التغيُّرُ الاجتماعيُّ
أتخيّلُ نَفسي هُناكَ
في أثناءِ زيارتِنا أحدَ أصدقاءِ والدي في إحدى القرى الأردنيّةِ، أثارَتْ انتباهي السلوكاتُ الاجتماعيّةُ والخِدْماتُ النوعيّةُ المتوافرةُ في القريةِ والأعمالُ التي يُمارسونَها، وشدَّ انتباهي أنّها تختلفُ عنْ أفكاري التقليديّةِ حولَ القرى.
التغيُّرُ ظاهرةٌ طبيعيّةٌ تمَسُّ الفردَ والمجتمعَ، وتعني الاختلافَ بينَ الحالةِ الجديدةِ والحالةِ القديمةِ. والتغيُّرُ الاجتماعيُّ عمليّةُ تحوّلٍ أوْ تعديلٍ أوْ اختلافٍ في العَلاقاتِ والأدوارِ والمؤسّساتِ الاجتماعيّةِ في مجتمعٍ مُعيّنٍ عبرَ الزمنِ، وقدْ يكونُ التغيُّرُ إيجابيًّا أوْ سلبيًّا.
يُمكنُ تصنيفُ التغيُّرِ الاجتماعيِّ وَفقَ الهدفِ إلى تغيُّرٍ مقصودٍ ومُخطّطٍ لَهُ وتغيُّرٍ تلقائيٍّ. ويُصنَّفُ التغيُّرُ إلى تغيُّرٍ إيجابيٍّ مقبولٍ ومقصودٍ اجتماعيًّا لأنّه في مصلحةِ الفردِ والمجتمعِ، مثلَ تغيُّرِ أدوارِ المرأةِ الأُردنيّةِ، وتغيُّرٍ سلبيٍّ غيرِ مقبولٍ اجتماعيًّا لأنّه يتسبّبُ في إفرازِ مشكلاتٍ اجتماعيّةٍ.
أمّا مِنْ حيثُ الزمنُ، فيُمكنُ تصنيفُ التغيُّرِ الاجتماعيِّ إلى تغيُّرٍ قصيرِ المَدى وطويلِ المَدى، فقصيرُ المَدى يحدثُ بوصفِهِ ردَّ فعلٍ على بعضِ الأحداثِ، كالتغيُّراتِ التي حدثَتْ في المجتمعِ الأردنيِّ في فترةِ انتشارِ فيروس (كورونا). أمّا التغيُّرُ طويلُ المَدى فيمتدُّ على مَدى أجيالٍ ويُحدِثُ تحوّلاتٍ جذريّةً في المجتمعِ كالتحوُّلاتِ التي حدثَتْ في الأردنِّ نتيجةَ انتشارِ التعليمِ والهجراتِ المُتعدِّدةِ إلى الأُردنِّ.
صنّفَ علماءُ الاجتماعِ مفهومَ التغيُّرِ الاجتماعيِّ إلى عدّةِ مفاهيمَ ترتبِطُ بِهِ وتُشتقُّ مِنْهُ، ومِنْها التقدُّمُ الاجتماعيُّ المرتبِطُ بفكرةِ التحسينِ والانتقالِ إلى حالٍ أفضلَ مِنَ السابقِ؛ كالتقدُّمِ العلميِّ والاختراعاتِ وارتفاعِ مُستوى التعليمِ، والتحرُّرِ مِنَ العاداتِ الضارّةِ كالشعوذةِ والخُرافاتِ، واحترامِ حقوقِ الآخرينَ وتقبُّلِ الآخرِ.
أستخلِصُ مِنَ النصِ مظاهرَ اجتماعيّةً تُشيرُ إلى التقدُّمِ والتنميةِ الاجتماعيّةِ.
التقدُّمِ العلميِّ والاختراعاتِ وارتفاعِ مُستوى التعليمِ، والتحرُّرِ مِنَ العاداتِ الضارّةِ كالشعوذةِ والخُرافاتِ، واحترامِ حقوقِ الآخرينَ وتقبُّلِ الآخرِ.
عواملُ التغيُّرِ الاجتماعيِّ
يُعزى التغيُّرُ الاجتماعيُّ إلى مجموعةٍ مِنَ العواملِ، مِنْها:
التعليمُ:
يُسهِمُ التعليمُ في تحسينِ الظروفِ الاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِ للأفرادِ، ويُقلِّلُ مِنَ الفقرِ والجهلِ والتخلُّفِ، ويزيدُ الوعيَ بقضايا اجتماعيّةٍ مُهمّةٍ، مثلِ حقوقِ الإنسانِ والتنميةِ المُستدامةِ، ويحدُّ مِنَ التمييزِ والعنصريّةِ والعُنفِ؛ لأنّهُ يُعزِّزُ التسامحَ والاحترامَ المتبادلَ بينَ الثقافاتِ، كَما يُعزِّزُ مهاراتِ الأفرادِ وقدراتِهِم الشخصيّةَ، ويُمكِّنُهُم مِنْ تحقيقِ أهدافِهِم وطموحاتِهِم.
السببُ: انتشار التعليم بين أفراد المجتمع |
النتيجةُ: يُقلِّلُ مِنَ التمييزِ والعنصريّةِ والعُنفِ. |
العواملُ الديمغرافيّةُ (السكّانيّةُ):
تؤدّي زيادةُ معدّلاتِ النموِّ السكّانيِّ إلى زيادةِ الضغطِ على المواردِ والبِنيةِ التحتيّةِ؛ ما يُشكِّلُ عِبئًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا على الدولةِ. كَما أنَّ زيادةَ معدّلاتِ النموِّ السكانيِّ الناتجةِ مِنَ الهجراتِ المتعدِّدةِ إلى الأُردنِّ، أحدثَتْ تغيُّراتٍ اجتماعيّةٍ واقتصاديّةٍ طويلةِ المَدى.
التطوُّرُ التكنولوجيُّ:
أدّتْ ثورةُ تكنولوجيا المعلوماتِ إلى إحداثِ تغيُّراتٍ اجتماعيّةٍ طويلةِ المَدى؛ ففي مجالِ التكنولوجيا الطبِّيّةِ والتطبيقاتِ الصحِّيّةِ، أدّتْ إلى تحسُّنِ الرعايِة الصحِّيّةِ وسهولةِ الحصولِ علَيْها. أمّا في مجالِ التواصلِ عبرَ الأنترنتّ، فقَدْ أصبحَ جزءًا مِنَ الحياةِ الاجتماعيّةِ، وتطوّرتْ طرائِقُ العملِ بفضلِ التجارةِ الإلكترونيّةِ، وأصبحَ الذكاءُ الاصطناعيُّ واقعًا مؤثِّرًا يُشيرُ إلى تغيُّرٍ اجتماعيٍّ جديدٍ.
السببُ: .. ثورةُ تكنولوجيا المعلوماتِ. |
النتيجةُ: تحسُّنُ الرعايةِ الصحِّيّةِ وسهولةُ الحصولِ علَيْها. |
التغيُّراتُ البيئيّةُ:
تُشكِّلُ البيئةُ البِنيةَ الأساسيّةَ للحياةِ الاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ والثقافيّةِ للأفرادِ والمجتمعاتِ، وتؤثِّرُ تأثيرًا مباشرًا في تطوُّرِهِم وتغيُّرِهِم على مرِّ الزمنِ؛ فالطبيعةُ الجُغرافيّةُ للمكانِ تُحدِّدُ نمطَ الحياةِ للسكّانِ، وتؤثِّرُ في الأنشطةِ الاقتصاديّةِ والنظُمِ الاجتماعيّةِ والثقافيّةِ. وتُحدِّثُ التغيُّراتُ المُناخيّةُ والكوارثُ الطبيعيّةُ تغيُّراتٍ جذريّةً في الحياةِ. وتؤثِّرُ البيئةُ في الصحّةِ؛ فانتشارُ الأمراضِ المُعديةِ يؤدّي إلى تغيُّراتٍ في سلوكِ المجتمعِ ونمطِ حياتِهِ.
الشبهُ والاختلافُ: أتوقّعُ أوجهَ الشبةِ والاختلافِ بينَ نمطِ الحياةِ في منطقةٍ زِراعيّةٍ ومنطقةٍ صِناعيّةٍ. |
الشبه: كلاهما انماط حياة بشرية
الاختلاف: الاختلاف في العلافات الاجتماعية والاقتصادية
العواملُ السياسيّةُ:
تؤثِّرُ العواملُ السياسيّةُ في التغيُّراتِ الاجتماعيّةِ في المجتمعاتِ، عبرَ قراراتِ الحكومةِ والقوانينِ والتشريعاتِ التي تُحدِّدُ الأدوارَ الاجتماعيّةَ للأفرادِ والمؤسَّساتِ والصراعاتِ السياسيّةِ.
استخلاصُ النتائجِ: للعواملِ الاقتصاديّةِ دورٌ مُهمٌّ في التغيُّرِ الاجتماعيِّ، مِنْ حيثُ البِنيةُ الاجتماعيّةُ للمجتمعِ وطبيعةُ الأعمالِ التي يعملُ فيها أفرادُ المجتمعِ، والمُستوى المعيشيِّ والخِدْماتُ التعليميّةُ والصحّةُ وغيرُها.
|
* أذكرُ أمثلةً على التغيُّراتِ الاجتماعيّةِ التي تحدثُ نتيجةَ العواملِ الاقتصاديّةِ.
البِنيةُ الاجتماعيّةُ للمجتمعِ وطبيعةُ الأعمالِ التي يعملُ فيها أفرادُ المجتمعِ، والمُستوى المعيشيِّ والخِدْماتُ التعليميّةُ والصحّةُ وغيرُها. أذكرُ أمثلةً على التغيُّراتِ الاجتماعيّةِ التي تحدثُ نتيجةَ العواملِ الاقتصاديّةِ.
مظاهرُ التغيُّرِ الاجتماعيِّ
تعرّضتِ المُجتمعاتُ الإنسانيّةُ إلى مجموعةٍ كبيرةٍ مِنَ التغيُّراتِ الاجتماعيّةِ:
التغيُّراتُ في القِيَمِ والعاداتِ والتقاليدِ الاجتماعيّةِ:
- ازديادُ تقديرِ قيمةِ الوقتِ، وقيمةِ الإتقانِ في العملِ لتحقيقِ الجَوْدةِ.
- تراجعُ قِيَمِ مشاركةِ الآخرينَ أفراحَهُم وأحزانَهُم.
- ازديادُ النظرةِ المادِّيّةِ إلى الحياةِ.
- تضاؤلُ الأُسَرِ الممتدّةِ في المجتمعِ، والانتشارُ الواسعُ للأُسَرِ النوويّةِ.
- التركيزُ على القِيَمِ والمصالحِ الفرديّةِ.
التغيُّراتُ في الأدوارِ والمراكزِ الاجتماعيّةِ:
- تأخُّرُ سِنِّ الزواجِ لحينِ إتْمامِ الدراسةِ والحصولِ على عملٍ لتأمينِ متطلّباتِ الحياةِ.
- ظهورُ روابِطَ اجتماعيّةٍ جديدةٍ مِنَ الأصدقاءِ والمعارفِ وزملاءِ العملِ وعضويّةِ مُؤسَّساتِ المجتمعِ المدنيِّ.
- تغيُّرُ الأدوارِ الاجتماعيّةِ للمرأةِ والتحاقُها بسوقِ العملِ.
- بروزُ ظاهرةِ عاملاتِ المنازلِ، معَ دخولِ المرأةِ إلى سوقِ العملِ.
مهارة التصنيف: أُصنِّفُ الامثلةَ السابقةَ إلى تغيُّراتٍ إيجابيّةٍ وتغيُّراتٍ سلبيّةٍ.
التغيرات الايجابية
- ازديادُ تقديرِ قيمةِ الوقتِ، وقيمةِ الإتقانِ في العملِ لتحقيقِ الجَوْدةِ.
- تأخُّرُ سِنِّ الزواجِ لحينِ إتْمامِ الدراسةِ والحصولِ على عملٍ لتأمينِ متطلّباتِ الحياةِ.
- تضاؤلُ الأُسَرِ الممتدّةِ في المجتمعِ، والانتشارُ الواسعُ للأُسَرِ النوويّةِ.
- ظهورُ روابِطَ اجتماعيّةٍ جديدةٍ مِنَ الأصدقاءِ والمعارفِ وزملاءِ العملِ وعضويّةِ مُؤسَّساتِ المجتمعِ المدنيِّ.
- تغيُّرُ الأدوارِ الاجتماعيّةِ للمرأةِ والتحاقُها بسوقِ العملِ.
التغيرات السلبية
- تراجعُ قِيَمِ مشاركةِ الآخرينَ أفراحَهُم وأحزانَهُم.
- التركيزُ على القِيَمِ والمصالحِ الفرديّةِ.
- بروزُ ظاهرةِ عاملاتِ المنازلِ
- ازديادُ النظرةِ المادِّيّةِ إلى الحياةِ.