أَتَخَيَّلُ نَفْسي هُناكَ: أُديرُ حِوارًا في بَرْنامَجٍ إِذاعِيٍّ مَعَ أَديبٍ، حَوْلَ أَهَمِّيَّةِ الْمُشارَكَةِ في مَعْرَضِ الْكِتابِ السَّنَوِيِّ، وَتَشْجيعِ النّاسِ عَلى زِيارَتِهِ وَاصْطِحابِ أَبْنائِهِم إِلَيْهِ.
تَسودُ بَيْنَ النّاسِ عَلاقاتٌ عَديدَةٌ، تُسْهِمُ في زِيادَةِ رَوابِطِ الْمَحَبَّةِ وَالْمَوَدَّةِ بَيْنَهُم. وَكَيْ تَسْتَمِرَّ هذِهِ العَلاقاتِ وَيَكونَ التَّواصُلُ بَيْنَ النّاسِ فَعّالًا؛ لا بُدَّ أَنْ يَكونَ الْحِوارُ وَسيلَةً لِتَواصُلِهِم.
فَالْحِوارُ تَبادُلُ الْحَديثِ وَالنِّقاشِ بَيْنَ شَخْصَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ، وَيَكونُ حَوْلَ مَوْضوعٍ مُعَيَّنٍ، وَهُوَ وَسيلَةٌ لِلتَّواصُلِ وَتَبادُلِ الْآراءِ وَالْأَفْكار.
فَوائِدُ الْحِوارِ: لِلْحِوارِ عِدَّةُ فَوائِدَ يُمْكِنُ التَّعَرُّفُ إِلَيْها مِنَ الشَّكْلِ الْآتي:
أُسُسُ الْحِوارِ وَآدابُهُ: لِلْحِوارِ أُسُسٌ وَآدابٌ كَثيرَةٌ لا بُدَّ مِنَ الْالْتِزامِ بِها، كَيْ يَكونَ حَديثُنا فَعّالًا وَناجِحًا وَمُفيدًا، وَمِنْها:
نَشاطٌ: أَقْرَأُ النَّصَ الْآتِيَ، وَأَتَحاوَرُ مَعَ زُمَلائي / زَميلاتي، ثُمَّ أُجيبُ عَنِ الْأَسْئِلَةِ الْمُرْفَقَةِ.
دارَ حِوارٌ في أُسْرَةِ أَنَسٍ حَوْلَ التَّخَصُّصِ الَّذي تُريدُ شَقيقَتُهُ عَبيرُ أَنْ تَدْرُسَهُ بَعْدَ تَفَوِّقِها في الثّانَوِيَّةِ الْعامَّةِ؛ إذْ أَوْضَحَتْ أَنَّها تُريدُ دِراسَةَ أَحَدِ التَّخَصُّصاتِ التِّقْنِيَّةِ الَّتي سَمِعَتْ عَنْها مِنْ مُعَلِّمَةِ الْإِرْشادِ الْمِهْنِيِّ في الْمَدْرَسَةِ، وَمِنْ بَحْثِها عَنْ مَعْلوماتٍ حَوْلَ هذِهِ التَّخَصُّصاتِ وَاقْتِناعِها بِها، بَيْنَما كانَ الْأَبُ يَرْغُبُ في دِراسَتِها الطِّبَّ تَحْقيقًا لِحُلُمِهِ؛ إِلّا أَنَّهُ لَنْ يُجْبِرَها عَلى ذلِكَ. أَنْصَتَ أَنَسٌ لِلْحِوارِ، ثُمَّ عَبَّرَ عَنْ رَأْيِهِ أَنَّهُ لا بُدَّ مِنْ دِراسَةِ تَخَصُّصاتٍ جَديدَةٍ أَكْثَرَ مُواكَبَةً لِلتَّطَوُّرِ الْحاصِلِ في الْعالَمِ.
كانَ مَوْضوعُ الْحِوارِ حَوْلَ التَّخَصُّصِ الَّذي تُريدُ شَقيقَةُ أَنَسٍ أَنْ تَدْرُسَهُ بَعْدَ تَفَوِّقِها في الثّانَوِيَّةِ الْعامَّةِ.
كانَ مَوْقِفُ والِدِ عَبيرَ بِأَنْ تَرَكَ لَها حُرِّيَّةَ اخْتِيارِ التَّخَصُّصِ الَّذي تُريدُهُ، بَيْنَما اقْتَرَحَ أَنَسٌ عَلَيْها بِأَنْ تَدْرُسَ تَخَصُّصاتٍ جَديدَةً، أَكْثَرَ مُواكَبَةً لِلتَّطَوُّرِ الْحاصِلِ في الْعالَمِ،
أمّا عَبيرُ فَكانَتْ تَرْغَبُ في دِراسَةِ أَحَدِ التَّخَصُّصاتِ التِّقْنِيَّةِ الَّتي سَمِعَتْ عَنْها مِنَ الْمُرشِدَةِ التَّرْبَوِيَّةِ في الْمَدْرَسَةِ.

مَظاهِرُ الْحِوارِ: نَسْتَعْمِلُ الْحِوارَ في الْبَيْتِ وَالْمَدْرَسَةِ وَالْحَيِّ وَفي مَواقِعِ التَّواصِلِ الْاجْتِماعيِّ، وَمِنْ ذلِكَ:
الْأُسْرَةُ:
- أُشارِكُ أُسْرَتي في أَحْداثِ يَوْمي وَخِبْراتي.
- أَحْتَرِمُ آراءَ الْجَميعِ في أُسْرَتي.
- أَسْتَمِعُ بِاهْتِمامٍ لِآراءِ وَالِدَيَّ وَإِخْوَتي.
الْمَدْرَسَةُ:
- أَحْتَرِمُ آراءَ الْجَميعِ في صَفِّي.
- لا أُقاطِعُ زُمَلائي / زَميلاتي.
- أَتَقَبَّلُ أَفْكارَ الْجَميعِ حَتّى وَإِنْ اخْتَلَفَتْ مَعَ أَفْكاري.
الْحَيُّ:
- أَحْتَرِمُ رَأْيَ أَصْدِقائي وَجيراني.
- أَحُلُّ الْخِلافاتِ بِالْحِوارِ، وَلا أَلْجَأُ إِلى الْعُنْفِ.
- أَسْتَمِعُ لِأَفْكارِ الْآخَرينَ وَمُقْتَرَحاتِهِم؛ مِنْ أَجْلِ الْحَيِّ.
مَواقِعُ التَّواصُلِ الْاجْتِماعيِّ:
- أَحْتَرِمُ رَأْيَ الْآخَرينَ في مَنْشوراتِهِم وَخُصوصِيّاتِهِم.
- أُعَبِّرُ عَنْ رَأْيي بِما لا يَتَعارَضُ مَعَ آدابِ الْحِوارِ.
- أُظْهِرُ الْاحْتِرامَ لِلْآخَرِ في الْحِوارِ وَالْمُناقَشاتِ وَالرُّدودِ.