التربية الإسلامية فصل أول

المواد المشتركة أول ثانوي

icon

التَّعلُّمُ القَبليُّ

بنى الإسلام المجتمعات على جملة من المبادئ السّامية، التي تضمن تماسك المجتمع وقوّته، مثل: الأخوّة والتّضحية والتّعاون والتّكافل، فاحتياجات الناس كثيرة، ولا بدّ من التّكاتف لتحصيلها.

 

أَفهمُ وأَحفظُ

معاني المفردات والتراكيب

الحديث الشريف

  • نفَّسَ: فرَّجَ.
  • كُرْبةً: شِدةً.
  • مُعسِر: عَاجزٍ عَنْ سَدادِ دَينِهِ.
  • يلتمسُ: يَطلُبُ.                 
  • السَّكينةُ: الطُمأنينةُ.
  • حَفَّتْهُمُ: أَحاطَتْ بِهم.
  • بَطَّأ: قصَّر.

عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه عَنِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قَال: «مَنْ نَفَّسَ عن مؤمنٍ كُرْبَةً منِ كُرَبِ الدُّنيا نفَّسَ الله عنه كُرْبةَ منِ كُرَبِ يومِ القيِاَمَة، ومَنْ يسَّر على مُعْسِر يَسَّر اللهُ عليه في الدُّنيا والآخرة ومَنْ سَتَر مُسْلمِاً سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ، واللهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كَانَ العبدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلتَمِسُ فِيهِ عِلمًا سَهَّلَ اللهُ له به طريقًا إلى الجنَّةِ، وما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بُيوتِ الله يَتْلُونَ كتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بينهم إلا نَزَلَتْ عليهم السَّكِينَةُ وغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمةُ وحَفَّتْهُمُ الملائكِةُ، وذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِندَهُ، ومَنْ بَطَّأ بهِ عَمَلُهُ لَيُسرع بهِ نَسَبُهُ » (رواه مسلم)

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف إلى جملة من الأعمال التي تجعل الفرد فاعلً في مجتمعه، وهي أعمال تهدف إلى تماسك المجتمع وقوّته، ومن هذه الأعمال:

أَولًا: تفريج الكرب

  • يُعدُّ السّعي لتفريج الكربات وقضاء حاجات الناس وتقديم النّفع لهم من أعظم الطّاعات وأفضل الأعمال والقربات؛ ومن ذلك إمهال المعسر في سداد دَيْنه حتّى يوسر أو مسامحته بالدَّين أو بجزء منه، قال تعالى:( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 280].
  • وقد كان رسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة لنا في هذا الجانب إذ كان صلى الله عليه وسلم يعين مَنْ يحتاج العَون ويقف معه؛ ولذلك مدحته السيّدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها فقالت: «كلّا والله ما يُخزيك الله أبدًا، إنَّك لَتَصِلُ الرَّحمَ، وتحملُ الكلَّ، وتُقري الضَّيفَ، وتُكسبُ المعدومَ، وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ » (رواه البخاري).
  • وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ مَنْ فرّج كُربات الناس في الدّنيا فإنّ الله تعالى تَكَفَّلَ بتفريج كرباته في الدّنيا والآخرة، ومَنْ يَسَّر على الناس وقضى عنهم ديونهم فجزاؤه أنْ يُيَسَر الله تعالى له الخير في الدّنيا والآخرةِ.

 

ثانيًا: السّتر على الناس

  • كل ابن آدم خطّاء، وليس من أحد إلاّ وله خطأ لا يحبّ أن يطّلع عليه الناس، ولذلك حثّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم على السَّتر وحفظ أسرار الناس وخصوصيّاتهم وعدم نشرها؛ لما في ذلك من حفظ عوراتهِم ، والإمساك عمّا يسوؤهم.
  • ولأنّ السَّتر يزيد المحبّة ويقوي العلاقات بين الناس، فالمؤمن يستر وينصح، ولا يفضح أو يشهّر.
  • ومن صفات الله -عزَّ وجلَّ- أنّه سِتّيرٌ، يستر الذّنوب والعيوب.
  • وقد بيّن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ الله سبحانه وتعالى يُسدل سِتره في الدّنيا والآخرة على عبده الذي يستر غيره من الناس.

 

ثالثًا: طلب العلم النّافع

  • حثّ الإسلام على طلب العلم، وجعل لأهل العلم منزلة عالية، قال تعالى:(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة: 11).
  • كما بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ اجتماع المسلمين لتعلُّم كتاب الله تعالى وتلاوته ومُدارسته وخاصة في المساجد، من أعظم الأعمال التي يقضي المسلمون فيها أوقاتهم.
  • وقد قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «خيرُكُم مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ » (رواه البخاريّ)، فمُدارسة كِتاب الله تعالى سبب للتكريم.
  • وقد ذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أنّ من صور هذا التكريم:

أ . نزول السكينة والطمأنينة عليهم.

ب. حضور الملائكة لهذه المجالس إكرامًا لأهلها وتعظيمًا لصنيعهم، وحفظها لهم.

ج . فوزهم برحمة الله تعالى.

د . ثناء الله تعالى عليهم وذكره لهم.

 

رابعًا: ميزان التّفاضل

  • وجّه النّبيّ المسلمين إلى أنّ مقياس التّفاضل الحقيقيّ بين الناس هو تقوى الله والعمل الصّالح؛ قال تعالى:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: 13).
  • وبيّن صلى الله عليه وسلم أنّ مكانة الإنسان ومنزلته عند الله تعالى من خلال عمله وجهده وليس نسبه.
  • ولا يعني هذا عدم الاهتمام بالأنساب ورعايتها؛ فالنّسب إذا جاء مع العلم والعمل الصّالح فهو خير، أمّا إذا كان دون إيمان وعمل صالح فإنّه لا يفيد صاحبه شيئًا؛ لأنّ العبرة ليست بالأنساب وإنّما بالأعمال الصّالحة وتقوى الله -عزَّ وجلَّ-.
  •  وفي هذا توجيه إلى الحرص على العمل والجدّ والمثابرة حيث لا ينفع الإنسان عند الله تعالى مال ولا نسب ولا جاه، وإنما ينفعه عمله الصالح؛ قال تعالى:( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) (المؤمنون: 101).

 

صورة مشرقة

وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا مخاطبًا أقاربه فقال: «يا معشرَ قريشٍ اشْتروا أنفسُكَم مِنَ الله،ِ لا أُغْنيِ عَنكُم من الله شيئًا، يا بَنيِ عبدِ المُطَّلبِ لا أُغنيْ عَنكُم مِنَ الله شيئًا، يا عباسُ بنُ عبدِ المطلبِ لا أُغني عنكَ من الله شيئًا، يا صَفيةُ عمَّةَ رسولِ الله لا أُغنيِ عنكِ مِنَ الله شيئًا، يا فاطمةُ بنتَ محمدٍ، سلِيني ما شئتِ، لا أُغنِيْ عنكِ مِنَ اللهِ شيئًا » (رواه البخاريّ ومسلمٌ).

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

  • التشهير: هو إذاعة السّوء عن شخص أو جهة أو غير ذلك، ويكون ذلك بذكر عيوبهم صدقًا أو كذبًا،
  • وهو فعل محرم شرعًا؛ لأنّه من الغيبة والبهتان الذي هو أفحش الكذب، قال تعالى:(وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) (الحجرات: 12)، كما أنّه يؤذي الجهة التي تعرضت للتشهير.
  • وقد توّعد الله من يفعل ذلك قال تعالى:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) (الأحزاب: 58).