التربية الإسلامية فصل أول

الثامن

icon

الشرح:

الفكرة الرئيسة

  • بيّنت الآيات الكريمة وجوب طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم والتأدّب معه وتوقيره.
  • وحذّرت من تصديق الأخبار قبل التّأكّد من صِحَّتها.

 

إضاءة

سورة الحُجُرات سورة مدنيّة، عدد آياتها (18) آية، سميّت بالحجرات؛ لذكرها قصّة مناداة وفد بني تميم لسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم بصوت مرتفع من خارج بيوت أزواجه صلّى الله عليه وسلّم (الحجرات).

الآيات الكريمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)

 

معاني المفردات والتّراكيب

  • تُقَدِّمُوا: تسبقوا.
  • تَجْهَرُوا: ترفعوا أصواتكم.
  • تَحْبَطَ: تبطل.
  • يَغُضُّونَ: يخفضون.
  • امْتَحَنَ: اختبرَ.
  • الْحُجُرَاتِ: جمع حُجرةٍ، وهي غرفة.
  • فَاسِقٌ: عاص.
  • بِنَبَأٍ: بخبر.
  • فَتَبَيَّنُوا: فتأكّدوا.
  • بِجَهَالَةٍ: بغير علم.
  • لَعَنِتُّمْ: لوقعتم في المشقّةِ.
  • الْفُسُوقَ: الكذب.

 

أستنير

تناولت الآيات الكريمة عددًا من الموضوعات، منها:

  • وجوب طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم  والتأدّب معه. الآيات الكريمة (1-5).
  • التّثبّت من الأخبار. الآية الكريم (6)
  • فضل الله تعالى ونعمه. الآيتان الكريمتان (7-8).

أوّلًا: وجوب طاعة الله تعالى، وطاعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم  والتأدّب معه

  • خاطب الله تعالى في الآيات الكريمة المؤمنين والمؤمنات بوجوب طاعته تعالى وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأمرَ بعدم التعجّل بالحُكْم على الأمور، قبل أن يأمر الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: (لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)، وحَذَر كذلك من تقديم الأهواء على حكم الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأمر بتجنّب مخالفة أمر الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.
  • كما أمر بتوقير النبيّ صلّى الله عليه وسلّم  باحترامه وتقديره والتأدّب معه،
    • وتجنّب رفع الصّوت عنده، قال تعالى: (لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ).
    • ونهى أن يُخاطَب كما يُخَاطَب الآخرون، قال تعالى: (وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ)،
  •  فمن التزم الأدب نال مغفرة الله تعالى، ونال الأجر العظيم.
  • جاء في سبب نزول قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) أنّ وفد بني تميم قدموا من خارج المدينة، وأخذوا ينادون الرسولَ صلّى الله عليه وسلّم من خارج بيته بصوتٍ مرتفع: (يا محمّد، اخرج إلينا)؛ فنزلت هذه الآية الكريمة.
  • ومن تعظيم الله تعالى لنبيّه الكريم أنّه لم يخاطبه باسمِهِ مُجرَّدًا، بل خاطبه بـ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ)، (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ)، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

أتعلم

يجب التّأدب مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد انتقاله إلى الرّفيق الأعلى، ومن ذلك:

  • تجنّب رفع الصّوت عند قبره.
  • تجنّب مخالفة أوامره وسُنّته.
  • يُستَحَبُّ للمسلم أن يذكر النبيّ بلفظ سيِّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
  • لا يجوز أن تُختَصر عبارة: (صلّى الله عليه وسلّم) بعبارات مثل: (ص)، أو (صلعم). لأنّ هذا يخالف احترام النّبي صلّى الله عليه وسلّم  وتقديره والتأدّب معه.

 

أتأمّل وأربط

أتأمّل النصوص الشّرعيّة الآتية في المجموعة الأولى، ثمّ أربط بينها وبين المعنى الدالّ عليها من المجموعة الثّانية.

المجموعة الأولى

المجموعة الثّانية

1.قال تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ).

تحريم مخالفة أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.         (2)

2.قال تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

وجوب محبّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.                (3)

3.قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).

وجوب طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم.                      (1)

 

ثانيًا: التّثبّت من الأخبار

  • أمرنا الله تعالى بتحرّي الأخبار  والتأكّد من صحّتها قبل تصديقها، ولا سيّما إذا كان ناقل الخبر من أهل المعصية، قال تعالى: (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا)؛ لأنّه لا يتورّع عن الكذب، ونقل الشّائعات عن الأبرياء، واتّهامهم وظلمهم، ونشر العداوة والبغضاء بين النّاس.
  • وجاء في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا بلغَهُ خبر امتناع بني المصطلق عن أداء الزكاةِ، وارتدادهم عن الدين، أرسل يتأكّد من صحّة الخبر قبل أن يعاجلهم بالعقوبة، فتبيّن له خطأ الخبر الّذي وردَه، وبُعدُه عن الحقيقة، وأنّ بني المصطلق ما زالوا متمسكّين بدينِهِم.

 

ثالثًا: فضل الله تعالى ونعمه

ذكرَت الآيات الكريمة بعضًا من فضل الله تعالى على المؤمنين، ومن ذلك أنّه:

  • أرسل إليهم رسولَه صلّى الله عليه وسلّم، فكان رحيمًا بهم، وحريصًا على ما ينفعهم، ومن حرصه عليهم أنّه كان رحيمًا في التعامل معهم، رفيقًا متأنّيًا في توجيههم؛ حتّى لا يوقعهم في الحرج والمشقّة؛ فبعض المسلمين صدّق الخبر عن بني المصطلق، وأشاروا على الرسول صلّى الله عليه وسلّم أن يُعَجِّل لهم العقاب، ولكنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم  لم يستجب لما طلبوه، وأرسل إلى بني المصطلق مَن يتحقّق من صحّة ما نُسِبَ إليهم. قال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ).
  • حبَّبَ إليهم الإيمان، وزيّنه في قلوبهم، وجعلهم يكرهون الكفر والفسوق والعصيان. 

 

أستزيد

ينبغي لنا الرجوع إلى أهل الاختصاص لمعرفة الأحكام الشرعيّة، وفي المملكة الأردنيّة الهاشميّة جهةٌ مختصّة ببيان الأحكام الشرعيّة، هي دائرة الإفتاء العام، حيث يمكن التواصل معها عبر الموقع الرسمي، والاطّلاع على الفتاوى الصادرة عنها.

 

أربط مع الإعلام

الشائعات والأخبار غير الصحيحة الّتي تنشرها بعض وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي تؤثّر سلبًا في الفرد والمجتمع، وتؤدّي إلى:

  • انعدام الثقة.
  • ونشر الخوف بين النّاس.
  • فتُهَدِّدُ أمنَ المجتمع.
  • وتثير الفتن بين أبناء الوطن الواحد.
  • وتؤثِّر في الاقتصاد الوطني.