التربية الإسلامية فصل ثاني

الحديث النبوي الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار "

 

التعريف براوي الحديث:

اسمه: هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي كنيته: أبو هريرة إسلامه: أسلم في السنة السابعة للهجرة أهم ما تميز به: من أكثر الصحابة رواية للأحاديث الشريفة سبب لقبه: لأنه كان يربي هرة صغيرة

الشرح:

حرص الإسلام على احترام حقوق الإنسان، ومن أهم هذه الحقوق حق الحياة وحفظ النفس الإنسانية التي تُعد من الضرورات الخمس (والضرورات الخمس: هي ما تتوقف عليها حياة الإنسان الكريمة وهي: الدين، النفس، العرض، المال، العقل).

 

التوجيه النبوي في الحديث الشريف:

التحذير من المساس بحياة الإنسان، والنهي عن التصرفات التي تلحق الأذى به، أو تؤدي إلى إراقة دمه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مجرد الإشارة إلى الآخر بالسلاح جاداً كان الشخص أو مازحا؛ لأن دم الإنسان في الإسلام مُصان ومعصوم والإعتداء على حياته من أكبر الجرائم.

 وقوله صلى الله عليه وسلم:" لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار" يشير إلى عداوة الشيطان للإنسان فقد يغريه بعداوة الآخرين وإيذائهم.

 

صور من الأفعال الطائشة التي تسبب الضرر للإنسان:

أ- ما يفعله البعض في سياراتهم من تزاحم وحركات عشوائية لا مسؤولة (التفحيط)، خاصة في الأعراس والمناسبات الاجتماعية.

ب- إطلاق العيارات النارية في المناسبات.

 

أهم الإرشادات النبوية الوقائية التي تحد من إلحاق الأذى بالنفس الإنسانية بقصد أو من غير قصد:

1- تجنب حمل السلاح أو إشهاره، وعلى مالكه أو مستخدمه تعهد السلاح بالحفظ، والحد من إيذاء الآخرين به، ومن أدلة ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:" إذا مر أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبل، فليمسك على نصالها (أو قال: فليقبض بكفه)، أن يُصيب أحدا من المسلمين منها شيء".

 

2- الحذر عند مناولة الآخرين الأدوات الحادة كالسيف والسكين وما في معناها، وإعطاؤها لهم من جهة المقبض وتجنب رميها، لماذا؟ حتى لا تؤذيهم.

ودليل ذلك ما رواه جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم:" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُتعاطى السيف مسلولاً".

 

3- النهي عن الخذف (الخذف: هو الرمي بالحصى فيجعلها بين أصبعيه، أو بمخذفة كالمقلاع).

• علل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف؟
  • لأنه لا فائدة منه ولا قيمة تحقق وقوع الأذى والضرر بالآخرين، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:" أنه لا يقتل الصيد، ولا ينكأ العدو، وأنه يفقأ العين، ويكسر السن".

 

4- تجنب تخويف الناس مهما كانت الدوافع والأسباب،

لماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تخويف الناس؟

لأنه قد يفاجأ بردة فعل غير متوقعة فيحدث ما لم يكن بالحسبان. ومن أدلة ذلك والأمثلة عليه: ما ورد عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون معه،فنام رجل منهم، وجاء آخر وأخذ حبله، فاستيقظ الرجل فزعاً، فقال صلى الله عليه وسلم:" لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعباً أو جاداً، فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه "، فلا يجوز أخذ ما يتعلق بخصوصيات الآخرين وإخفائها.