التَّعلُّمُ القَبليُّ
- بنو هاشم عائلة كريمة من أشراف مكة المكرمة، وقد اختار الله عز وجل منهم سيدنا محمدًا ﷺ، قال ﷺ : «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريشٍ بني هاشم، واصطفاني من بني هاشمٍ».
- وبعد بعثة النبي ﷺ كان لمن آمن منهم دور كبير في خدمة الإسلام والتضحية في سبيله.
- كسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي فدى رسول الله ﷺ بنفسه يوم الهجرة.
- وسيدنا جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه الذي كان أحد القادة في يوم مؤتة وضحى بنفسه في سبيل الله تعالى.
- وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت عالمة جليلة من علماء المسلمين.
الفَهمُ والتَّحليلُ
لآل البيت الكرام مكانة عظيمة في نفوس المسلمين؛ لقربهم من النبي ﷺ واتصالهم بنسبه، ومساندتهم لدعوته.
أولاً: التعريف بآل البيت
هم أبناء سيدنا رسول الله ﷺ وبناته، وأحفاده، وذريته، وزوجاته، وأقاربه، الذين آمنوا برسالة الإسلام من آل هاشم وبني المطلب.
ثانيًا: مكانة آل البيت الكرام وفضلهم
- لآل بيت النبي ﷺ مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، فقد أثنى الله تعـالى عليهم وزكاهـم، كما أن النبي ﷺ كان يكثر الدعاء لهم، ومن ذلك أنه لما نزل قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، دعا فاطمة وحسنًا وحسينًا فجللهم بكساء وعليٌّ خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرًا».
- ولكي يحرص المسلمون على حفظ تلك المكانة أوصى رسول الله ﷺ بهم خيرًا فقال: «أُذكِّرُكُم الله في أهل بيتي».
- كما أن النبي ﷺ قد ذكر بعض فضائل آل البيت كالسيدة فاطمة رضي الله عنها حيث قال لها : «ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة»، والحسن والحسين رضي الله عنهما إذ قال النبي ﷺ: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
ثالثا: تضحيات آل البيت الكرام وجهودهم في نشر رسالة الإسلام
حمل آل البيت الكرام رسالة الإسلام لتبليغها للناس كافة وبذلوا في ذلك تضحيات كبيرة، ومن مواقفهم المشرِّفة:
أ. الثبات على الدين والدفاع عن الدعوة: فقد استجاب سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه له لأمر سيدنا النبي ﷺ عندما أمر المسلمين بالهجرة إلى الحبشة فكان على رأس المهاجرين، وقد استطاع بشجاعته وفصاحته إقناع النجاشي بنصرتهم، وردِّ وفد قريش الذي جاء لاستردادهم خائبًا.
ب. الإنفاق في سبيل الله تعالى: كتضحية أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها بمالها الذي أنفقته في سبيل الدعوة الإسلامية.
ج. جهادهم في سبيل الله تعالى:
- فقد قاد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أول سرية في الإسلام.
- كما قاد عبيدة ابن الحارث رضي الله عنه ثاني سرية، وقد أخرجه رسول الله ﷺ في يوم بدر مع حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم فصرعوا نظراءهم من المشركين.
د. تجسيد معاني الوحدة الإسلامية:
- فسيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه كان سببًا في جمع كلمة المسلمين، وذلك عندما رضي بالتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما عام 41 هـ حقنًا لدماء المسلمين.
- وسُمِّي ذلك العام عام الجماعة؛ لأن الناس اجتمعوا على إمام واحد.
هـ. نشر العلم: فقد برعت أزواجه ﷺ في العلم والتعليم:
- مثل أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما اللتين روتا أحاديث كثيرة عن رسول الله ﷺ وكان الصحابة رضي الله عنهم يستفتونها في كثير من المسائل.
- كما كان عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما، من علماء الصحابة رضي الله عنهم خصوصًا في تفسير القرآن الكريم، فلُقِّبَ بحَبر الأُمّة وترجمان القرآن الكريم، وقد دعا له ﷺ فقال: «اللهمَّ فّقِّهه في الدِّين، وعلِّمه التأويل».
رابعًا: واجبنا تجاه آل البيت الكرام
أ. محبتهم :
- من واجبنا تجاه آل بيت رسول الله ﷺ محبتهم؛ فذلك جزء من الإيمان، قال تعالى: «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»، وقال ﷺ: «والذي نفسي بيده لا يُبغضُنا - أهل البيت- رجلٌ إلا أدخله اللهُ النار».
- وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحبونهم ويجلُّونهم، فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: «لقرابةُ رسول الله ﷺ أحبُّ إلي أن أصل من قرابتي».
- وورد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للعباس رضي الله عنه عند إسلامه: «فوالله لإسلامك حين أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطَّاب لو أسلم، وما بي إلا أنِّي قد عرفت أن إسلامك كان أحبَّ إلى رسول الله ﷺ من إسلام الخطاب لو أسلم».
- إلا أن محبتهم لا تعني تقديسهم أو أنهم معصومون عن الخطأ في الاجتهاد؛ فهم كغيرهم يصيبون ويخطئون.
ب. توقيرهم:
- ضرب سلفنا الصالح أروع الأمثلة في تقدير آل البيت وتوقيرهم ومعرفة حقهم، ومن ذلك (ركب زيد بن ثابت رضي الله عنه، فأخذ ابن عباس رضي الله عنهما بركابه، فقال له: لا تفعل يا ابن عم رسول الله ﷺ. فقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا. فقال زيد: أرني يدك. فأخرج يده، فقبَّلها زيدٌ وقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا ﷺ).
ج. الدعاء لهم:
- ويكون ذلك بالصلاة عليهم فقد قرن الله تعالى الصلاة على النبي ﷺ بالصلاة على آلِ الكرام، فلا تصح الصلاة إلا بذلك، وعندما سأل الصحابة رضي الله عنهم النبي ﷺ: فقالوا: كيف نصلي عليك يا نبي الله؟ قال: ﷺ «قولوا: اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد».
الإثراء والتوسع
دور آل البيت في العصر الحديث
لآل البيت كثير من المواقف المعاصرة في الدفاع عن الإسلام بشتى الوسائل، ومن ذلك:
أ. الحفاظ على المقدسات الإسلامية:
- فقد دافع الهاشميون عن المقدسات الإسلامية في فلسطين وضحوا في سبيل ذلك.
- وخاضت القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي عددا من المعارك في القدس دفاعًا عنها.
- كما تصدى الهاشميون للمزاعم الصهيونية في القدس، التي مثلت تهديدًا مباشرًا للمدينة وتراثها الحضاري.
- وأسهموا في إعادة إعمار المسجد الأقصى المبارك.
ب. إطلاق المبادرات المتنوعة:
- لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية في المحافل الدولية، كرسالة عمان.
- فقد واصل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله مسيرة الهاشميين في إبراز صورة الإسلام السمحة النقية في وجه الفكر التكفيري الذي أساء إلى صورة الإسلام الحنيف.
ج. إنشاء المؤسسات التي تُعنى بنشر الفكر الإسلامي السليم:
- مثل مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، وجامعة آل البيت، وجامعة العلوم الإسلامية العالمية، وإنشاء كليات الشريعة في الجامعات المختلفة.
دراسة معمقة
كتاب (حقوق آل البيت والصحابة على الأمة)، يبين الكتاب أن آل بيت رسول الله ﷺ الكرام هم في الذروة من النسب والحسب؛ لذا تحبهم الأمة وتتعلق بهم، لأنها ترى فيهم امتدادًا للسيرة العطرة لسيدهم ﷺ، ويعرض الكتاب حقوقًا يجب علينا معرفتها، وتأديتها لآل بيت رسول الله ﷺ.