الدراسات الاجتماعية فصل ثاني

السابع

icon

                     المصادرُ الأوّليّةُ والثانويّةُ

 

أتخيّلُ نَفسي هُناكَ

أتجوّلُ في أحدِ المتاحِفِ، وأتوقّفُ أمامَ قطعةٍ ورقيّةٍ علَيْها كتاباتٌ لَمْ أتمكّنْ مِنْ قِراءتِها، وقَدْ كُتِبَ على البطاقةِ التعريفيّةِ لهذِهِ الورقةِ (ورقةٌ مِنَ المصحَفِ).

 

يَحتوي المصدرُ التاريخيُّ على مَعلوماتٍ مُهمّةٍ للمؤرِّخينَ وكلِّ المُهتمِّينَ بكتابةِ التاريخِ ومعرفةِ مَعلوماتٍ وأحداثٍ حدثَتْ في الماضي، وتُستخدَمُ هذِهِ المصادرُ مِنْ أجلِ دراسةِ التاريخِ، وهِيَ نوعانِ: المصادرُ الأوّليّةُ والمصادرُ الثانويّةُ.

 

المصادرُ الأوليّةُ

المصادرُ الأوّليّةُ هِيَ الموادُّ الأصليّةُ التي أُنشِئَتْ في زمنِ الحدَثِ التاريخيِّ، ويُرجَعُ إلَيْها لمعرفةِ أخبارِ الأُممِ السابقةِ وتاريخِهِم، دوّنَها أشخاصٌ عاصَروا الحدَثَ أوْ كانوا شهودَ عَيانٍ علَيْهِ، وقَدْ تكونُ مبانيَ أوْ قِطَعًا فنِّيّةً أو أدواتِ لاستخداماتِ الحياةِ، بالإضافةِ إلى النقوشِ والوثائقِ المخطوطةِ أوِ المكتوبةِ، ومِنَ الأمثلةِ علَيْها:

 

1- النقوشُ:

وتشمَلُ الرموزَ والصُّوَرَ والكتاباتِ المحفورةَ على الحجرِ والطينِ والمعدِنِ وغيرِها، وقَدْ استطاعَ علماءُ الآثارِ دراسةَ تلكَ النقوشِ وتقديرَ الزمنِ الذي كُتِبتْ فيهِ.

2- المخطوطاتُ:

هِيَ كلُّ ما كُتِبَ بخطِّ اليدِ على الورَقِ أوِ الجِلدِ أوْ غيرِها مِنْ أدواتِ الكتابةِ؛ إذْ تطوّرتْ أدواتُ الكتابةِ عبرَ العصورِ التاريخيّةِ، فكتبَ العربُ قديمًا على العسبِ (أوراقِ النخيلِ) وجذوعِ الأشجارِ واللخافِ، وهِيَ حجارةٌ بيضٌ رِقاقٌ، كَما كَتبوا أيضًا على العِظامِ والقُماشِ.

 

وشكّلَ الفتحُ الإسلاميُّ لمِصرَ بدايةَ عصْرٍ جديدٍ في تاريخِ الكتابةِ العربيّةِ؛ إذْ تعرَّفوا إلى مادَّتَينِ جديدتَينِ للكتابةِ، وهُما النسيجُ المِصريُّ القبطيُّ وورقَ البرديِّ. وهوَ ما ساعدَ على انتشارِ الكتابةِ العربيّةِ. وأصبحَتْ أكثرُ كِتاباتِ الأُمويِّينَ على أوراقِ البرديِّ، وظلَّ البرديُّ المِصريُّ المادةَ الرئيسةَ للكتابةِ طوالَ عصْرِ بني أُميّةَ، وأُطلِقَ على المخطوطةِ المكتوبةِ على هذا الورقِ اسمُ البرديّةِ.

ومِنْ أشهرِ الخُطوطِ التي كتبَ بِها العربُ في بدايةِ الإسلامِ الخطُّ الحِجازيُّ، الذي كانَ يُسمّى الخطَّ الدارجَ، والخطُّ الكوفيُّ الذي يُعَدُّ أساسَ الخطوطِ العربيّةِ كلِّها. وقَدْ ظهرَ في مَنطِقةِ الكوفةِ، ويقومُ على أساسِ الخطوطِ المستقيمِة القاسيّةِ.

وفي العصْرِ الأُمويِّ، تطوّرَ الخطُّ العربيُّ ووضِعَتِ النِّقاطُ على الحروفِ؛ لتمييزِ الحروفِ المتشابهِ، وأُدخِلتِ الحركاتُ الإعرابيّةُ.

 

3- الوثائقُ:

وتشمَلُ المُراسلاتِ والمُعاهداتِ والاتِّفاقياتِ والكتُبَ الرسميّةَ والوثائقَ الشخصيّةَ المكتوبةَ أوِ المطبوعةَ، وكلَّ ما كُتِبَ على الورقِ، وتحمِلُ الشكلَ الأصليَّ أوِ الرسميَّ أوِ القانونيَّ لشيءٍ ما، في فترةٍ زمنيّةٍ مُعيّنةٍ.

 

 

الشكل رقم 1

نصُّ معاهدةِ أُمّ قَيْس معَ الميجر (سمرست) ٢٠/أيلول/١٩٢٠ مطالِبُ الأهلينَ

نقبلُ بأنْ تتشكّلَ الآنَ حكومةٌ عربيّةٌ وطنيّةٌ مستقلّةٌ مركّبةٌ مِنْ لوائَي الكركِ والسلطِ وقَضائَي عجلونَ وجرشَ، ونطلبُ بشدِّةٍ وإلحاحٍ تثبيتَ الحكومةِ البريطانيّةِ، بضمِّ لواءِ حورانَ، وقضاءِ القُنيطرةِ إلى هذِهِ الحكومةِ، ونتمنّى أنْ يتبعَها قضاءُ مَرجعيونَ وقضاءُ صورَ تحتَ انتدابِ دولةِ بريطانيا العُظمى، على الشروطِ الآتيةِ:

  • أنْ يكونَ لهذِهِ الحكومةِ أميرٌ عربيٌّ.
  • أنْ يكونَ لهذِهِ الحكومةِ مجلسٌ عامٌّ لوحدةِ البلادِ وسنِّ القوانينِ وإدارةِ الشؤونِ الداخليّةِ، وتنظيمِ الميزانيّةِ.
  • ألّا يكونَ لهذِهِ الحكومةِ أدْنى علاقةً بحكومةِ فِلَسطينَ.
  • أنْ تُمنعَ المُهاجرةُ الصهيونيّةُ بتاتًا إلى داخليّةِ هذِهِ الحكومةِ، ويُمنُع بيعُ الأراضي إلَيْهِم.
  • أنْ يكونَ لهذِهِ الحكومةِ جيشٌ مليٌّ (وَطنيٌّ)؛ لأجلِ حفظِ النظامِ وتقريرِ الأمنِ فيها، ولَها الحقُّ بتزييدِ عددِ هذا الجيشِ إذا رأَتْ خطرًا خارجيًّا يتهدّدُ هذِهِ البلادَ.
  • الحكومةُ الوطنيّةُ هِيَ التي لَها الحقُّ وَحْدَها بتجريدِ السلاحِ أوْ إبقائِهِ بأيدي الأهلينَ.
  • إعفاءُ المجرمينَ السياسيِّينَ في داخلِ هذِهِ المَنطِقةِ، وعدمُ تسليمِ أيِّ مجرمٍ سياسيٍّ كانَ يلتجئُ إلَيْها، وكذلِكَ الجرائمُ العادِّيّةُ الناتجةُ مِنْ أسبابٍ سياسيّةٍ.
  • حرِّيّةُ التجارةِ بينَ هذِهِ الحكومةِ وما جاورَها مِنَ الحكوماتِ، وإعطاؤنا حقَّنا مِنْ وارداتِ الجماركِ في سوريّا.
  • بما أنَّ سكّةَ الحجازِ الحديديّةَ هِيَ وقفٌ إسلاميٌّ، نطلبُ مِنَ الحكومةِ البريطانيّةِ تدخُّلَها بالمسألةِ وإعطاءُ إدارةِ هذِهِ السكّةِ برمَّتِها إلى حكومتِنا الجديدةِ.
  • يكونُ شِعارُ هذِهِ الحكومةِ الآنَ العلمَ السوريَّ ذا النجمةِ.
  • الحكومةُ البريطانيّةُ تتجاملُ مَعَنا بإعطائِنا كلَّ ما يلزمُ مِنَ الأسلحةِ والعِتادِ والأدواتِ الفنِّيّةِ اللازمةِ لمصلحةِ البلادِ.
  • نُكرِّرُ طلبَنا بأنْ تكونَ حكومةُ بريطانيا العُظمى مُنتدبَةً على عمومِ سوريّا تأمينًا للوَحدةِ.

تاريخُ الأُردنِّ: مُنيب الماضي وسُليمان الموسى

 

  • أُبيِّنُ أوجهَ الشبهِ والاختلافِ بينَ الشكلِ رقْمِ (1) والشكلِ رقْمِ (2).

أوجه الشبه: كلاهما مصدر للمعلومة ولحدث تاريخي .

أوجه الإختلاف :  الشكل رقم (1) مصدر ثانوي في حين الشكل (2) مصدر أولى

 

 

المصادرُ الثانويّةُ (المراجعُ)

المصادرُ الثانويّةُ هِيَ البياناتُ والمعلوماتُ المدوّنةُ مِنْ قِبَلِ أشخاصٍ لَمْ يُشاهِدوا أوْ يُعاصِروا الحدَثَ أوِ الظاهرةَ التي ينقلونَها، ويكونُ المصدرُ الثانويُّ عادةً كتابًا أوْ مجموعةً مِنَ الكتُبِ والمقالاتِ التي استمدَّتْ معلوماتِها وبياناتِها مِنَ المصادرِ الأوّليّةِ، وعلى الرغمِ مِنْ أنَّ المصادرَ الثانويّةَ أكثرُ المصادرِ استخدامًا، إلّا أنّها تُعدُّ أقلَّ دقِةً مِنَ المصادرِ الأوّليّةِ.

أهمِّيّةُ المصادرِ الأوليّةِ والمصادرِ الثانويّةِ

  1. تُوفِّرُ المعلوماتِ والبياناتِ التي يحتاجُ إلَيْها الباحثُ.
  2. تُوفِّرُ الوقتَ والجَهدَ على الباحثِ.
  3. تتضمّنُ شروحاتٍ وتوضيحاتٍ للأحداثِ بصورةٍ مفصّلةٍ.
  4. تُمكِّنُ الباحثَ مِنَ الاقترابِ قدْرَ الإمكانِ مِنْ فَهمِ التجارِبِ الحيّةِ.