التربية الإسلامية فصل أول

الحادي عشر خطة جديدة

icon

 

أوَّلًا: مفهوم تنظيم النسل، وحُكْمه

تنظيم النسل: هو اتخاذ وسيلة مشروعة لإيجاد مُدَد زمنية متباعدة بين مَرّات الحمل.

تنظيم النسل مباح لدواعٍ عِدَّة، منها:
أ . الحفاظ على الصِّحَّة الإنجابية للأُمِّ، ودفع الضرر عنها، وبخاصَّةٍ إذا كانت لا تلد ولادة طبيعية، وتحتاج إلى إجراء عملية كلَّ مَرَّة، والخشية على حياة الأُمِّ بسبب تتابع الحمل. 
ب. منح الزوجين الوقت اللازم للعناية بأطفالهما؛ لكيلا تسوء صِحَّتهم، وتختلَّ تربيتهم؛ تخفيفًا عن الزوجين، وتحقيقًا لمصلحة الأولاد.

قال تعالى: ﴿يريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر﴾.

ج. وجود مرض ضارٍّ أو مُعْدٍ في الزوجين أو في أحدهما، يرجى شفاؤه، وقد ينتقل إلى أولادهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ضَرَرَ، وَلا ضِرارَ»؛ فيُنصَح بتأخير الحمل لحين العلاج. 
د . حاجات اجتماعية واقتصادية مُعتبَرة شرعًا، مثل: التفرُّغ للدراسة، وطبيعة العمل. 

العزل: هو وسيلة من وسائل منع الحمل.
الصِّحَّة الإنجابية: هي اكتمال السلامة البدنية والنفسية لعيش حياة هنيئة وآمنة.

ثانيًا: م فهوم تحديد النسل، وحُكْمه

تحديد النسل: هو اتخاذ الإجراءات التي تمنع الحمل بصفة دائمة، مثل: استئصال رَحِم المرأة؛ سواء أكان ذلك بعد إنجاب عدد من الأولاد، أم ابتداء من غير ضرورة طبية.

يُعَدُّ تحديد النسل بهذا الوصف أمرًا مُحرَّمًا، استنادًا إلى الدليلين الآتيين:
أ . معارضته حكمة التشريع الإسلامي في الحَثِّ على الزواج، والتكاثر .
قال تعالى: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾.
ب. معارضته العقيدة الإسلامية إذا كان ذلك لداعي الخوف على الرزق؛قال تعالى: ﴿ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم﴾.
أمّا إذا وُجِدت ضرورة فلا مانع من تحديد النسل ما دامت الأسباب قائمة؛ عملًا بقاعدة (الضرورات تبيح المحظورات).
 

الضرورات تبيح المحظورات: قاعدة فقهية تعني أنَّ المَنهِيَّ عنه شرعًا يباح فعله عند الضرورة، والحاجة الشديدة، مثل إباحة أكل المَيْتة في حال الجوع الشديد، كما في المجاعات.

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

الإجهاض: هو تعمُّد إسقاط الحمل في غير موعده الطبيعي، وبلا ضرورة، وبأيِّ وسيلة من الوسائل.
أفتى العلماء بحرمة الاعتداء على الجنين وإسقاطه؛ لأنّه داخل في عموم النهي عن الاعتداء على النفس التي حرَّم الله تعالى قتلها إلّا بالحقِّ.
قال تعالى:﴿ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا﴾.

أمّا إذا كان بقاء الحمل مُهدِّدًا لحياة الأُمِّ فيفتى بجواز الإجهاض في هذه الحالة ؛ إنقاذًا لحياتها بقرار طبي.