب ما قلب عنه.
نحو : أيس ، فهذا الفعل ليس أجوفا ، بل هو مثال ، لأن الياء في الأصل فاء الفعل وليست عينه ، وأصله " يئس " ووزنه " فعِل " ، أما " أيس " فوزنه : " عفِل

ـ الناقص : وهو ما كانت لامه " الحرف الأخير " حرف علة.

مثل : رمى ، سعى ، دعا ، سما.

وسمي ناقصا لأن حرف العلة ينقص منه ( يحذف ) في بعض التصاريف
نحو : رمي : رمت ، ودعا : دعت
: ـ اللفيف : وهو ما كان فيه حرفا علة ، وينقسم إلى نوعين

أ _ لفيف مقرون : وهو ما اجتمع فيه حرفا علة دون أن يفرق بينهما حرف آخر صحيح.

مثل : أوى ، شوى ، روى ، عوى ، لوى.

ب _ لفيف مفروق : وهو ما كان فيه حرفا علة غير متجاورين بمعنى أن يفرق بينهما حرف صحيح.

مثل : وقى ، وعى ، وفى ، وشى ، وأى ، وخى ، وصَى ، ولى ، ونى ، وهى.

الفعل اللازم والمتعدي :

تأمل الجمل الآتية:

تفتّحَ الزهرُ

فاضَ النهرُ.

أكلَ الولدُ تفاحةً.

طوى الخادمُ الثوبَ.

إذا تأملت أول جملتين (تفتّحَ الزهرُ – فاضَ النهرُ) ستلاحظ أن كل واحدة منهما جملة فعلية مفيدة تركبت من فعل وفاعل.

 

إذن، فالفعل اكتفى بفاعله ليكوّن معه الجملة المفيدة من غير احتياج إلى المفعول به. ولذلك، فكل فعل يكتفي بفاعله من غير احتياج إلى المفعول به يسمى: الفعل اللازم.

وإذا تأملنا الجملتين الأخيرتين (أكلَ الولدُ تفاحةً – طوى الخادمُ الثوبَ) نلاحظ أن كل واحدة منهما تركبت من فعل وفاعل ومفعول به، فالفعل فيهما لم يكتف بفاعله، بل احتاج إلى المفعول به ليتم المعنى.

ولذلك فكل فعل لا يكتفي بذكر فاعله ويتعداه إلى المفعول به يسمى: الفعل المتعدي.

 

تعريف الفعل اللازم:

الفعل الازم: هو الذي يكتفي بفاعله ولا يحتاج إلى مفعول به.

 

تعريف الفعل المتعدّي:

الفعل المتعدي: هو الذي لا يكتفي بفاعله، بل يتعداه إلى المفعول به.

الفرق بين الفعل اللازم والفعل المتعدي

يمكن التفريق بين الفعل اللازم والمتعدي بهاتين المعادلتين البسيطتين:

جملة الفعل اللازم = فعل + فاعل.

جملة الفعل المتعدي = فعل + فاعل + مفعول به.

 

أمثلة على الفعل اللازم والمتعدي

 نام الطفلُ .

 نزل الراكبُ .

 جاء الرجلُ .

 أكلتُ رغيفا .

 اشترى أخوك كتابا .

 شرب المريضُ الدواءَ .

 

الفعل المتعدي وأنواعه

ينقسم الفعل المتعدي إلى ثلاثة أقسام:

الفعل المتعدّي إلى مفعول واحد.

الفعل المتعدّي إلى مفعولين.

الفعل المتعدّي إلى ثلاثة مفاعيل.

1- الفعل المتعدي إلى مفعول واحد

الأفعال التي تتعدى إلى مفعول به واحد كثيرة ويصعب حصرها، مثل:

غفر الله الذنبَ.

شربتُ الدواءَ.

شاهدتُ المباراةَ.

2- الفعل المتعدي إلى مفعولين

الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين هي:

أفعال اليقين.

أفعال الظن.

أفعال المنح والعطاء.

أفعال الصيرورة والتحويل.

أ: أفعال اليقين .

رأى

علم (بمعنى اعتقد) .

درى (بمعنى علم واعتقد) .

تعلّم بصيغة الأمر ( بمعنى اعتقدْ واعلمْ) .

وجد (بمعنى علم واعتقد) .

ألفى (بمعنى علم واعتقد) .

أمثلة :

رأيتُ العلمَ نافعا .

سؤال: اذكر المفعولين الذي تعداهما الفعل (رأى).

العلم: مفعول به أول.

نافعا: مفعول به ثان.

 دريتُ العدوَ مهزوما.

 وجدتُ الكذبَ سلاحَ الأغبياءِ.

بـ:  أفعال الظن .

ظن .

خال .

حسب .

جعل ) بمعنى ظن .)

حجا ) بمعنى ظن .)

عدّ ) بمعنى ظن .)

زعم ) بمعنى ظن .)

هب بصيغة الأمر ) بمعنى ظن .)

أمثلة:

 يظن التلاميذ النجاحَ سهلاً.

 حسبَ الطقسَ معتدلاً.

 جعلتُ خالدا صديقكَ.

 زعم العدو أرضَنا رخيصةً.

_ أفعال المنح والعطاء

أعطى

منح

وهب

كسا

ألبس

وما جاء في معناها

 

أمثلة:

 كسا الربيعُ الأرضَ ثلجا.

 منح المديرُ المجتهدَ جائزةً.

 

_ أفعال الصيرورة والتحويل

صيّر

ردّ

ترك

اتخذ

وهب

 

أمثلة:

صيرتُ الكسولَ مجتهدا.

رد العلمُ الجاهلَ عالما.

 

3- الفعل المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل

هناك أفعال تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل وهي:

نبّأ

أنبأ

أرى

أعلم

خبّر

أخبر

حدّثَ


المثنى :

تعريف المثنى وإعرابه يُعرَف المثنى بأنه كل اسم يدل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون في آخره في حالة الرفع، أو ياء ونون في حالتي النصب والجر، وتكون حركة نون المثنى دائمًا الكسرة. ومن الأمثلة على المثنى في حالاته الثلاثة (الرفع، والجر، والنصب) ما يأتي:

1- المثنى مرفوعا :

-  الطالبانِ متفوّقانِ. درستُ في مدرسَتينِ ابتدائيتينِ في صغري. قابلَ أبي مُهندسَينِ بارعَينِ. المثنى مرفوعًا يكون المثنى في حالة الرفع مرفوعًا بالألف بدلًا من الضمة.

 - المؤمنانِ الصادقانِ يدخلان الجنّة بإذن الله تعالى. جاء معلّمانِ جديدانِ إلى مدرستنا في الحيّ. الصديقتانِ المتفاهمتانِ بلغتا النهائي. لو نظرنا إلى الأمثلة السابقة لوجدنا أن (المؤمنان الصادقان)، و (معلمان جديدان)، و (الصديقتان متفاهمتان) هي كلمات دلّت على اثنين واثنتين، وهي ليست أسماء مفردة وإنما هي أسماء مثناة، والدليل على ذلك انتهاء كل منها بألف ونون ودلالتهما على أكثر من واحد.

لو نظرنا إلى حالات الكلمات الإعرابية لوجدنا في الأمثلة السابقة انتهاء كل منهما بألف وهي علامة رفع المثنى، ففي الجملة الأولى والثالثة جاءت كلمة (المؤمنانِ) و (الصديقتانِ) مبتدأ وعند الإعراب نقول: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، و(الصادقانِ) و(المتفاهمتانِ) نعت للكلمات (المؤمنانِ) و (الصديقتانِ) وعند الإعراب نقول: نعت مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، أمّا معلمان فهي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، وجديدان: نعت مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.

 المثنى منصوبًا تكون علامة نصب المثنى الياء بدلًا من الفتحة، وفيما يأتي أمثلة توضح ذلك مع الإعراب:

 يجمعُ المسؤولُ عن المشروع المهندسَينِ لِيُناقشهما في خطة البناء. دفعتُ دينارَينِ ثمنَ علبةِ الدهانِ. أكلَ زيد تفاحتَينِ من شجرةِ الحقلِ. "ووجدَ من دونِهِم امرأتَينِ تذودانِ". فيُمسِكُ بعضَهُ بعضًا فيقوى ويمنع جانِبَيهِ من التداعي لو نظرنا إلى الأمثلة السابقة لوجدنا أن (المهندسينِ)، و(دينارينِ)، و(تفاحتينِ)، و(امرأتَينِ) هي كلمات دلّت على اثنين واثنتين وهي ليست أسماء مفردة وإنما هي أسماء مثناة، والدليل على ذلك انتهاء كل منها بياء ونون ودلالتهما على أكثر من واحد.

لو نظرنا إلى حالات الكلمات الإعرابية لوجدنا في الأمثلة السابقة انتهاء كل منهما بياء وهي علامة نصب المثنى، ففي الجملة الأولى والثانية والثالثة والرابعة جاءت كلمة (المهندسينِ) و(دينارينِ) و (تفاحتينِ) و (امرأتَينِ) مفعولًا به، وعند الإعراب نقول: مفعولًا به منصوبًا وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. أما (جانبَيه) في البيت الشعري في المثال الأخير، فأيضًا تُعرَب مفعولًا به منصوبًا وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى وهو مضاف والهاء ضميرًا متصلًا مبنيًا في محل جر بالإضافة، وحُذِفت نون المثنى للإضافة.

3-  المثنى مجرورًا في حالة الجر تكون علامة الجر هي الياء بدلًا من الكسرة، وتُحذَف نون المثنى في بعض الحالات عند الإضافة، والأمثلة توضح ذلك مع الإعراب فيما يأتي:

 اختَبرَنا الأستاذُ في صفحتينِ من المنهجِ الدراسيّ. سافرَ أسعد إلى وجهتَينِ دوليتَينِ. وقفتُ بينَ يديْ رب العباد فمن يقصِد حماكَ فبالإحسانِ يغتنم

 قذى بعينَيكِ أم بالعينِ عوّار        أم ذرفَتْ إذ خَلَت من أهلها الدارُ.

 لو نظرنا إلى الأمثلة السابقة لوجدنا أن (صفحتينِ) و (وجهتينِ) و (دوليتَينِ) هي كلمات دلّت على اثنين واثنتين وهي ليست أسماء مفردة وإنما هي أسماء مثناة، والدليل على ذلك انتهاء كل منها بياء ونون ودلالتهما على أكثر من واحد. ولو نظرنا إلى حالات الكلمات الإعرابية لوجدنا في الأمثلة السابقة انتهاء كل منهما بياء -بإقصاء النون- وهي علامة جرّ المثنى، ففي الجملة الأولى والثانية جاءت كلمة (صفحتينِ) و (وجهتينِ) أسماءً مجرورة لأنها سُبِقَت بحرف جر وعند الإعراب نقول: اسمًا مجرورًا وعلامة جره الياء لأنه مثنى، و (دوليتَينِ) نعتًا لكلمة (وجهتينِ) وعند الإعراب نقول: نعتًا مجرورًا وعلامة جره الياء لأنه مثنى. أما كلمة (يديْ) في البيت الشعري فتُعرَب مضافً إليهِ مجرورًا وعلامة جره الياء لأنه مثنى وهو مضاف، وحُذِفَت نون المثنى للإضافة، وكذلك (بِعينيكِ) في البيت الشعري الأخير فتُعرَب: اسمًا مجرورًا وعلامة جره الياء لأنه مثنى، وهو مضاف والكاف ضميرًا متصلًا مبنيًا في محل جر بالإضافة، وحُذِفَت نون المثنى للإضافة .



الكتابة :

الفرق بين واو الجماعة والواو الأصلية :

واو الجماعة تتصل بالأفعال و تكون متلوة دائما بألف تسمى الألف الفارقة و ذلك للتفريق بينها و بين ألف أخرى ، مثل (يدرسوا ، ادرسوا ، درسوا ، يلعبوا ، العبوا ، لعبوا)

الواو الأصلية في نهاية الأفعال المعتلة الآخر بالواو في الفعل المضارع مثل : يرجو ، يدعو  لا نستطيع الاستغناء عنها لأنها من أصل الفعل .

 التفريق بين الواو الأصلية والزائدة فيكون كما يلي:

ـ الواو الأصلية من أصول الفعل وإذا حذفت اختل الفعل فمثلا:يدعو فالواو هنا لوحذفت لصار الفعل هكذا (يدع) ولا يكون هكذا إلا في حالة الجزم، بينما واو الجماعة الزائدة فيجوز حذفها مع بقاء الفعل كاملا بحروفه الأصلية فمثلا: (خرجوا ـ اخرجوا ) فلو حذفنا الواو لبقي الفعل على أصوله هكذا :(خرجَ ـ اخرجْ) .

يشيع في الخطابات الرسمية والمراسلات خطأ كتابة الفعل ” نرجو “؛ فيكتبه الكثير على هيئة (نرجوا) بزيادة الألف بعد الواو، وهذا غير صحيح ؛ إذ الواو هنا أصلية في الفعل وليست واو الجماعة في مثل: (يسمعوا) في حالة النصب والجزم.

الألف الفارقة

ـ تزاد الألف الفارقة بعد واو الجماعة للتفريق بينها وبين واو العلة في الأفعال المعتلة الآخر بالواو . وتسمى الألف الفارقة.

تزاد في الفعل الماضي ، والأمر ، والمضارع المنصوب والمجزوم.

مثل : قالوا ، قولوا ، لن يقولوا ، لم يقولوا.

مع التنبيه على عدم زيادتها في مثل : يدعو ، ينجو ، يرسو ، يمحو . نرجو ، ندعو.

ولا تزاد الألف أيضا بعد واو الجمع المضاف .

 مثل : حضر معلمو المدرسة . وسافر مهندسو البناء.


دخول حروف الجر على ما الاستفهامية :

 إذا دخلت حروف الجر على"ما" الاستفهامية حُذفَت الألف من "ما":
 
"
إلى + ما الاستفهامية" = إلامَ؟ (إلامَ تنظر؟) .
 
"
مِن + ما الاستفهامية" = مِمَّ؟ (ممَّ تخاف؟) .

"عن + ما الاستفهامية" = عمَّ؟ (عمَّ تتحدث؟) .

"ب + ما الاستفهامية" = بِمَ؟ (بمَ استمتعتَ؟) .

"على + ما الاستفهامية" = عَلَامَ؟ (علامَ ركّزت؟) .

"في + ما الاستفهامية" = فِيمَ؟ (فيمَ نظرتَ؟) .

"ل + ما الاستفهامية" = لِمَ؟ (لِمَ وضعتَ هذا الأساس ؟) .
لا تدخل كاف الجر على ما الاستفهامية .
 
"
حتى + ما الاستفهامية" = حتَّامَ؟ (حتَّامَ أنتظرك؟) .

  كذلك الأمر في حرف الجر من فحينما يدخل على ما تصبح منما وبحذف الألف تصبح منم، وهنا يتم إدغام النوم مع الميم لتصبح مم ؟
 

 

 تثنية الأسماء المنتهية بالهمزة :
في حالة تثنية أو جمع الاسم الذي ينتهي بالهمزة المتطرفة ، فتكون على حالتين: - أما الأولى منها فهي همزة يسبقها حرف غير قابل للاتصال بما يليه ، ومن تلك الحروف الراء والزاي والذال والدال والواو ، فتكون الهمزة على السطر كما هي ، ويتم إضافة الألف والنون ، ومثال على التثنية جزء تكتب جزءان وعطاء تكتب عطاءان.

- في الحالة الثانية كان الحرف السابق للهمزة يقبل الاتصال بما يليه ، وهي كل الحروف في اللغة العربية  ، ما عدا حروف الزاي والراء والذال والدال والواو،  يتم كتابة الهمزة على نبرة ، والتي منها عبء وتثنى عبئان ، وكلمة بطء يتم تثنيتها في بطئان .


قاعدة العدد 100 : 

الأعداد مئة، وألف، ومليون تُعرب حسب موقعها في الجملة؛ فتُرفع بالضمة، وتُنصب بالفتحة، وتُجر بالكسرة.

 مثل: جاء مائةُ طالبٍ إلى المدرسة، وكرّمتُ مائةَ طالبٍ، واحتفيتُ بمائةِ معلمٍ.

يكون تمييزهما اسمًا مفردًا مجرورًا بالإضافة.

.
 



الهمزة المتوسِّطة

تعريف الهمزة المتوسِّطة

هي الهمزة التي تقع بين حرفين أو أكثر في كلمة واحدة.

 وحتَّى نتقن كتابة الهمزة المتوسطة، علينا معرفة الحركات في اللغة العربية، وما يناسبها من الأحرف، وعلينا كذلك معرفة ترتيب الحركات من حيث القوة، فالحركات ترتب حسب القوة على النَّحو الآتي:

الكسرة: وهي أقوى الحركات، ويناسبها النَّبرة أو الياء.

الضَّمَّة: وتلي الكسرة في القوَّة ويناسبها الواو.

الفتحة: وتلي الضَّمَّة ويناسبها الألف.

السُّكون: ويلي الفتحة وهوأضعف الحركات.

قواعد كتابة الهمزة المتوسِّطة

لكتابة الهمزة المتوسِّطة ننظر إلى حركتها وحركة الحرف الذي قبلها، ثمَّ نكتبها على الحرف الذي يناسب الحركة الأقوى.

القاعدة الأولى: كتابة الهمزة على نبرة

إذا كانت الهمزة ساكنة وما قبلها مكسور، مثل: (بِئْس، بِئْر).

إذا كانت الهمزة مكسورة وما قبلها ساكن، مثل:( أسْئِلة، جزْئيَّة).

إذا كانت الهمزة مكسورة وما قبلها مضموم، مثل:(سُئِلت، يستهزِئُون) .

إذا كانت الهمزة مكسورة وما قبلها مفتوح، مثل:(سَئِم، لَئِن) .

إذا الهمزة مكسورة وما قبلها مكسور، مثل:(متجرِئِين، متكِئِين) .

القاعدة الثَّانية: كتابة الهمزة على الواو

إذا كانت الهمزة ساكنة وما قبلها مضموم، مثل: (مُؤْمن، يُؤْثر).

إذا كانت الهمزة مضمومة وما قبلها ساكن، مثل: (تفاؤُل، تثاؤُب) .

إذا كانت الهمزة مضمومة وما قبلها مضموم، مثل: (كُؤُوس، رُؤُوس) .

إذا كانت الهمزة مضمومة ما قبلها مفتوح، مثل: (يَؤُوب، يقرَؤُه) .

إذا كانت الهمزة مفتوحة وما قبلها مضموم، مثل: (مُؤَذِّن، يُؤَجِّل) .

القاعدة الثَّالثة: كتابة الهمزة على الألف

إذا كانت الهمزة مفتوحة وما قبلها ساكن، مثل: (فجْأَة، مسْأَلة) .

إذا كانت الهمزة مفتوحة وما قبلها مفتوح، مثل: ( سَأَل، مكافَأَة) .

إذا كانت الهمزة ساكنة وما قبلها مفتوح، مثل: (رَأْس، يَأْخذ) .

الحالات الشَّاذة للهمزة المتوسِّطة

الهمزة المفتوحة بعد الألف السَّاكنة تُكتب منفردة، مثل: (قراءة، عباءة، جزاءهُ) .

الهمزة المفتوحة والمضمومة بعد الواو السَّاكنة تُكتب منفردة، مثل: (ضوْءَهم، ضوْءُه، هدوْءُه) .

الهمزة المفتوحة أو المضمومة أو المكسورة بعد الياء السَّاكنة تُكتب منفردة، مثل: (مشيْئة، هيْئة، بيْئة).


الف تنوبن النصب :

تعريف ألف تنوين النصب وكيفية كتابتها يعرّف التنوين بأنّه نونٌ تثبت لفظًا لا كتابة ، وتحدد ألف التنوين بأنّها ألف ترسم في الاسم المنصوب ومثال ذلك جملة: (رأيتُ زيدًا) ففي هذه الجملة رافقت التنوينَ ألفٌ تلفظ ألفًا عند الوقف عليها، وتلفظ نونًا عند وصل الكلام.

 الحالات التي تضاف فيها ألف تنوين النصب :

الاسم المنتهي بحرف صحيح وتكون هذه الألف في الوقف بدلًا من تنوين الصرف، شريطة أنْ لا يكون حرف الإعراب في تلك الكلمة تاء التأنيث التي تبدل هاءً عند الوقف كما سيأتي في حالات المنع ، ومثال ذلك جملة: (اشتريتُ كتابًا) فثبتت الألف مع التنوين في حالة النصب؛ لأنّها على حرف صحيح، ولم تنته بتاء تأنيث، وتنطق ألفًا عند الوقف لا تنوينًا.

الاسم المنتهي بهمزة قبلها واو تكتب الألف في هذه الحالة بعد الهمزة المنفصلة غير المتّصلة بما قبلها، ويكون التنوين على الهمزة لا على الألف، وهذه الألف تلفظ نونًا عند الوصل، وألفًا عند الوقف ومثال هذا جملة: (شاهدتُ ضوءًا من مكان بعيد) فكلمة (ضوءًا) قد نوّنت بالفتح، وألحقت الألف؛ لأنّها جاءت بعد همزة قبلها واو.

 الاسم المنتهي بهمزة قبلها ياء تكتب الألف في هذه الحالة متّصلة بالياء المنوّنة؛ لأنّ الياء يمكن وصلها بالألف عن الرسم، وهذه الألف تلفظ نونًا عند الوصل، وألفًا عند الوقف، ومثال ذلك جملة: (حملتُ شيئًا) فلحقت الألف همزة منوّنة بالنصب قبلها ياء.

 الاسم المنتهي بهمزة قبلها حرف صحيح ساكن وتكتب الألف في هذه الحالة بعد الهمزة المتّصلة بما قبلها، ويكون التنوين على الهمزة لا على الألف، وهذه الألف تلفظ نونًا عند الوصل، وألفًا عند الوقف،  ومثال ذلك جملة: (سمعتُ قارئًا) فلحقت الألف همزة منوّنة بالنصب قبلها حرف صحيح.

الحالات التي لا تضاف فيها ألف تنوين النصب

لتنوين النصب حالات لا يجوز فيها أن يتبع الحرف المنصوب سواء أكان منوّنًا أم غير منوَّن، وبيان ذلك كما يأتي:

إذا كان الاسم مقصورًا: والاسم المقصور هو الذي ينتهي بألف، ولا تتبعه ألف النصب في هذه الحالة، كما في جملة: (اتكأت على عصًا).

 إذا كان الاسم مختومًا بهاء التأنيث: وهاء التأنيث هي تاء التأنيث إلّا أنّها تبدل في الوقف هاءً، ومثال ذلك جملة: (أكلتُ تمرةً).

إذا كانت الهمزة المنوّنة مرتكزة على ألف: وفي هذه الحالة لا يلحق الهمزة ألف المدّ؛ كراهة اجتماع ألفين، ومثال ذلك جملة: (سمعتُ نبأً).

 إذا كانت الهمزة مسبوقة بألف: لا تتبع الهمزة الألف؛ كراهة اجتماع ألفين، ومثال ذلك جملة: (رأيتُ عطاءً).



الإملاء :

يملي أحد الأبوين الآية الأولى من الآيات لكريمة غيبا .



التعبير :

1- وظف المفردات الآتية في جمل مفيدة من تعبيرك :

ينفق: ينفق الأب على أبنائه.

ربوه: يعيش خالي على ربوة في نواحي القرية .

 يضاعف: يضاعف الله أجر المحسنين .

يتبع: يجب على المسلم أن لا يتبع صدقته بالمن والأذى .

2- اكتب ثلاثة من أسباب كسب مودة الآخرين .

- التبسم في وجه الاخرين.

-   المعاملة الحسنة.

-   الصدق في التعامل مع الآخرين .

3- اكتب موضوعا تعبيريا عن أثر الابتسامة ه وفوائدها مستخدما الأساليب اللغوية المتنوعة مثل التعجب والاستفهام مستعينا بما يأتي :

- للابتسامة أثر إيجابي في صحة الإنسان مثل تنشيط الدورة الدموية وتخفيف الضغط النفسي والاسهام في علاج المرضى.

-  أثر الابتسامة في كسب مودة الآخرين ب إدخال السرور في قلوبهم .

- الابتسامة لا تكلف شيئا ولكنها تعني كثيرا .

-  تحث الابتسامة الإنسان على التفاؤل وحب العمل والانتاج.

 - قال صلى الله عليه وسلم في "تبسمك في وجه أخيك صدق ".