التعلم القبلي:
السُّنَّة النبوية الشريفة: هي كلُّ ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خُلُقية.
جهود العلماء في خدمة السُّنَّة النبوية:
1) عملوا على جمعها.
2)تدوينها.
3)تصنيفها.
4) دراستها، وشرحها.
أَتَأَمَّلُ وَأُحَدِّدُ بالتعاون مع أفراد مجموعتي، أَتَأَمَّلُ الأحاديث النبوية الآتية، ثمَّ أُحَدِّدُ نوع السُّنَّة التي تشير إليها (قولية، فعلية، تقريرية، صفة خلقية): |
|
الحديث النبوي | نوع السُّنَّة |
رَوى ابْنُ عَبّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ الضَّبَّ «أُكِلَ عَلى مائِدَةِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ كانَ حَرامًا ما أُكِلَ عَلى مائِدَةِ رَسولِ اللهِ » (رواه البخاري ومسلم) | تقريرية |
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: «كانَ النَّبِيُّ يوجِزُ الصَّلاةَ، وَيُكْمِلُها » (متفق عليه) | فعلية |
عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنينَ السَّيِّدَة عائشَِةَ رضي الله عنها قالَتْ: «ما رَأَيْتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضاحِكًا حَتّى أَرى مِنْهُ لَهوَاته، إِنَّما كانَ يَتَبَسَّمُ » (رواه البخاري ومسلم)(اللَّهَاةُ: قطعة من اللحم مُتعلِّقة في أعلى الحَلْق) | صفة خلقية |
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أَكونَ أَحَبَّ إلَِيْهِ مِنْ والِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنّاسِ أَجَْمعينَ» (متفق عليه) | قولية |
الْخَريطَةُ التَّنْظيمِيَّةُ
الفهم والتحليل
- السُّنَّة النبوية الشريفة المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم.
أولًا: مكانة السُّنَّة النبوية الشريفة في القرآن الكريم
يجب على المسلم الأخذ بالسُّنَّة النبوية الشريفة، والعمل بأحكامها وتوجيهاتها.
أكَّد القرآن الكريم أهمية السُّنَّة النبوية الشريفة. ومن ذلك:
أ . أكّد القرآن الكريم أنَّ السُّنَّة النبوية الشريفة وحي من الله . قال تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى﴾.
ب. أمر الله تعالى بالاستجابة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نََهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾.
ج. ربط الله طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته سبحانه. قال تعالى: ﴿مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾.
د . حذر الله تعالى من مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: ﴿فليحذر الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَن أَمرِه أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
ثانيًا: حُجِّية السُّنَّة النبوية الشريفة
حُجِّية السُّنَّة النبوية الشريفة تعني أنَّها دليل شرعي على الأحكام الشرعية التي يجب العمل بها.
أجمع علماء الأُمَّة على حُجِّية السُّنَّة النبوية الشريفة، وأنَّه لا يجوز تركها بدعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم، ولأنَّ تركها يؤدّي إلى تضييع أحكام إسلامية عديدة، أو عدم فهمها، أو الجهل بكيفية تطبيقها.
لا يجوز الاكتفاء بالقرآن الكريم، وترك السُّنَّة النبوية الشريفة، لأسباب منها:
1) لأنَّها بيَّنت كثيرًا من أحكام الشريعة الإسلامية وفصَّلتها.
2) لأنَّ تركها يؤدّي إلى تضييع أحكام إسلامية عديدة، أو عدم فهمها، أو الجهل بكيفية تطبيقها.
أَتَدَبَّرُ وَأُبَيِّنُ أَتَدَبَّرُ الآية الكريمة الآتية، ثمَّ أُبَيِّنُ وجه الاستدلال بها على حُجِّية السُّنَّة النبوية المُطهَّرة: |
وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاحتكام إلى سنته. |
ثالثًا: علاقة السُّنَّة النبوية الشريفة بالقرآن الكريم
أ. تأكيد ما جاء في القرآن الكريم: مثل:
- قوله صلى الله عليه وسلم : «إنَِّهُ لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إلَِّا بطِِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ » (رواه أحمد)؛ ففي ذلك تأكيد لِما جاء في الآية الكريمة الدالَّة على تحريم أخذ شيء من أموال الناس بغير حقٍّ. قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)(البقرة:29).
ب. تفسير ما جاء في القرآن الكريم وبيانه: مثل:
- في جانب العقيدة: قال تعالى:(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)(الأنعام:82).بينت السنة الشريفة أن المراد بالظلم في الآية الكريمة، هو الشِّْك. فقد فهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم أنَّ المقصود بالظلم في الآية الكريمة هو جميع صور الظلم، فقالوا: أَيُّنَا لَْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟! فَقالَ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ كَما تَظُنّونَ، إِنَّما هُوَ الشِّرْكُ، كَما قالَ لُقْمانُ لابنِهِ: ﴿يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم﴾ (لقمان:13)». (متفق عليه)
- في جانب العبادات: قال تعالى: (وأقيموا الصلاة)﴿البقرة:43 ﴾ففصَّلت السُّنَّة النبوية الشريفة عدد ركعاتها وأوقاتها وسُنَنها، ودعت المسلمين إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية أدائها، قال صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَ رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي » (رواه البخاري).
- في جانب المعاملات: قال تعالى:(من بعد وصية توصون بها أو دين)(النساء:12)، جاء لفظ (وصية) في الآية الكريمة غير مُقيَّد بمقدار مُعيَّن، فبيَّنت السُّنَّة النبوية الشريفة مقدار الوصية، وحدَّدتها بألّا تزيد على الثلث. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثير » (متفق عليه).
- في جانب المطعومات: قال تعالى:(حرمت عليكم الميتة والدم)(المائدة:3)، جاء النص في الآية الكريمة عامًّا بتحريم كلِّ مَيْتةٍ ودَمٍ، فاستثنت السُّنَّة النبوية الشريفة نوعين من أنواع المَيْتة والدماء من التحريم، وفي هذا تفسير وبيان لما جاء في القرآن الكريم؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ لَنا مَيْتَتانِ، وَدَمانِ؛ فَأَمّا الْمَيْتَتانِ فَالْحوتُ وَالْجَرادُ، وَأَمّا الدَّمانِ فَالْكَبدُِ وَالطِّحالُ » (رواه ابن ماجه).
ج.إضافة أحكام جديدة لم تَرِدْ في القرآن الكريم:
ورد في السُّنَّة النبوية أحكام كثيرة لم يَرِدْ ذِكْرها في القرآن الكريم، وأُمِر الناس بالعمل بها؛ لأنهَّا وحي من الله تعالى. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَلا إنِّي أُوتيِْتُ الْكِتابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ » (رواه أحمد). ومن الأمثلة على ذلك:
- تحريم جمع الرجل في الزواج بين المرأة وعمَّتها، أو المرأة وخالتها في الوقت نفسه؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: «لا يُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتهِا، وَلا بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخالَتهِا » (متفق عليه).
- تحريم كلِّ ذي ناب من السِّباع؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أَكْلُ كُلِّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ حَرامٌ » (رواه مالك في المُوطَّأ).
- تحريم أكل لحوم الحُمُر الأهلية.
- تحريم الذهب على الرجال.
- وجوب صدقة الفطر.
- جواز المسح على الخُفَّين.
أَتَعاوَنُ وَأُحَدِّدُ أَتَأَمَّلُ النصوص الشرعية الآتية، ثمَّ أُحَدِّدُ دور السُّنَّة النبوية في التشريع (التأكيد، التفسير والبيان، الإضافة): |
||
القرآن الكريم | السُّنَّة النبوية | دور السُّنَّة النبوية |
قال تعالى:(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)(المائدة:93). | قالَ صلى الله عليه وسلم: «إنَِّ دِماءَكُمْ وَأَمْوالَكُمْ عَليَكُْمْ حَرامٌ »(رواه البخاري ومسلم) | التأكيد |
قال تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا) (آل عمران: 97) | قالَ صلى الله عليه وسلم: «لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ » (رواه مسلم) |
التفسير والبيان |
لم يَرِدْ نصٌّ في القرآن الكريم عن تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال. |
قالَ صلى الله عليه وسلم: «حُرِّمَ لِباسُ الْحَريرِ وَالذَّهَبِ عَلى ذُكورِ أُمَّتي، وَأُحِلَّ لِإِناثهِِمْ » (رواه الترمذي) | الإضافة |
الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ
واجبنا تجاه السُّنَّة النبوية الشريفة
أ . التمسُّك بها والتزامها: قال تعالى: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر﴾ (النساء: ٥٩ ). والمقصود بالرَّدِّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرجوع إليه في حال حياته، والرجوع إلى سُنَّته بعد وفاته. قال تعالى: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا) (النساء: ٦٥).
ب. تعلُّمها وتعليمها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقالَتي، فَوَعاها، فَبَلَّغَها؛ فَإنَِّهُ رُبَّ حامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بَفَقيهٍ، وَرُبَّ حامِلِ فِقْهٍ إِلى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ » (رواه الترمذي).
ج.بذل الجهود لحفظها من الضياع:
1) جمع السُّنَّة النبوية الشريفة. 2) تدوينها. 3)بيان صحيحها من ضعيفها.
ومن تلك الجهود في العصور القديمة:
- ما فعله المُحدِّثان الكبيران البخاري ومسلم في (الصحيحين).
- الإمام مالك في (الموُطَّأ).
-الإمام أحمد في (المسند).
وكذلك ما قدَّمه العلماء من شرح للسُّنَّة النبوية الشريفة، مثل:
- الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري).
- الإمام النووي في كتابه (المنهاج شرح صحيح مسلم).
ومن الجهود المعاصرة لحفظ السُّنَّة النبوية الشريفة:
* الموسوعات الإلكترونية.
* تطبيقات الهواتف المحمولة.
* المواقع الإلكترونية الموثوقة التي تنشر السُّنَّة النبوية الشريفة، وتعرض الأحاديث النبوية الشريفة وشروحاتها، وتُوفِّر خدمة البحث عنها وتخريجها.
* إنشاء الجمعيات التي تُعْنى بالحديث النبوي الشريف وعلومه.
د . رَدُّ الشُّبُهات والدفاع عنها أمام المُشكِّكين:
عن طريق:
- توظيف الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي في دحض مزاعم المُتحامِلين على السُّنَّة النبوية.
- عقد الندوات والمحاضرات التي تدافع عن السُّنَّة الشريفة.