الفكرة الرئيسة: للغضبِ آثارٌ سلبيةٌ كثيرةٌ؛ لذا أرشدَنا الإسلامُ إلى ضبطِ النفسِ ومواجهةِ الغضبِ؛ لمنعِ التّصرفاتِ الّتي تؤثرُ سلبيًّا في الفردِ والأسرةِ والمجتمعِ.
|
أتهيأُ وأستكشفُ
أتدبّرُ الموقفَ الآتِيَ، وأُجيبُ عَنِ الأسئلةِ الّتي تليهِ:
خاطبَ رجلٌ أميرَ المؤمننَ عمرَ بنَ الخطّابِ قائلاً: "إنَّك لا تقضي بالعدلِ، ولا تُعطي الحقَّ"، فغضبَ واحمرَّ وجهُهُ. قيلَ لَهُ: يا أميرَ المؤمننَ، أَلَاْ تسمعْ أنَّ اللهَ تَعالى يقولُ: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعرافُ: 199 ] وهذا جاهلٌ، فقالَ: "صدقْتَ، فكأنَّما كانَ نارًا فأُطفِئَتْ". [رواهُ البخاريُّ].
1. ما علامةُ الغضبِ الّتي ظهرَتْ على سيّدِنا عمرَ بْنِ الخطّابِ ؟
- احمرَّ وجهُهُ.
2. كيفَ انطفأَ غضبُ سيدِنا عمرَ ؟
- عندما اخبره أحدهم بقوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ فانطفأ غضبه.
نص الحديث |
معاني المفرداتُ والتراكيبُ |
بطاقة تعريفية براوي الحديث |
عَنْ أبي هريرةَ رضي الله عنه (أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أوْصِنِي، قالَ: "لا تَغْضَبْ"، فَرَدَّدَ مِرارًا، قالَ: "لا تَغْضَبْ ". [رواهُ البخاريّ]. |
|
|
أولًا: طلبُ النصيحةِ مِنْ أهلِ الحكمةِ
كانَ الصّحابةُ يجلسونَ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يتعلمونَ مِنْهُ أمورَ دينِهِمْ، وبَيْنَما هُوَ مَعَ أصحابِهِ يومًا أتاهُ رجلٌ طالبًا مِنْهُ وصيّةً جامعةً خصالَ الخيرِ؛ فأوصاهُ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِهِ :"لا تغضبْ"، وكرّرَها مرّاتٍ عدّةً؛ لعلمِهِ أَنَّ الغضبَ مِنَ الشيطانِ وأَنَّ لَهُ آثارًا سيئةً وعواقبَ غيرَ محمودةٍ.
وقد ذكرَ أنسٌ بْنُ مالكٍ أنَّهُ كانَ يمشي مَعَ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجذبَ أعرابيٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مِن ثوبِهِ حتّى أثّرَ في كَتِفِهِ، وقالَ: أعطِني مِنْ مالِ اللهِ الّذي عندَكَ، فضحكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وأمرَ لَهُ بعطاءٍ.
ثانيًا: مفهومُ الغضبِ
أرتّبُ وأكتشفُ: أرتّبُ الكلماتِ الآتيةَ لأكتشفَ معنى الغضبِ، وأكتبُهُ:
الغضب: هي حالة انفعال يمر بها الإنسان تخرجه عن طبيعته.
ثالثًا: أسباب الغضبِ
للغضبِ عواملُ كثيرةٌ وأسبابٌ متعددةٌ، أهمُّها البيئةُ المحيطةُ بالإنسانِ وما قَدْ يواجهُهُ فيها، مثلَ: التعرضِ للإساءةِ بسببِ المزاحِ الخارجِ عَنْ حدودِهِ، أَوِ السّبِّ والشّتمِ، أَوِ الاستهزاءِ بِهِ والسخريةِ مِنْهُ، أَوِ التعرّضِ لدينِهِ ووطنِهِ، وغيرِها.
أستنتجُ سببَ الغضبِ في كلٍّ مِنَ المواقفِ الآتيةِ:
الموقفُ |
سببُ الغضبِ |
تلعثمَ باسمٌ بالكلامِ، فسخرَ مِنْهُ زميلُهُ. |
الاستهزاء و السخرية |
نادَتْ لينا أختَها بلقبٍ لا تحبُّهُ. |
الشتم |
اعتدى سامرٌ على أغراضِ صديقِهِ بإخفائِها مازحًا مَعَهُ. |
المزاح الخارج عن حدود |
رابعًا: آثارُ الغضبِ
يترتّبُ على الوقوعِ في الغضبِ آثارٌ سلبيةٌ تعودُ على الفردِ والمجتمعِ، مِنْها:
- انتشارُ العداوةِ والبغضاءِ بَينَ أفرادِ المجتمعِ بسببِ ما قَدْ يحدثُ مِنَ الشتمِ واللّعنِ لحظةَ الغضبِ وما بعدَها.
- سوءُ الحالةِ الصحيةِ والنفسيةِ للشخصِ الغاضبِ، ممّا يسببُ الأمراضَ النفسيةَ لهُ.
- تجنّبُ الناسِ التعاملَ مَعَ الشخصِ سريعِ الانفعالِ والغضبِ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ شَرَّ النَّاسِ منزِلةً عِندَ الله مَنْ تَرَكَهُ- أوْ وَدَعَهُ الناّسُ- اتِّقاءَ فُحْشِهِ" [رواهُ البُخاريُ ومسلمٌ].
- يمكنُ أَنْ يؤدّيَ الغضبُ بالشخصِ الغاضبِ إلى ارتكابِ الجرائمِ، كالقتلِ والإيذاءِ والتخريبِ.
- يمكنُ أَنْ يؤثّرَ الغضبُ المستمرُّ في صحةِ القلبِ؛ إِذْ إِنَّهُ يزيدُ مِنْ سرعةِ ضرباتِ القلبِ عَنِ المعدلِ الطبيعيِّ، ممّا يسبّبُ النّوباتِ القلبيةَ.
خامسًا: وسائلُ مواجهةِ الغضبِ والحدِّ مِنْهُ
1) الاستعاذةُ باللهِ تعالى مِنَ الشيطانِ الرجيمِ.
2) ذِكرُ اللهِ تعالى؛ فالذّكْرُ طمأنينةٌ للقلبِ وراحةٌ للنفسِ وانشراحٌ للصدرِ.
3) تغييرُ الهيئةِ الّتي يكونُ الإنسانُ عَلَيْها، فَإِذا كانَ واقفًا يجلسُ.
4) السكوتُ وتركُ الكلامِ في الموضوعِ الّذي يسبّبُ الغضبَ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا غَضِبَ أحدُكم فلْيسكتْ " [رواهُ أحمد].
5) الوضوء؛ لقولِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "الغضبُ مِنَ الشيطانِ، وإِنَّ الشيطانَ خُلِقَ مِنَ النّارِ، وإنَّما تُطفَأُ النارُ بالماءِ، فإذا غضبَ أحدُكُمْ فَلْيتوضأْ". [رواهُ أبو داود].