ذ
المناهج النّقديّة في العصر الحديث
المنهج التاريخيّ
الأسئلة
١ – وضّح المقصود بكلّ من: المنهج النّقديّ، والمنهج التّاريخيّ.
المنهج النَّقديّ: طريقة لها إجراءات وأدوات ومعايير خاصّة يتَّبِعها النّاقد في قراءة النّصّ الأدبيّ وتحليله؛ بهدف الكشف عن دلالاته، وأبنيته الشكليّة والجماليّة، وكلّ ما يتّصل به.
المنهج التاريخي: هو منهج نقديّ يقوم على دراسة الظّروف: السّياسيّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة، للعصر الذي يَنتمي إليه الأديب، متَّخِذًا منها وسيلةً لفهم النّصّ الأدبيّ، وتفسير خصائصه، وكشف مضامينه ودلالاته.
٢ – ما الذي يُؤْمِن به النّقاد الّذين اتَّبعوا المنهج التّاريخيّ في ما يتعلق بكلٍّ من: الأديب، والأدب؟
- يُؤمِن أَتْباع هذا المنهج بأنّ الأديب ابنُ بيئته وزمانه، والأدب نتاج ظروفٍ: سياسيّة، واجتماعيّة، وثقافيّة، يتأثَّر بها ويؤثِّر فيها.
٣ – وضّح المؤثِّرات الثلاثة الّتي يتَّكِئ عليها نُقّاد المنهج التّاريخيّ في دراسة النّصوص الأدبيّة وتحليلها.
ــ العِرْق، بمعنى الخصائص الفِطْرية الوراثيّة المشتركة بين أفراد الأُمّة الواحدة المنحَدِرة من جنسٍ معيَّن التي تترُكُ أثَرَها في النّصّ.
ــ البيئة أو المكان أو الوَسَط،بمعنى الفضاء الجغرافيّ وانعكاساته الاجتماعيّة في النّص الأدبيّ.
ــ الزّمان أو العصر، ويعني مجموعة الظّروف: السّياسيّة، والثّقافية، والدّينيّة، والاجتماعيّة، التي من شأنها أن تترُكَ آثارَها في النّصّ الأدبيّ.
٤ – عدْ إلى قول ناصر الدّين الأسد في كتابه "خليل بَيْدَس رائد القصّة العربيّة الحديثة في فلسطين" الوارد في الدّرس، وبيِّن مَلامِح المنهج التاريخيّ فيه.
تبدو ملامح المنهج التّاريخيّ في قول ناصر الدّين الأسد حين عدّ الفن الأدبيّ ظاهرة اجتماعيّة لا تولد في فراغ، بل تتأثر بعوامل متعدّدة. وهذا يعني أنّ النّص الأدبيّ يتأثر بمحيطه الذي يعني العرق والبيئة والزّمان.
٥ – يرى الدّارسون أنّ المنهج التّاريخيّ يُعنى بمدى تمثيل النّصّ للمرحلة التّاريخيّة التي عاش فيها الأديبُ، مع إهمال التّفاوت الإبداعيّ بين الأدباء الذين يتَّحدون في الزّمان والمكان، وضّح هذا القول في ضوء ما درستَ من المنهج التّاريخيّ.
أي إنّ الأدباء الذين يتّحدون في الزّمان والمكان يتمايزون فقط ــ من وجهة نظر الناقد التّاريخيّ ــ من ناحية مدى تمثيلهم للمرحلة التّاريخيّة وتأثّرهم بالظّروف المحيطة: السّياسيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة، ولا يتمايزون من النّاحية الفنّية، أي قدرة الأديب على العناية بالجانب الجماليّ في النّص وإبرازه، وهذا ربّما يعدّ خللًا في المنهج وفي قيمة دراسته النقديّة وجدواها.
المنهج الاجتماعيّ
الأسئلة
١ – وضّح المقصود بالمنهج الاجتماعيّ في دراسة الأدب ونَقْده.
هو منهج نَقْدي يَرْبط الإبداع الأدبيّ والمُبدِع نفسَه بالمجتمع بطبقاته المختلفة.
٢ – ما القضايا الأساسيّة الثّلاث التي يتناولُها النّقّاد في مُهِمَّتَهم في النّقْد الاجتماعيّ؟
أ– المحتوى الاجتماعيّ والمضامينُ والغايات الاجتماعيّة التي تهدِف الأعمال الأدبيّة إلى تحقيقها.
ب – الجمهور الذي يتلقّى النّصّ، ومدى التّأثير الاجتماعيّ للأدب في هذا الجمهور.
جـ – دراسة آثار التغيُّرات والتّطورات الاجتماعيّة في الأدب: أشكالِه، وأنواعِه، ومضامينِه.
٣– هل تَلمَحُ وجهًا للتَّشابُه بين المنهج التّاريخيّ والمنهج الاجتماعيّ؟ وضح إجابتك
نعم، يوجد وجه للتّشابه، فقد ربط أصحاب المنهج التّاريخيّ الإبداع الأدبيّ بالمجتمع بصورة ما، وكذلك المنهج الاجتماعيّ ربط الإبداع الأدبيّ بالمجتمع، وإنْ كان أصحاب المنهج الاجتماعيّ ساروا شوطًا بعيدًا وتعمَّقوا في ربطِ الإبداع والمُبدِع نفسِه بالمجتمع والحياة.
٤ – من العناصر الأساسيّة التي يحرص عليها النّقاد في المنهج الاجتماعيّ الاهتمام بالجانب الاجتماعيّ للأديب، وضح هذا الجانب.
يحرص النّقاد في المنهج الاجتماعيّ على الكشف عن وَضْع الأديب في مجتمعه، والمكانة التي يحتلّها الأديب فيه، ومدى تأثُّره بمجتمعه وتأثيره فيه، وأثر ذلك كلّه في النّص الأدبيّ.
٥ – اقرأ ما يأتي من قصيدة "سُوق القَرْية" للشّاعر عبد الوهّاب البيّاتي، ثم أجب عن الأسئلة الّتي تلي:
الشَّمْسُ، والحُمُرُ الهَزيلةُ، والذُّبابْ
وحِذاءُ جُنديٍّ قَديمْ
يَتَداوَلُ الأيْدي، وَفلّاحٌ يُحدِّقُ في الفَراغْ:
"في مَطلَعِ العامِ الجديد
يداي تَمتلِئان حَتْمًا بالنُّقودْ
وسأشْتَري هذا الحِذاء"
والحاصِدونَ المُتْعَبُونْ:
"زَرَعوا، ولَمْ نأكل ونَزرَعُ، صاغِرينَ، فَيَأكُلون"
***
وبائِعاتُ الكَرْمِ يَجْمَعْنَ السّلالْ:
"عينا حبَيبيَ كَوكَبانِ
وصَدْرُهُ وَرْدُ الرَّبيعْ"
أ – ما المظهر الاجتماعيّ الذي تُمثّله القصيدة؟
تمثّل القصيدة مظهرًا اجتماعيًّا هو شوق القرية وما يدور فيه من أنشطة وأحداث.
ب – وضّح الجوّ العامّ الذي يَسود في القصيدة.
يسود في القصيدة جو من الفقر والشّعور بالسّخط والظّلم والاستغلال. أما الفقر فيظهر من خلال الحذاء القديم الذي ينتقل من يد إلى يد في السّوق من غير أن يستطيع أحد شراءه، وحديث الفّلاح لنفسه بأنّه سيشتريه في العام القادم حين يحصل على النّقود. أمّا السّخط والظَّلم والاستغلال فتظهر من خلال استغلال الطّبقة البرجوازيّة للفلاحين الفقراء وظلمهم واغتصاب زرعهم وجهدهم، وسخط الفلاح على هذا الواقع، فقلَبَ الشّاعر القول المعروف:
"زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون" فأصبح" زَرَعوا، ولمْ نَأكلْ، ونَزرعُ، صاغرِينَ، فَيَأكُلونْ"،
وتظهر أيضا من خلال وصف بائعات الكرم اللواتي يغنّين، وغناؤهن يدلّ على الفرح والسّرور، وهي إشارة إلى الطّبقة البرجوازية التي تعيش حياة هانئة رغيدة على حساب الطّبقة الكادحة.
جـ – هل ترى من عَلاقة بين السُّوق والمجتمع؟ وضّح إجابتك.
توجد علاقة بين السّوق والمجتمع، ففي السّوق تظهر طبقات المجتمع بوضوح ويمثّلها:
الغنيّ والفقير، والظّالم والمظلوم، والمستغِلّ والمستغَلّ.
د – استفِدْ من إجابتكَ عن الأسئلة (أ، ب ، ج ) لِتَكتبَ نقدًا اجتماعيًّا لهذه القصيدة في حدود خمسة أسطر.
صوّر الشّاعر في القصيدة – من خلال اختياره مظهرَ السّوق – مجتمعه تصويرًا دقيقًا، معبِّرًا عن مشكلاته وهمومه بأفكار واقعيّة، منها: الحذاء القديم وما يدلّ عليه من الفقر، والفلاحين السّاخطين الذين يُستغلّون من الطّبقة البرجوازيّة، وبائعات الكرم وما تمثّله من عيش الطّبقة البرجوازيّة حياة هانئة رغيدة على حساب الطّبقة الكادحة، أي إنّ الشّاعر صدر في قصيدته عن رؤى مجتمعه وهمومه التي تُعدّ منبع إبداعه.
٦ – أ – في ظلِّ دراستكَ المنهجَ الاجتماعيّ، وضّح المقصود بمفهوم "الأدبَ المُلتزِم".
هو الأدب الذي يَصْدرُ فيه الأديب عن رؤى مجتمعه؛ فيعبِّر عن هموم أفراد مجتمعه وتطلّعاتهم ويشاركهم تلك الهموم والتّطلعات، ويسعى بجدّ إلى تغيير واقعهم لما هو أفضل، مستشعرا بالمسؤوليّة تجاه ذلك.
ب – في رأيك، هل يُعَدُّ المنهج الاجتماعيّ في النّقْد أداةً تُحِدُّ من إبراز الإبداع الحقيقيّ لمؤلّف النّصّ، حين تُصِرُّ على جعل الأدب انعكاسًا للظروف الاجتماعيّة فقط؟ وضّح إجابتك.
تترك الإجابة للطالب
المنهج البِنيويّ
الأسئلة
١ – وضّح المقصود بالمنهج البِنيويّ في دراسة الأدب.
هو منهجٌ نقديّ يَدرس العمل الأدبيّ بوصفه بِنيةً متكاملة ذاتَ علاقات بين مفرداته، بعيدًا عن أيّة عواملَ أخرى خارجيةٍ، مثل العوامل: التاريخيّة، والاجتماعيّة، والثقافيّةِ.
۲ – كيف ينظر المنهج البِنيويّ إلى النّصّ؟
ينظر المنهج البِنيويّ إلى النّصّ على أنّه عالَمٌ مستقِلٌّ قائم بذاتهِ، ويَستبعِد كلَّ ما هو خارجَه، والسُّلطة عنده للنّصّ فهو بالنّسبة إليه مُغْلَقٌ ونهائيّ، ويُحال تفسير النّصّ إلى النّصّ نفسِه لا إلى غيره.
٣ – بيِّن مستويات تحليل العمل الأدبيّ في النّقد البِنيويّ.
١ – المستوى الصوتيّ
تُدرَسُ فيه دلالاتُ الحروفِ وموسيقاها من: نَبْرٍ، وتنغيمٍ، وإيقاعٍ، وأثَر ذلك في البِنية الدلاليّة للنّصّ.
٢– المستوى الصرفيّ
تُدرَس فيه دلالاتُ الصِّيَغ الصرفيّة ووظيفتُها في التّكوين اللّغويّ والأدبيّ خاصّةً.
٣– المستوى المعجميّ
تُدرَس فيه الكلماتُ لمعرفة دلالاتها اللّغويّة وعلاقتها بمضمون النّصّ.
٤– المستوى النحويّ
ويُدرَس فيه تأليفُ الجمل وتركيبُها وطرائقُ تكوينها وخصائصُها الدلاليّة والجماليّة.
٥ – المستوى الدّلاليّ
ويَجري فيه تحليلُ معاني الجمل والتّراكيب وتآزرِها في تشكيل البِنية الدلاليّة العامّة للنّصّ.
٤– تحدّث الشّاعر إبراهيم ناجي في قصيدته "العودة" عن عودته إلى دار محبوبته
مشتاقًا لكنّه فوجِئ بالدّار قد خَلَتْ من أهلِها وتغيَّر حالُها فَحزِنَ وتألّم، يقول:
دارُ أَحْـــلامــي وحُـــبّــي لَقِيتَنــا فـي جُمـودٍ مِثْلَمـا تَلْقى الجَديـدْ
أنْكـَرَتْنـا وهْـيَ كـانـَتْ إنْ رَأتْنـــا يَضْحَــكُ النُّورُ إليْنا مِنْ بَعيـــدْ
رَفْرَفَ القَلْــبُ بِجَنْبِــي كالذَّبيـــحْ وأنـا أهْتِــفُ: يـا قَلْــبُ، اتَّئِــــدْ*(1)
فيُجيبُ الدَّمْعُ والماضي الجَــريحْ لِـــمَ عُــدْنـا؟ لَيْتَ أنَّـا لَـمْ نَعُـد
لـِمَ عُـدْنـا؟ أوَلَــمْ نَطْــوِ الغَــــرامْ وفـَــرعْنـا مِـن حَـنـيـنٍ وأَلَــمْ
ورَضِيـنــا بِســكـــونٍ وسـَــــلام وانتَهَيْـنـا لـِفَـــراغٍ كـالعــدَمْ؟
*(1) اتَّئِدْ: تَمَهَّلْ وتَأَنَّ.
بعد دراستك للمنهج البِنيويّ، بيّن كيف يَتَوافقُ ٌّكل ممّا يأتي معَ بِنية القصيدة ونظامها اللّغويّ وجَوّها العامّ:
أ – القافية السّاكنة :تتوافق القافية السّاكنة مع مشاعر اليأس والاستسلام والضّعف التي غلبت على نفس الشّاعر، كما تتوافق مع خلو الدار من المحبوبة فلم يعد فيها حياة، وكذلك مع ابتعاد المحبوبة وهجرانها فلم يعد ثمّة مشاعر حبّ تجاه الشاعر من المحبوبة.
ب – معاني الكلمات ودلالاتها: تتوافق الكلمات في معانيها ودلالاتها مع الجو العام للقصيدة التي يسودها مشاعر اليأس والحزن والألم والضّعف؛ لذلك كثرت في القصيدة المفردات الدّالة على هذا الجو العام، منها: الذّبيح، والدّمع، والجريح، وألم ، وفراغ.
جـ – البِنية الصرفيّة (رَفْرَف – فَعْلَلَ):يدلّ التكرار في الصّيغة على شدّة الحزن واستمراره وعلى خفقان قلب الشّاعر بشدة بما يتوافق مع جو الحزن الذي يشيع في القصيدة.
د– الصّورة الشِّعرية:وظّف الشّاعر الصّورة الشّعرية الغنيّة بالعاطفة بما يتوافق مع حالته النفسيّة،ومن ذلك أنّ القلب من شدّة ألمه وحزنه يرفرف كأنه طير ذبيح،والدّمع يتحدث مبديًا لومه للشّاعر على العودة.
٥ – في ضوء دراستكَ للمناهج النّقديّة: التّاريخيّ، والاجتماعيّ، والبِنيويّ، اقرأ
التّحليلات الآتية، ثم صنّفْها إلى المنهج النّقديّ الذي يمثّله كلٌّ منه:
أ – تقول أمينة العدوان عن المسرحيّة الأردنيّة في مرحلة السّتينيات والسّبعينيّات: " وبالرّغم من جميع المُحاوَلات المبذولة لإيجاد النّصّ المسرحيّ، فإنّ المسرحَ الأردنيّ ما يزالُ يفْتقِرُ إلى النّصّ المحليّ القريبِ من الواقع، والقائم على معرفة ورصدِ الواقع والبيئة والشخصيّة المَحَليّة الّتي تَعكِس هُموم المُتفرِّج ومَشاكِلَه".
المنهج الاجتماعي
ب –يقول أحمد حسن الزّيّات عن الشِّعر الأندلسيّ: " فقد وجدَ شعراءُ العربِ في أوروبّا ما لم يَجدوه في آسيا من: الجِواءِ المتغيّرة، والمَناظِر المختلفةِ، والأمطارِ المتَّصلة، والجِبالِ المؤزَّرةِ بعَميم النَّبْت، والمُروج المطرَّزة بألوانِ الزَّهْرِ، فهذَّبوا الشّعرَ، وتأنّقوا في ألفاظِهِ ومعانيهِ، ونَوَّعوا في قَوافيهِ ".*(2)
*(2)الجِواء: جمع جَوّ.
المنهج التّاريخيّ
جـ – جاء في قصيدة "نُسافرُ كالنّاس" لمحمود درويش:
نُسافِرُ كالنّاس، لكنّنا لا نَعودُ إلى أيِّ شَيءٍ... كَأنَّ السَّفَرْ
طريقُ الغُيومِ. دَفَنّا أحِبَّتَنا في ظِلالِ الغُيومِ وبَينَ جُذوعِ الشَّجَرْ
ويقول النّاقدُ يوسف أبو العدوس في مَعرِض تحليلِهِ القصيدة ونقدها وبنظرة عامّة على البنية اللّغوية للقصيدة لا بدّ من الإشارة إلى ملحوظتين مهمتين :
الأولى :أنّ دلالات الأفعال التي استخدمها الشّاعر في القصيدة فيها عنصرُ الحَرَكة، فالشّاعرُ في حَرَكةٍ دائمة في نطاقِ الطّريق الذي يسير فيه في رحلة المجهول، وهو يَتَشبَّثُ بالأملِ القليل من خلال إصرارِهِ على مُواصَلة الرَّحلة.
أما الثّانيةُ :فهي أنّ الشّاعر قد بدأ قصيدتَه بالسّفَر، وأنهاها بالسَّفَر؛ لأنّ السَّفَرَ لا بدّ أن يكونَ له نهايةٌ، وقد لاحَظْنا كيف أنّ النّصَّ بكاملِهِ مبنيٌّ على هذه الكلمةِ" .
المنهج البنيويّ
٦ – في رأيكَ، أيّ المناهج النّقديّة: التّاريخيّ، والاجتماعيّ، والبِنيويّ، أكثرُ فاعليّةً في دراسة النّصّ الأدبيّ؟ وضّح إجابتكَ.
يترك لتقدير الطّالب
مَلامِح الحركة النّقديّة في الأردنّ
مرحلة النَّشْأة والتّأسيس
الأسئلة
١ – كيف تَجلّى دَوْرُ الأمير المؤسّس عبدالله الأوّل ابن الحسين في تشجيع الحركة النّقديّة في الأردنّ ؟
أ-عَملَ منذ تَولّيه إمارة شرقيّ الأردنّ على رعاية الأُدباء المَحَلّيينَ والأدباء الوافِدينَ من الأقطار العربيّة، وتجلّى ذلك في عدد من المَظاهِر، أهمُّها المجالس الأدبيّة الّتي كان يرعاها في قَصْرَي: رغدان، وبسمان، في عمّان، وقصر المَشْتَي في الشُّونة. وما كان يجريَ فيها المُطارَحات والمُحاوَرات والمُناقَشات النّقديّة.
ب-إجراء المُساجَلات الشّعريّة بين عَرارٍ والأمير عبدالله الأوّل ابن الحسين، وكان القُرّاء والكُتّاب يَحتَفونَ بها، ويُعلِّقون عليها ملحوظاتهم النَّقدية التي كان لها صَداها في تحديد مَعالِم الحركة النَّقديّة في مرحلة النّشٍأة.
ج- عَمِلَ الأميرُ المؤسِّس أيضًا على تشجيع الصِّحافة والكتابة النَّقْديّة، بإسهامه بعددٍ من التَّعليقات النَّقدية في افتتاحيات الصُّحف والمَجلّات.
۲ – وضّح دَوْر الصُّحف والمَجلّات الأردنيّة في مرحلة التّأسيس في نشوء حركة النّقد، مع التّمثيل.
أ-كانت المقالة النّقديّة في الصُّحف الأردنيّة والمَجلّات ذاتَ حضورٍ دائم، إذ في مجلّة "الحِكْمة" مثلًا تتبَّعَ الشّيخُ نديم المَلّاح آراء طه حُسَين في كتابه "في الشّعر الجاهليّ" محاوِلًا دَحْضَ ما جاء به من آراء حول انتحال الشّعر الجاهليّ، وكتب حسني فريز في صحيفة " الجزيرة" أربع مقالات نقديّة بعنوان "الأدَبُ الصَّحيح"، حيث ناقشَ في مقالته الثّالثة قضيّة الشّكل والمضمون في العمل الأدبيّ، وبيَّن أنّ بعض النّاس يميل إلى الأسلوب المُنَمَّق، وبعضهم يُفضِّل الأسلوب السَّهل، أما هو فيفضِّلُ الأسلوب السَّلِس.
ب- أغنَت هذه الصُّحفُ والمجلّاتُ بما نُشِرَ على صفحاتها من دراسات تاريخيّةٍ ومقالات نقديّة وتَرجَماتٍ وسِيَر حركةَ النّقدية في مرحلة التأسيس.
ج- تردَّدَتْ في بعض مقالاتها أصداءُ النظريّات النّقديّة العالميّة الحديثةِ، من مثل ما كتبه يعقوب هاشم في مجلة "الحِكْمة" عن الأديب الفرنسيّ " برونتيير" وعِلم النّقد.
۳ – كَتَبَ النّاقد الأردنيّ عبد الحليم عباس في مجلّة " الرّائد " عام ١٩٤٥م في مقالةٍ نَقديّة له حول كتاب " ذِكْرَيات " لشُكري شَعْشاعة : " مِنَ الخيرِ أنْ يَعرِفَ النّاقد الكاتبَ ما أُتيحَ له؛ لِيُقايِسَ ما وَسِعَه القياسُ بينَ الأثَر وصاحِبِه، وهل استطاعَ أنْ يُعبِّرَ هذا الأثَرُ عن آرائِه ومَطارِحِ أفكارِهِ .... وأخيرًا هل هو قطعةٌ من نَفَسِهِ وشيءٌ من ذاتِه ؟ ".
وضّح مفهومَ الأدب الجيِّد من وِجهة نظر عبد الحليم عبّاس.
الأدب الجيّد: هو الأدب الذي يتمكّن من التّعبير عن آراء الأديب وأفكاره كما هي في نفسه، ويعبّر عن شخصيّته كما هي فعلا.
مرحلة التّجديد
الأسئلة
١– وضّح العاملَين اللّذينِ مهّدا لتطوّر الحركة النّقديّة في الأردنّ في عَقْد الخمسينيّات
أ-ظهور مجلّة " القَلَم الجديد " لعيسى الناعوريّ عام ١٩٥٢م، التي أسهمَتْ هذه المَجلّة في تكوين أرضيّةٍ صُلْبةٍ لِتَكونَ ملتقى الآراء الأدبيّة والنّقديّة، واستطاعت استقطاب أقلامِ عدد من رموز الأدب والفِكْر داخلَ الأردنّ وخارجَه.
ب- صدور الكتب التي أسهمت في إثراء الحركة النّقديّة في الأردنّ في هذا العقد، بما تناولته من آراء وقضايا نقدية دقيقة تدل على خبرة النّقاد وعلى اطلاعهم على أهم الاتجاهات الأدبيّة والنّقديةّ في العالم.
٢– أَسْهَمَت الجامعات الأردنيّة في الستينيّات والسبعينيّات في توفير بيئةٍ نَقْديّة مناسبة اطّلَعَ فيها النُّقاد على النّقد الغربيّ وتأثّروا به.
أ– اذكر ثلاثةً من هؤلاء النُّقْاد.
أ- إحسان عباس، ناصر الدين الأسد، محمود السمرة
.
ب – بيّن دورهم في إثراء حركة النّقْد في الأردنّ.
ب- كانت لهم جهود واضحة في تدريس مواد النّقد الأدبيّ وتأليف الكتب النّقديّة والترجمة والتحقيق في التراث النّقديّ، متّأثرين بما كانوا يقرؤون من آراء في النّقد العربيّ القديم وفي النّقد الأوروبيّ الحديث؛ ما ساعد على الارتقاء بمستوى النّقد وصبغه بالصِّبغة العلميّة المتخصِّصة وبَلْورة مّفاهيمه وضبْطها، وساعد أيضا على إيجاد بيئة خصبة لإنشاء مؤسسات تُعْنى بمجال النّقد الأدبيّ.
٣ – تحدَّث عن الدّوْر الذي قامت به مَجْلّة "الأُفُق الجديد" ومَجلّة "أفكار"
في دعم الحركة النّقديّة في الأردن وتطويرها في عقد الستينيّات.
- أ- مجلّة "الأُفُق الجديد" حملت طلائع التّجديد الحقيقيّة، فقد حرَصَتْ هذه المجلّة على تخصيصِ صفحاتٍ للنّقْد الأدبيّ، وقد نشأَ عن هذا توظيفُ المفاهيم النّقْديّة الجديدة في الأدب الأردنيّ.
ب- مجلّة "أفكار": خصَّصَت للنَّقد مِساحةً عريضةً فيها، إلى جانب ما أتاحته من فُرَصٍ للنّقّاد لكي يَنْشروا أعمالهم النّقديّة.
مرحلة الكتابة النّقديّة في ضوء المَنهجيّات الحديثة
الأسئلة
1 – أ – وضّح المقصود بكلِّ من: الاتّجاه الجماليّ، والاتّجاه المقارن، في النّقْد الأدبيّ.
الاتّجاه الجماليّ: يقصد به المُمارَساتُ النّقديّة التًي تعتمد الذُّوقَ معيارًا، فالنّصّ مُجرَّدُ مُثيرٍ جماليّ يبعثُ في النّفس إحساساتٍ جَماليّةً ممتِعةً، أي أنّ النّاقد يتناول مُقوِّمات الجَمال في النّصّ من وِجْهة نَظَره، متأثرًا بشخصيته والعوامل المؤثّرة فيها وما يبعثه العمل الأدبيّ في نفسه من مشاعر وعواطف وما يستثيره من ذكريات. ومن ثم، يكون النّاقد- بوصفه متلقيًا- مبدعا جديدًا للنّصّ.
الاتّجاه المقارن، هو الاتّجاه النّقْديّ الذي يدرس مظاهر التأثُّر والتّأثير بين النّصوص الأدبيّة، مُعتَمدا على محور اللّغة في المَقام الأوّل من أجل الوقوف على سَيْر الآداب العالميّة وكَشْفِ حقائقها الفنيّة والإنسانيّة، ومن ثم، يدرس النّاقد هنا النّصّ المتأثّر من ناحية لغته مقارنًا إياه بلغة النّصّ المتأثَّر به، لمعرفة مظاهر التأثُّر والتّأثير بين النّصيْن، والحكم عليهما بالجودة أو عدمها.
ب – يكاد الاتّجاه الجماليّ يتميّز بخصوصيّةٍ معيَّنةٍ في العَلاقة بين المتلقّي والنّصّ، وضّح هذه الخصوصيّة .
ب- تكمن الخصوصيّة في العلاقة بين النّصّ الأدبيّ والمُتلقي وفقًا للاتجاه الجمالي في أنّ المتلقي (النّاقد) يتناول مقوّمات الجمال في النّصّ من وجهة نظره بناء على ذوقه الخاصّ، متأثرًا بشخصيته والعوامل المؤثّرة فيها وما يبعثه العمل الأدبيّ في نفسه من مشاعر وعواطف وما يستثيره من ذكريات، ما يفضي إلى تعدد تفسيرات النّصّ وتحليلاته بتعدد المتلقين واختلاف تجاربهم، وهو ما يُسَمَّى "تعدد القراءات
2 – هل استطاعَ النّقاد الأردنيّونَ، في رأيكَ، إيجادَ نَقْدٍ حديث في الأردنّ؟ دعِّم إجابتكَ بأمثلةٍ ممّا درستَ.
- نعم، استطاع النقاد الأردنيون إيجاد نقد حديث يتّصف بـ : المنهجيّة العلميّة، والتّخصصيّة، والضّبط، وبلورة المفاهيم، والموضوعيّة، ولا سيّما في المرحلتين: التّجديد، ومرحلة الكتابة النّقديّة في ضوء المنهجيّات الحديثة، متأثرين في ذلك بالنّقد العربيّ القديم والمنهجيّات النّقدية الحديثة. ومن أمثلة ذلك:
ــ عرض إحسان عباس في كتابه "فن الشّعر" لأهمّ الآراء النّقدية التي تبنتها المذاهب الأدبيّة الحديثة في مهمة الشّعر.
ــ انعكاس الاتجاهات النّقدية الحديثة في النّقد الأردنّي، ومن ذلك: الاتجاه الاجتماعيّ لدى هاشم ياغي في دراسته"الشعر الحديث بين النظريّة والتطبيق"، والاتجاه البنيويّ لدى سامح الرواشدة في كتابه " القناع في الشعر العربيّ الحديث"، والاتجاه الجمالي لدى عبد القادر الرباعي في دراسته " الصّورة الفنيّة في النقد الشعري".
3– مرّت الحركة النّقديّة في الأردنّ بثلاثِ مراحلَ مختلفةٍ، وازِنْ بين هذه المراحل من ناحية تطوَّرت الأمراء النّقديّة في كلٌ مرحلة.
مرحلة النشأة والتأسيس: تمثّل بداية الحركة النّقديّة في الأردنّ، فكانت طبيعة النّقد في الأغلب عبارة عن ملحوظات وآراء نقديّة مبعثرة تتضمنها المطارحات والمحاورات والتعليقات والآراء والمناقشات النّقديّة حول فنون الأدب، وظهرت في هذه المرحلة المقالة النّقديّة في الصّحف والمجلات لكنّها لم ترق إلى المقالة النّقديّة العلميّة ذات الأسس والمعايير الحديثة.
مرحلة التجديد: تطور النّقد الأدبيّ في هذه المرحلة على نحو واضح، فتميز بالصّبغة العلميّة المتخصِّصة وبلورة مفاهيمه وضبطها بالتأثّر بالنّقد العربيّ القديم والنظريات النقديّة الحديثة، وتوسّعت البيئة الثقافيّة التي اهتمت بالأدب ونقده، فظهرت الكتب والدراسات النّقديّة المتخصّصة والمقالات النقديّة العلميّة، وبرز مجموعة من النّقاد ذوي الخبرة والشّأن.
مرحلة الكتابة النقديّة في ضوء المنهجيات الحديثة: تفاعلت الحركة النقديّة في هذه المرحلة على نحو فاعل مع المنهجيّات النقديّة الحديثّة في العالم وأصبحنا نرى انعكاس النظريات النقديّة الحديثة في النقد الأردنيّ على نحو واسع، فترسّخت المنهجيّة العلميّة في النقد الأدبيّ في هذه المرحلة، وتضاعف الإنتاج النقديّ، واتّسع مجاله وتنوّعت القضايا النقديّة التي يتناولها النقد، وارتفع مستوى الذّوق النقديّ لدى النقاد، واعتمدت الأدوات النقديّة المنهجيّة في القراءة والتفسير والتحليل، واتّصف النقد بالموضوعيّة، بمعنى أنه صار ينمو بعيدًا عن الذاتيّة والمزاجيّة؛ فأسهم النّقاد الأردنيّون بذلك في النقد العربيّ بشكل واضح، وتركوا بصماتهم فيه.