مفهوم التعلم الإلكتروني وأنواعه
في ظل النمو المتسارع للمعرفة عن ثورة المعلومات التي نعيشها أصبح العالم يعيش ثورة علمية وتكنولوجية كبيرة كان لها تأثير على مختلف جوانب الحياة وأصبح التعليم يحتاج إلى أساليب ونماذج تعليمية جديدة لمواجهة العديد من التحديات على المستوى العالمي منها: زيادة الطلب على التعليم بالتزامن مع وجود نقص في عدد المؤسسات التعليمية وزيادة كم المعلومات في جميع فروع المعرفة المختلفة فضلا عن ضرورة الاستفادة من التطورات التقنية في مجال التربية والتعليم فظهر نموذج التعلم الإلكتروني ليساعد المتعلم على التعلم في المكان والزمان المناسبين له عن طريق محتوى تفاعلي يعتمد على الوسائط المتعددة (نصوص، صوت، صورة، وحركة)، ويقدم عن طريق وسائط إلكترونية كالحاسوب وشبكة الإنترنت وغيرهما لذا فإن التعلم الاكتروني يعد نمطا جديدا من أنماط التعلم فرضته التغييرات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم، ولم تعد الطرق والأساليب التقليدية قادرة على مسايرتها لذا أصبحت الحاجة ملحة لتبني نوعا آخر من أنواع التعلم وهو التعلم الإلكتروني
تعريف التعلم الإلكتروني:
التعلم الإلكتروني طريقة للتعلم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسوب وشبكات ووسائط متعددة كالصوت والصورة والرسومات ومكتبات إلكترونية ومواقع الإنترنت سواء أكان عن بعد أم في الغرفة الصفية
وباستخدام التعلم الإلكتروني يتجاوز مفهوم التعليم والتعلم جدران الغرفة الصفية ويتيح للمعلم دعم ومساعدة المتعلم في أي وقت ومكان
أنواع التعلم الإلكتروني:
يمكن تصنيف التعلم الإلكتروني من حيث تزامن وجود المشاركين في عملية التعلم الإلكتروني إلى نوعين هما: التعلم الإلكتروني المتزامن (المباشر) والتعلم الاكتروني غير المتزامن ( غير المباشر)
- التعلم الإلكتروني المتزامن (Synchronous E-Learning):
هو التعلم الذي يحتاج إلى دخول المتعلمين والمعلم في الوقت نفسه إلى الموقع الإلكتروني لإجراء النقاش بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم الذي يعد قائد العملية التعليمية والميسر لها
ويحدث التخاطب في اللحظة نفسها بأشكال ثلاثة هي:
- الكتابي: حيث يكتب الشخص ما يريد، والشخص المقابل يرد عليه في اللحظة نفسها
- الصوتي: حيث يستمع كل طرف إلى الآخر مباشرة ( صوتيا فقط)
- المرئي: حيث يستمع كل طرف إلى الآخر ويراه مباشرة (صوتا وصورة )
ويتمتع التعلم الاكتروني المتزامن بمجموعة من الإيجابيات من أهمها:
- حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية
- تقليل التكلفة
- الاستغناء عن الذهاب إلى المدرسة
ومن أهم سلبياته:
- الالتزام بأوقات الدروس
- حاجته إلى أجهزة حديثة
- شبكة اتصالات جيدة
- التعلم غير المتزامن (Asynchronous E-Learning):
هو التعلم الذي لا يحتاج الى وجود الملعم والمتعلمين في الوقت نفسه إذ يستطيع الأشخاص الاتصال فيما بينهم بشكل غير مباشر دون اشتراط لوجودهم في الوقت ذاته باستخدام:
- البريد الإلكتروني (E-Mail): إذ تكون الرسالة والرد كتابيا
- البريد الصوتي (Voice-Mail): إذ تكون الرسالة والرد صوتيا
ويمكن توظيف بعض تقنيات التعلم الاكتروني مثل: المواقع الإلكترونية، والشبكة الداخلية، والأفلام الرقيمة، والأقراص المدمجة، ليحصل المتعلم على دروسه وفق برنامج يتناسب وظروفه وهذا النوع من التعلم يعزز التعلم الذاتي إذ يكون المتعلم قائد العملية التعليمية.
ويتمتع التعلم الإلكتروني غير المتزامن بمجموعة من الإيجابيات من أهمها:
- أن المتعلم يحصل على المادة العلمية حسب الأوقات الملائمة له
- يستطيع المتعلم إعادة دراسة المادة والرجوع إليها إلكترونيا كلما احتاج لذلك
ومن سلبياته:
- عدم استطاعة المتعلم الحصول على تغذية راجعة فورية من المعلم
- الافتقار إلى التفاعل بين المعلم والمتعلم
وما حدث في الأعوام 2020-2021 و 2022 من تحول التعليم إلى الشكل الإلكتروني أو إلى نظام التناوب بسبب Covid-19 جعل العالم يدرك أهمية التعلم إلكترونيا وتوجه العالم إلى الاهتمام به وبطريقة عرض المحتوى الدراسي بحيث يجذب الطلبة ويحقق الغاية منه، لكننا نؤكد على ضرورة التعلم التقليدي (الوجاهي) فلا غنىً عن دور المعلم في الغرفة الصفية ولا عن التفاعل الحاصل بين الطلبة انفسهم، فهنالك مهارات أخرى يتعلمها الطالب عند ذهابه إلى المدرسة اضافة إلى المادة التعليمية.